المحتوى الرئيسى

تباين في مواقف الجماعات والأحزاب إسلامية إزاء الانتخابات التشريعية بالمغرب

11/14 02:01

الرباط ـ حسن الأشرف

تباينت مواقف عدد من الهيئات والمنظمات الإسلامية إزاء الانتخابات التشريعية المُزمع تنظيمها بالمغرب في الخامس والعشرين من نوفمبر/ تشرين الثاني، بين من دعت إلى مقاطعة هذه الانتخابات، ومن وقفت في الوسط بين المقاطعة والمشاركة، فيما شددت أخرى على ضرورة التفاعل الإيجابي في هذه المحطة السياسية الهامة في تاريخ البلاد.

وفيما أصدرت جماعة العدل والإحسان أخيرا وثيقة تبرز فيها الأسباب الدستورية والسياسية والقانونية التي جعلتها تقاطع الانتخابات وتدعو إلى مقاطعتها، حثت حركة التوحيد والإصلاح المغاربة على المساهمة الفعال في الاقتراع المقبل، بينما اتخذت حركة "الشبيبة الإسلامية" قبل أيام قليلة موقفا وسطا في هذا الشأن.

وجدير بالذكر أن المغرب يستعد لتنظيم أول انتخابات تشريعية في ظل الدستور الجديد في 25 نونبر/ تشرين الثاني، لاختيار أعضاء مجلس النواب، ومن ثم تشكيل الحكومة الجديدة انطلاقا من نتائج هذا الاقتراع.

انتخابات لـ"تزيين الصورة"

وأبرزت الوثيقة التي أصدرها المجلس القُطري للدائرة السياسية لجماعة العدل والإحسان الأسباب المختلفة التي دفعتها للدعوة إلى مقاطعة الانتخابات، باعتبارها عوامل تُفرغها من أي محتوى ديمقراطي، ويجعل وظيفتها الأساس تزيين صورة النظام السياسي، وإلهاء النخب والشعب بلعبة انتخابية لا أثر لها في القرار السياسي، ولا اعتبار لها في امتلاك السلطة"، بحسب لغة الوثيقة.

وبالنسبة للأسباب الدستورية، ترى " العدل والإحسان" وجود اختلالات فظيعة كثيرة، لعل أبرزها يتجلى في ما سمته "هيمنة المؤسسة الملكية"، من خلال سُلط مهمة في ما يتعلق بالحكومة والبرلمان والقضاء والدستور.

أما الأسباب السياسية، وفق الوثيقة ذاتها، فتتمثل في "المناخ السياسي الذي تجري فيه الانتخابات"، نظرا لوجود اختلالات سياسية كبرى تطرح على الانتخابات المقبلة أكثر من سؤال، منها سؤال الجدوى من تنظيم انتخابات في مناخ استبدادي، بحسب تعبير وثيقة الجماعة.

وسرد البيان أبرز الاختلالات السياسية التي أفرغت الانتخابات المقبلة من جدواها، ومن ذلك ما سماه " إقصاء منهجي للجزء الأكبر من الشعب، ولقواه السياسية الحية، من خلال الإصرار على إجراء انتخابات شكلية لا تستجيب لأدنى معايير الديمقراطية، فضلا عن "إجراء الانتخابات في جو يكرس الشك والريبة وفقدان الثقة، من قبيل استمرار الاعتقال السياسي، واستمرار الاختطافات، والاعتداء على الحقوقيين، وملفات الفساد، ومحاكمة الرأي.

دعوات لـ"المشاركة الإيجابية"

وعلى نقيض " العدل والإحسان"، اتخذت حركة التوحيد والإصلاح موقفا واضحا يدعو إلى المشاركة الإيجابية في الانتخابات البرلمانية القادمة، تحت شعار "التغيير، من أنفسنا نبدأه، وجميعا نصنعه".

واعتبرت الحركة في نداء سابق لها أن "الاستحقاقات القادمة تشكل اختبارا حقيقيا للمغاربة جميعا"، مطالبة إياهم بالتعاون على "توفير كل شروط وضمانات نزاهة الانتخابات"، لكون التصويت ""شهادة لا تُكتم، وإذا دُعي لها المسلم لا يمتنع"، والعمل السياسي هو باب من أبواب المعروف".

وجاء موقف الشيخ عبد الكريم مطيع الحمداوي، المرشد العام لحركة "الشبيبة الإسلامية" ليقف منزلة بين منزلتي المقاطعة والمشاركة، حيث أصدر شريطا مرئيا نُشر أخيرا في الموقع الرسمي للحركة، تحدث فيه عن الانتخابات المقبلة كفرصة لاختبار نويا الدولة والأحزاب معا.

وتابع مطيع بأن الاختيار بين مرشحي الأحزاب ليس بالأمر الهين إذا مورس بدون روية أو تثبت، مردفا أنه "على من يريد الاختيار أن يبحث عن الرجل الصالح المصلح من بين كل الأحزاب بدون استثناء، وأن يحكم مصلحة الوطن قبل كل اعتبار حزبي أو طائفي أو عرقي.

وعاد مطيع ليرى، من جهة أخرى، أن "مقاطعة الانتخابات يظل حقا لكل مواطن، إذا بدت عليها بوادر السفاهة والتزوير وقلب الحقائق، أو لم يجد مرشحا توفرت فيه الشروط المعتبرة، وذلك هو الأسلم لذوي المروءة والدين، والأحفظ لهم من شهادة زور يسألون عنها يوم الدين.."، وفق تعبير زعيم الشبيبة الإسلامية.

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل