المحتوى الرئيسى

احتياطي الكذب بقلم:أنوار لكحل

11/12 23:59

أنوار لكحل

إن احتياطي الكذب لدى الساسة المغاربة أكبر بكثير من احتياطي الفوسفاط لدى المغرب، فالسياسة لعبة خطرة لايشارك فيها الأغبياء... ولا تحكمها قواعد فكل شيئ مباح والغاية تبرر الوسيلة، وإنهم قد لوثوا الحياة السياسية على امتداد أكثر من نصف قرن وسيشرعون في تلويث القرى والأحياء أيضا على امتداد أسبوعين إضافيين.

دعونا بدئا نعرف ماهية السياسة، فهي لغويا مشتقة من ساس يسوس بمعنى قاد ورأس، واصطلاحا تعني رعاية شؤون الدولة الداخلية والخارجية، وتعرف إجرائيا حسب هارولد لازول بأنها دراسة السلطة التي تحدد من يحصل على ماذا(المصادر المحدودة) متى وكيف. أي دراسة تقسيم الموارد في المجتمع عن طريق السلطة (ديفيد إيستون). وعرفها الشيوعيون بأنها دراسة العلاقات بين الطبقات، وعرف الواقعيون السياسة بأنها فن الممكن أي دراسة وتغيير الواقع السياسي موضوعيا وليس الخطأ الشائع وهو أن فن الممكن هو الخضوع للواقع السياسي وعدم تغييره بناء على حسابات القوة والمصلحة.

وتعبر السياسة عن عملية صنع قرارت ملزمة لكل المجتمع تتناوله قيم مادية ومعنوية وترمز لمطالب وضغوط وتتم عن طريق تحقيق أهداف ضمن خطط أفراد وجماعات ومؤسسات ونخب حسب أيدولوجيا معينة على مستوى محلي أو إقليمي أو دولي. والسياسة هي علاقة بين حاكم ومحكوم وهي السلطة الأعلى في المجتمعات الإنسانية، حيث السلطة السياسية تعني القدرة على جعل المحكوم يعمل أو لا يعمل أشياء سواء أراد أو لم يرد. وتمتاز بأنها عامة وتحتكر وسائل الإكراه كالجيش والشرطة وتحظى بالشرعية.

ومع أن هذه الكلمة ترتبط بسياسات الدول وأمور الحكومات فإن كلمة سياسة يمكن أن تستخدم أيضا للدلالة على تسيير أمور أي جماعة وقيادتها ومعرفة كيفية التوفيق بين التوجهات الإنسانية المختلفة والتفاعلات بين أفراد المجتمع الواحد، بما في ذلك التجمعات الدينية والأكاديميات والمنظمات.

وأيضاً السياسة هي القيام على الشئ بما يصلحه أى المفترض أن تكون الإجراءات والطرق وسائلها وغاياتها مشروعة فليست السياسة هي الغاية تبرر الوسيلة وليست ألعاب قذرة فهذا منطق المنافقين والأنتهازين، وما أكثرهم في مجلس النواب المغربي.

قبل يومين وجدت هذه العبارة على الفايسبوك:(غاب البرلماني خمس سنوات ولم أشعر بغيابه، وغاب عامل النظافة يوم العيد ...فعرفت من يستحق الإحترام أكثر...)"لحسن عواد".

فكيف يفسر "حلالو العقد " هذه القولة التي تلخص الذهنية السائدة لدى المغاربة وتبسطها ؟ الواقع أن المتحكمين في الوعي ليسوا في حاجة إلى أن يصوغوا تفسيرات تؤدي إلى تبلد الإدراك وتخفيف الضغوط المطالبة بالتغيير، فالصناعة السياسية التي يقوم نشاطها على المبادئ التقليدية توفر من جانبها أجهزة إعلام رسمية بإمكانات هائلة ترسخ الرداءة التي لخصتها الحكمة الفيسبوكية السابقة الذكر.

وعند وقوع أزمة فعلية أو كاذبة أو مفتعلة ينشأ جو هستيري محموم بعيد تماما عن المعقولية ، يؤدي إلى الإحساس الزائف بالطابع الملح للأزمة المترتب على الإصرار على فورية المتابعة ، كما يؤدي إلى النفخ في أهمية الموضوع ، ومن ثم تكون الخطوة التالية هي إفراغه من أهميته ونتيجة لذلك تضعف قدرة الجمهور على التمييز بين درجات الأهمية .

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل