المحتوى الرئيسى

رحلة الأرواح الصافية إلي الأماكن المقدسة

11/07 19:59

عندما تحل علينا نفحات عيد الاضحي المبارك تهفو الروح الي الاماكن المقدسة وتتذكر الرحلة الرائعة التي جسدت اسمي معاني التضحية من الاب,

والطاعة من الابن, والامتثال لاوامر الله من الام والمكافاة الربانية من المولي عز وجل لهذة الاسرة الملتزمة , وتبقي العبرة والعظة تتناقلها الاجيال من عام  الي عام.

الحج شعيرة عالمية

لا يقتصر الحج كشعيرة علي المسلمين، وإن كان يمثل الركن الخامس من أركان الإسلام، فالمتتبع لمسيرة الإنسان علي الأرض سيتأكد من أن الحج شعيرة مارسها الإنسان ربما منذ هبط علي الأرض .. فما من حضارة قديمة أوحديثة إلا ويعد الحج إحدي أهم شعائرها الروحية وإن اختلفت وجهته،هذا ما انبأت به مسيرة روح الإنسان التي تأبي إلا أن ترتفع في مدارج روحية إما متبعة في ذلك ومسترشدة بأديان سماوية وبكيفيات حددتها كتب الفقه ، وإما صانعة لنفسها أديانا وضعية تتعبد لله علي طريقتها وحسب حجم معرفتها به وطريقتها في الوصول إليه .. وما المعابد والهياكل ودور العبادة التي شيدها الأقدمون لآلهتهم في كل مكان علي الأرض إلا منازل للروح يحجون إليها ، استجابة لوازع ديني وإيماني عميق، يقيمون فيها طقوسهم وممارساتهم المحددة حسب كل معتقد ينتسبون إليه، شعيرة يقيمونها في أوقات محددة من السنة.. ومن عجب لا يمكننا إلا أن نفهم هذا الاختلاف في أشكال ووجهات الحج وطقوسه إلا باعتباره تعبدا لله الواحد، دينا استقر في روح الإنسان وقلبه.. وإن استوعبه العقل ببطء عبر مسيرته وتطوره.. هكذا يعكس التعدد الوحدانية ، يذهب الآلهة المتعددين وتبقي فكرة العبادة مستقرة في ضمير البشرية ، ربما يتم تحويل وجهتها حسب طبيعة الظروف القائمة في قطر وفي كل زمن إلا أنها تظل هناك تنبئ عن حقيقتها وخلودها..

لا شك أن بيت الله الحرام في مكة المكرمة، هو البيت المعني وحده بالحج: النموذج المقدس الذي وضعه الله للناس وارتضاه لحجهم

اشتهرت أرض مصر الفرعونية بالهياكل، والمقابر الضخمة كالأهرامات، وبتعدّد الآلهة إلاّ في زمن اخناتون الموحِّد للآلهة.

فالهياكل انتشرت في أنحاء مصر القديمة وأشهرها «الكَرْنَكْ» و«الأُقصُر» و«إدْفُو» و«دَنْدارة» . وهذه الهياكل بعضها محفور في شاهق صخري كمعبد «أبي سِنْبلآ» في بلاد النوبة، الذي هو أشهر الهياكل وقيل أقدمها، وله أهمية كبيرة في نفوس المصريين القدماء، وحين تولّي رمسيس الثاني عرش مصر نحته في الصخر الحيّ وأتمّ بناءه.

أمّا في حضارة ما بين النهرين ـ السومرية والبابلية والأكدية والآشورية ـ التي استمرّت ثلاثة آلاف عام ، كان (الإلـه آنو) علي رأس (البانتيون)، وكانت الآلهة تخرج بملابس محمولة بشرف علي أكتاف الكهنة، في أعياد رأس السنة ، وبمراسم خاصّة وطقوس خاصّة ، وكانت لها أهمّية ذات حدّين ، وقد يقوم الإلـه بزيارة طقوسية إلي معبودات اُخري بمناسبة الأعياد الكبيرة ، لذا فإنّ (نابو) في بورسيا يزور بانتظام والده مردوخ في عيد رأس السنة الجديدة في بابل.

وأهم الأبنية الدينية عندهم هي المعابد والمقابر : وعُرفت المعابد باسم «الزقورة» أقدمها ما بناه السومريون ، وأشهرها «برج بابل» حيث عُبد الإله «نَبُو».

أشهر الحجاج

يعد محمد بن عبد الله بن محمد الطنجي الذي عرف بابن بطوطة (ولد في 24 فبراير 1304 - 1377م بطنجة) (703 - 779هـ) رحالة ومؤرخ أشهر الحجاج و لقب بأمير الرحالين المسلمين وهو قاض وفقيه عربي مغربي.

  درس الشريعة وقرر عام 1325 وهو ابن 21 عاما أن يخرج حاجا كما أمل من سفره أن يتعلم المزيد عن ممارسة الشريعة في أنحاء بلاد الإسلام. وخرج من طنجة سنة 725 هـ فطاف بلاد المغرب ومصر والسودان والشام والحجاز والعراق وفارس واليمن وعمان والبحرين وتركستان وما وراء النهر وبعض الهند والصين وبلاد التتار وأواسط إفريقيا..

