المحتوى الرئيسى

الشاطىء وراء الشارع.. كتاب جديد عن الموقفيين يكشف صفحات مجهولة فى تاريخ السيريالية

11/05 11:59

 صفحات مجهولة فى تاريخ التيار السيريالى الأوروبى يكشفها هذا الكتاب الجديد والهام والمشوق رغم غرابة مسميات ومصطلحات وشطحات السيرياليين ..انه كتاب "الشاطىء وراء الشارع..الحياة اليومية وايام المجد للدولية الموقفية" الذى يتناول فيه ماكينزى وارك جماعة "الموقفيين" أو مايسمى بالحركة الدولية الموقفية التى اثرت فى الساحة الثقافية الأوروبية ولعبت دورا كبيرا فى ثورة الطلاب بفرنسا عام 1968.

 

وأسست الحركة الموقفية الدولية فى السابع والعشرين من يوليو عام 1957 فى "كوسيو دى اروسيا" بإيطاليا واختير أعضاؤها التسعة المؤسسين من ثلاث مجموعات طليعية أوروبية تضم زمرا من الكتاب والفنانين البوهيميين والسيرياليين الجدد فى باريس والمنتمين لمدرسة بريطانية فى علم النفس عرفت فى لندن بجماعة الجغرافيا النفسية.

 

وسعى "الموقفيون" لخلق مواقف او صدمات جمالية حسب تعبيرهم غير انه مهما كانت شطحاتهم فقد اضافوا جديدا للمنجز الثقافى الأوروبى بقدر ماحركوا الساكن فى الساحة  الثقافية بجدل جديد حول اسئلة قديمة من قبيل:الثورة الرومانسية ام الصراع  الطبقى ..والتنظير ام التطبيق والممارسة؟.

 

وفى بلد مثل بريطانيا بدا "الموقفيون" اقرب للثورة الرومانسية منهم للنقد الاجتماعى وكانت كتابات الكسندر تروشى فى بريطانيا تعبر عن هذه الجماعة وتظهر  مؤثرات ثورية رومانسية.

 

وفى عام 1960 سعى اعضاء جماعة الدولية الموقفية لاستعراض قوتهم ونفوذهم فى العاصمة البريطانية فيما وصف احد اعضاء الجماعة من الذين شاركوا فى تجمع لندن بعد  ذلك بسنوات هذا التصرف بأنه كان "نكتة كبيرة".

 

ومع ذلك فان الموقفيين الذين وصفوا بأنهم من انصار الهدم الثقافى ويتمتعون بفائض الثمالة لعبوا دورا هاما فى احداث ثورة الطلاب الشهيرة بفرنسا عام 1968  وتلقف الطلاب الثائرون ومن يؤيدهم اكثر من 300 الف نسخة من كتيب بعنوان "فى فقر  حياة الطالب" لأحد اعضاء الجماعة الدولية الموقفية يدعى مصطفى خياطى وهو عربى كما  يبدو من اسمه.

 

وفى شهر مايو 1968 بدا التأثير الكبير للموقفيين على الثورة الشبابية الطلابية بعد ان راجت مقولاتهم وشعاراتهم فى شوارع فرنسا حتى اعتبر البعض ان  "الدولية الموقفية" جديرة بتصنيفها ضمن الحركات والجماعات التى اثرت فى تاريخ  القرن العشرين.

 

هى جماعة او حركة ابتكرت مصطلحات بالغة الغرابة والطرافة وكان احد اعضائها وهو رالف رومنى صاحب مفهوم "التسكع" الذى راج لفترة بين البوهيميين فى شوارع لندن  فيما يرصد الكتاب الانشقاقات وقررات الطرد والاقصاء من هذه الحركة والتى طالت  رالف رونى فى عزلته الفريدة.

 

ويضيف ماكينزى وارك فى كتابه الجديد ان قرارات الطرد والحرمان وعمليات الانشقاق والتشرذم داخل هذه الحركة السيريالية استمرت حتى عام 1972 عندما قرر المثقف  الفرنسى جوى ديبورد سكرتير "الدولية الموقفية" حل الجماعة.

 

ويكشف الكتاب عن العلاقة بين الدولية الموقفية كجماعة سيريالية وبين جماعات ماركسية مارقة فى فرنسا والنفوذ الفكرى لهؤلاء الماركسيين المارقين على  السيرياليين لحد تحديد اولويات الجهود التحليلية النظرية لجماعة الدولية الموقفية  وتركيز طاقات التنظير للجماعة على ماسمى "بتحليل المشهد".

 

ورغم كل مدهشات وغرائب هذه الجماعة السيريالية التى ضمت ايضا بعض السيرياليين الألمان والاسكندنافيين فان تاريخ الفكر سيذكر بالتقدير ان منظرها وسكرتيرها جوى  ديبورد هو صاحب الاسهام النظرى الكبير فى مسألة "تسليع الرأسمالية فى مراحلها  المتقدمة وطورها المتوحش للتجربة الانسانية".

 

وفيما اعتبر بعض المؤرخين جوى ديبورد احد اهم مجددى الفكر الأوروبى بعد عام 1945 فان صيحته الملتاعة حول "السلعة التى احتلت تماما الحياة الاجتماعية" مازالت  تدوى فى الواقع.

 

نعم اختفت الجماعة وباتت فى ذمة التاريخ لكن اثار خطى المتسكعين من الموقفيين مازالت باقية فى شوارع اوروبا ودروب افكارها وساحتها الثقافية الواسعة وذكريات  اجيال وذاكرة التيار السيريالى ككل.

 

 

 

 

 

 

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل