إيجابيو المصل في البلقان يتوحدون في وجه الأحكام المسبقة

 بعدما كشف بوريس لرؤسائه أنه إيجابي المصل، اضطر لترك عمله.. وهذه مسألة شائعة في البلقان حيث اتخذت منظمات عدة قرارا بتوحيد جهودها لمكافحة الأحكام المسبقة وذلك في مبادرة تعتبر نادرة في هذه المنطقة المقسمة.

ويتذكر هذا الممرض من سوبوتيكا (شمال صربيا) أنه "كان يتم نقلي من منصب إلى آخر". وبوريس في الأربعينات من عمره وهو ناشط في الاتحاد الصربي لدعم إيجابيي المصل.

يضيف وهو خائب الظن "أرادوا في النهاية نقلي للعمل في قسم سجلات المستشفى. لكن السيدة التي تعمل هناك هددت بتقديم استقالتها إذا ما حضرت للعمل. ففهمت أنه ليس بإمكاني الاعتماد على أي كان ورحلت".

ست سنوات مرت وبوريس كوفاسيتش يتقاضى راتب المرض المزمن، من دون أمل بالعثور على وظيفة.

ففي مجتمعات البلقان التي تطبعها التقاليد بقوة، غالبا ما يتعرض إيجابيو المصل للتمييز.

وعلى سبيل المثال، قد يجد أطفال أصيبوا أو أهلهم بالفيروس صعوبة في تلقي التعليم في المدارس، بحسب ما توضح منظمات غير حكومية متخصصة.

ولمواجهة هذا الوضع، اتخذت هذه المنظمات قرارا بإطلاق مبادرة إقليمية لمكافحة الأحكام المسبقة. ويعتبر هذا تعاونا نادرا في منطقة تطبعها الصراعات العرقية.

ويشرح فلاديمير أنتيتش من الاتحاد الصربي للمنظمات الداعمة إيجابيي المصل "عندما كنا نجول في المنطقة أدركنا أن مشاكلنا كانت شبه متطابقة".

يضيف لوكالة فرانس برس "وقد أتتنا فكرة الدعوة إلى مؤتمر مخصص لهؤلاء الأشخاص ينظم في بداية العام المقبل، الأمر الذي يشكل خطوة أولى لمنظمة إقليمية تطمح إلى تحسين ظروف إيجابيي المصل".

ومن المقرر أن يعقد هذا المؤتمر في بلغراد.

ويشدد توميسلاف بيغانوفيتش من الجمعية الكرواتية المعنية بفيروس نقص المناعة المكتسب/الإيدز والتهاب الكبد، على أن "التمييز يعتبر المشكلة الأكبر في المنطقة كلها. فهو يتولد من الجهل. لذا لا بد من تحسيس الناس وتوعيتهم، فالمعلومة هي الوحيدة القادرة على مكافحة" الجهل.