عاد إلي المغرب الأقصي، وأملي أخبار رحلته علي محمد بن جزي الكلبي بمدينة فاس سنة 756 هـ وسماها «تحفة النظار في غرائب الأمصار وعجائب الأسفار.» . كان يحسن التركية والفارسية. واستغرقت رحلته 27 سنة (1325-1352 م) ومات في مراكش سنة 779 هـ/1377 م حيث يوجد ضريحه بالمدينة القديمة. تلقبه جامعة كامبريدج في كتبها وأطالسها بأمير الرحالة المسلمين الوطنيين.

مما سجله ابن بطوطة عن هذه الرحلة: خرجت من طنجة مسقط رأسي في» يوم الخميس 2 رجب 725 ه / 1324 م «معتمدا حج بيت الله الحرام وزيارة قبر الرسول عليه الصلاة والسلام, منفردا عن رفيق آنس بصحبته, وركب أكون في جملته, لباعث علي النفس شديد العزائم, وشوق إلي تلك المعاهد الشريفة... فجزمت نفسي علي هجر الأحباب من الإناث والذكور, وفارقت وطني مفارقة الطيور للوكور, وكان والداي بقيد الحياة فتحملت لبعدهما وصبا, ولقيت كما لقيا نصباً يعتبره البعض « ماركو بولو» العرب والمسلمين حيث عاش في الفترة ذاتها بل وسافر أكثر منه ، فقد فاق كل رحالة عصره وقطع حوالي 75 ألف ميل تقريباً في أسفاره. كما أنه أيضاً الرحالة الوحيد في العصور الوسطي الذي رأي بلاد كل حاكم مسلم من حكام عصره..

في رحلته التي أراد منها أن يحج إلي مكة، زار ابن بطوطة خلالها شمال إفريقيا وسورية. ثم خرج يستكشف باقي الشرق الأوسط وفارس وبلاد الرافدين وآسيا الصغري. ووصل إلي شبه القارة الهندية وأمضي هناك قرابة عقد في بلاط سلطان دلهي الذي أرسله سفيراً له إلي الصين .. بعد 30 عاماً من الترحال والاستكشاف, قرابة عام 1350, بدأ ابن بطوطة طريق عودته إلي وطنه. عاد إلي مدينة فاس في المغرب. وهناك, في بلاط السلطان ابن عنان، قرأ أوصاف ما رآه في أسفاره علي ابن الجوزي. الذي خط منها كتاباً. يعرف بعنوان «رحلات ابن بطوطة،»يتحدث كتاب عن المغامرات التي عاشها ابن بطوطة في أسفاره. فخلالها تعرض للهجوم مرات كثيرة، وفي إحداها كاد يغرق مع السفينة التي يستقلها، وفي أخري أصبح علي وشك أن يلاقي مصيره إعداماً علي يد أحد الزعماء.

قصة بناء الكعبة

حين ولدت السيدة هاجر إسماعيل أمر الله تعالي إبراهيم عليه السلام بأن يسكنوا مكه.......... وكان إبراهيم عليه السلام يزور ولده إسماعيل بين وقت والآخر وفي إحدي الزيارات أمر الله تعالي سيدنا إبراهيم وإسماعيل بأن يبنيا البيت.............. فأطاعا الأمر وبنيا الكعبة، ولما تم بناؤها أمر الله تعالي إبراهيم أن يعرف الناس أنه بني بيتا لعبادة الله سبحانه وتعالي وأن عليهم أن يقصدوه للعبادة وكان تحديد موضع البناء معجزة من الله تعالي إذ أرسل سحابة سارت وتبعها إبراهيم عليه السلام حتي جاءت إلي مكة وتوقفت عند موضع فيها فعرف إبراهيم عليه السلام أن الله تعالي اختار هذا المكان ليكون هو موضع البيت فبدأ إبراهيم في بنائه وإسماعيل يناوله الحجارة حتي اكتمل البيت وبقي موضع لحجر في أحد الأركان فوضع إبراهيم الحجر الأسود في ذلك الموضع وهو من أحجار الجنة

ثم أرسل الله تعالي جبريل عليه السلام إلي إبراهيم وإسماعيل بعد أن انتهيا من بناء البيت ليعلمهما مناسك الحج وبعد ذلك أمر الله تعالي أن يؤذن في الناس بالحج فلما سأل إبراهيم ربه: يارب وما يبلغ صوتي؟.. فأوحي الله تعالي إليه -عليك الأذان وعلي البلاغ.

ويقول المؤرخون: إن إبراهيم عليه السلام نادي: يا عباد الله إن ربكم قد بني بيتا فحجوه وأجيبوا داعي الله، فسمعه جميع الأحياء في مشارق الأرض ومغاربها ممن آمنوا بالله تعالي، ولبوا: لبيك اللهم لبيك، فكانت الكعبة بذلك هي أول بيت وضع للناس لعبادة الله في حين كانت بقية الشعوب والقبائل في ذلك الوقت تشيد البيوت والمعابد لعبادة الأصنام والتماثيل.
This e-mail address is being protected from spambots. You need JavaScript enabled to view it.

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل