أربع قمم نارية في الملحق المؤهل لبطولة يورو 2012

 

سيكون يوم الجمعة، (11 تشرين الثاني/ نوفمبر)، عصيبا لثمان من المنتخبات الأوربية، عندما تتواجه في مباريات الذهاب من الملحق المؤهل لنهائيات كأس الأمم الأوربية (يورو 2012)، التي ستقام العام القادم في أوكرانيا وبولندا معا، على أن يشهد يوم الثلاثاء مباريات الإياب، والتي سيعرف بنهايتها المتأهلون الأربعة المتبقون لاكتمال عقد الـ 16 فريقا.

 

وخلال المرحلة الماضية حجز 12 منتخبا مقاعدهم في النهائيات، فإلى جانب الدولتين المضيفتين، أوكرانيا وبولندا، تمكنت تسع منتخبات من تصدر المجموعات التسع في التصفيات وهي، بحسب ترتيب المجموعات من الأولى إلى التاسعة: ألمانيا وروسيا وإيطاليا وفرنسا وهولندا واليونان وإنجلترا والدانمارك وإسبانيا (حامل اللقب)، بالإضافة إلى السويد كأفضل فريق يحتل المركز الثاني في التصفيات.

 

المقاعد الأربعة المتبقية ستكون حلبة للصراع ما بين منتخب البوسنة الذي سيواجه نظيره البرتغالي، وتركيا التي ستواجه كرواتيا، فيما تلتقي استونيا مع ايرلندا، واللقاء الأخير يشهد مواجهة مابين التشيك ومونتنيغرو.

 

تكرار التحدي

 

أبرز المواجهات سيكون مسرحها ملعب بيلينو بوليي في مدينة زينيتشا البوسنية، عندما يستضيف أصحاب الأرض ضيوفهم البرتغاليين، في إعادة لمواجهتهما قبل عامين في الملحق الأوربي للتصفيات المؤهلة لكأس العالم 2010، وحينها تمكن رفاق كريستيانو رونالدو من انتزاع بطاقة التأهل بفوزهم بنتيجة هدف مقابل لاشيء في الذهاب، ونفس النتيجة في لقاء الإياب. تلك النتيجة لازالت ماثلة جيدا في أذهان البوسنيين الذين يبدون عازمين وبقوة على الثأر.

 

Bildunterschrift: هل سينجح البرتغاليون في تكرار انتصارهم، أم أن البوسنيين سينجحون في الثأر؟وتعج المباراة بالنجوم العالميين، مثل كريستيانو رونالدو نجم ريال مدريد الاسباني وناني لاعب مانشستر يونايتد، من الجانب البرتغالي، والبوسنيان ادين جيكو هداف مانشستر سيتي، متصدر الدوري الانكليزي و ميراليم بيانيتش لاعب روما الإيطالي.

وفي التصفيات الحالية، وبعد بداية صعبة للبرتغال في المجموعة السابعة، نجح رونالدو ورفاقه في صعود سلم الترتيب تدريجيا، قبل أن يسقطوا في الجولة الأخيرة أمام الدانمرك 1-2 ليكتفوا بالمركز الثاني. أما المنتخب البوسني، بإشراف المدرب صفوت سوزيتش، والذي كان على بعد 13 دقيقة من إحراج فرنسا وإرسالها إلى الملحق، فاحتل المركز الثاني في مجموعته، وراء "الديوك"، محققا ستة انتصارات وتعادل واحد وتلقى ثلاث هزائم.

 

ضيف الملحق شبه الدائم

 

ولن تكون المشاركة في الملحق أمرا غريبا على المنتخب التركي، لأنها المرة الخامسة التي يخوض فيها الملحق الفاصل. ويملك المنتخب سجلا متزنا ومتكافئا في الملاحق الفاصلة، قبل هذه المواجهة المرتقبة مع نظيره الكرواتي الجمعة في مدينة اسطنبول. حيث تغلب الأتراك على المنتخب ليحجز مقعده في نهائيات يورو 2000. كما تغلب على المنتخب النمساوي 6/صفر في مجموع مباراتيهما بالملحق الفاصل في تصفيات مونديال 2002 بكوريا الجنوبية واليابان. وفي عام 2003، تلقى المنتخب التركي صدمة قوية بالسقوط في الملحق الفاصل ليورو 2004 أمام نظيره اللاتفي، ثم سقط بعدها بعامين أمام نظيره السويسري في الملحق الأوروبي الفاصل لتصفيات مونديال 2006 بألمانيا.

وتعاني كرواتيا التي تخوض الملحق للمرة الثالثة، من غيابات مؤثرة في صفوفها تطال ملادن بتريتش وإيفان سترينيتش وديان لوفرين. ومن أجل سد الثغرة التي تركها هؤلاء، قرر المدرب سلافن بيليتش استدعاء لاعبي بايرن ميونيخ دانييل برانييتش وإيفيكا أوليتش، ولكن المثير للدهشة هو أن المدرب الكرواتي، تغاضى عن استدعاء إيفان كلاسنيتش، مهاجم بولتون الإنجليزي. ومن جانبه يعتمد مدرب المنتخب التركي، الهولندي غوس هيدينك، مجددا، على كانر أركين وأوزان ايبيك وخليل ألتينتوب، لكنه يتعين عليه التخلي عن خدمات نوري شاهين وغوكهان زان ويكتا كورتولوس بداعي الإصابة. وتملك تركيا أفضلية ذهنية على كرواتيا بعد أن تفوقت عليها بركلات الترجيح في ربع نهائي كأس أوروبا 2008.

Bildunterschrift: من مواجهة تركيا وكرواتيا في نهائيات يورو 2008

أيرلندا وأستونيا

ويحل المنتخب الأيرلندي ضيفا على نظيره الأستوني غدا في تالين. ويفتقد المدرب الإيطالي جيوفاني تراباتوني، المدير الفني للمنتخب الأيرلندي، لجهود لاعبه جون أوشيا نجم ساندرلاند، ويحل مكانه اللاعب ستيفن كيلي. وقال كيلي ظهير أيمن فريق فولهام الإنجليزي إنه على قدر هذه المهمة. وأوضح "خضت العديد من المباريات الكبيرة. إنها الفرصة التي أستطيع من خلالها إثبات ذاتي". وأضاف "إننا على وشك المشاركة في بطولة كبيرة، وهاتان المباراتان هما الوسيلة لبلوغ هذه البطولة. نستطيع تحقيق نتيجة جيدة في هذه المواجهة.. سيكون إنجازا خاصا أن نعبر هذه المواجهة ونتأهل للنهائيات عبر هاتين المباراتين". وما زال المنتخب الأيرلندي يعاني من صدمة الخروج الظالم أمام نظيره الفرنسي في الملحق الأوروبي الفاصل بتصفيات مونديال2010 حيث تأهل المنتخب الفرنسي إلى النهائيات بفضل هدف غير صحيح من لمسة يد.

أما أستونيا فستخوض الملحق، للمرة الأولى في تاريخها، وقد استدعى مدربها، تارمو رووتلي، أندريه سيدورينكوف "المنسي" منذ حزيران/ يونيو الماضي والخسارة المفاجئة أمام جزر فارو. كما عاد المهاجم فلاديمير فوسكوبوينيكوف الذي لم يشارك في المباراتين الأخيرتين في التصفيات. وقال المتحدث باسم الاتحاد الأستوني ميهكيل اويبوليهت: "لا ضغط علينا أبدا. لقد حققنا أمرا رائعا، ولم نكن نفكر أبدا بخوض الملحق".

 

بين استعادة الأمجاد وإثبات الذات

ويأمل المنتخب التشيكي، وصيف بطل يورو 1996، في بلوغ النهائيات على حساب منتخب مونتنغرو (الجبل الأسود). ويحلم ميتشال بيليك، المدير الفني للمنتخب التشيكي، بمشاركة حارس مرماه المتألق بيتر تشيك في هذه المواجهة رغم الإصابة التي تعرض لها بكسر في الأنف خلال مباراته مع فريقه تشيلسي الإنجليزي، مطلع الأسبوع الحالي. وقال تشيك على موقعه بالانترنت أنه سيرتدي قناعا صنع من أجل ذلك وأنه سيجرب القناع قبل استخدامه في المباراة. وحجزت تشيكيا البطاقة الثانية في مجموعتها بصعوبة خلف أسبانيا متقدمة بفارق ضئيل عن اسكتلندا، وقد فقدت الكثير من بريقها في السنوات الأخيرة، لكنها تبقى فريقا صلبا ويملك الخبرة.

 

أما منتخب مونتنيغرو، الطامح لدخول نادي الكبار، فيدخل هذه المباراة مستعيدا لخدمات برانكو بوسكوفيتش، الغائب منذ نيسان/ أبريل الماضي بداعي الإصابة، وهو التعديل الوحيد الذي طرأ على تشكيلة المدرب برانكو برنوفيتش، التي انتزعت التعادل من انكلترا مرتين (صفر- صفر و2-2). ويعول برنوفيتش على الثنائي ميركو فوسينيتش (يوفنتوس) صاحب 11 هدفا في 25 مباراة دولية، وستيفان يوفيتيتش (فيورنتنيا) الذي يملك خبرة كبيرة من الدوري الإيطالي. وأظهر يوفيتيتش ثقة كبيرة في النفس عندما اعتبر أن فريقه "سيواجه الخصم الأسهل" في الملحق.

 

فلاح الياس، (د ب ا)