المحتوى الرئيسى

مدرس الرسم وبطل السينما الشهير !بقلم:وجيه ندى

11/04 19:41

مدرس الرسم وبطل السينما الشهير !

هو محمد كمال محمد علي الشناوي كان ميلاده بشارع خيرت بالقاهره في 26 ديسمبر عام 1918 و عندما انتهى من دراسته الثانوية، والتحق بكلية الفنون التطبيقية، وبعد تخرجه عمل بالتدريس، فى مدرسة القبارى الابتدائيه بالاسكندريه وان كانت أكثر المواقف المحفورة في ذاكرته هي العمل بالسينما، فقد كان من هواة التمثيل طوال مرحلة الدراسة، وكان لديه شعورغامض بأنه سوف يصبح ممثلاً سينمائياً ذات يوم.

والغريب أن هذا الشعور لم يكن شعوره وحده بل كان شعور كل من هم حوله، أساتذته وزملاؤه وأهله.

ظل ظاهرة النجم الممثل الذي يحتفظ بتألقه وحضوره الفني على الشاشة السينمائية لمدة تصل إلى 60 عاماً.. ظاهرة فريدة تستحق أن نتوقف أمامها بالتأمل والتحليل.. هذه الظاهرة كمال الشناوي، تربع على عرش النجومية في السينما المصرية منذ أواخر الأربعينات واستمر بطلها المتميز في الخمسينات، وأستاذها في الستينات لكثرة أعماله وتنوعها وثراء شخصياته، وحكيمها في السبعينات من دون أن يتخلى عن حيوية الفتى الأول،.

صاحب العطاء الكبير والرصيد الهائل من الأفلام، وانتقل كمال الشناوي إلى الشاشة ليعلم الكبار فن الحب والحياة فأحبه الصغار والكبار، هو أحد النجوم الذين عاصروا السينما المصرية في ازدهارها و ظل لفترة ، يختفي فجأة لفترة يعود بعدها أكثر نضجاً.

قدم افلامه السينمائيه من عام 1947 حتى عام 2008، وغير ذلك انه قدم افلام من إلانتاج الخارجي، بينهم فيلم إنتاج لبناني – مصرى هو «البدوية العاشقة» عام 1963،من اخراج نيازى مصطفى وكانت الموسيقى التصويريه من ابداعات موسيقار الازمان فريد الاطرش وشاركه التمثيل المطربه سميره توفيق وسيد مغربى و و نصير قرطباوى وناديه حمدى وصباح العمرى ونجوى فؤاد وصلاح نظمى - وفيلم إنتاج مشترك هو «على ضفاف النيل» مع اليابان عام 1963من ةاخراج كونا كاهيرا وشاركته الفنانه شاديه وحسن يوسف ومحمود المليجى وصلاح نظمى ومحمود عزمى ، وفيلم إنتاج سوري بعنوان «الرجل المناسب» عام 1969من اخراج حلمى رفله وشاركه التمثيل نهاد قلعى ودريد لحام وعزه وحيد وسيد عبد الله ومنى ابراهيم وناديه لطفى ومديحه يسرى وزوزو شكيب ، وفيلم إنتاج مشترك مع تركيا عام 1970 هو « لصوص على موعد – من اخراج حسام الدين مصطفى وناهد شريف وعادل ادهم وكان العرض بسينما رويال بالاسكندريه ».

تعامل كمال الشناوي مع ما يقرب من أربعين ممثلة سينمائية، كانت الفنانة المعتزلة شادية صاحبة أكبر رصيد من الأفلام التي شاركته البطولة فيها، وبلغ عددها 21 فيلماً، أولها «حمامة السلام» عام 1947، ومن اخراج حلمى رفله – عدل السماء من اخراج احمد كامل مرسى - فيلم البطل من اخراج حلمى رفله – فى الهوا سوا من اخراج يوسف معلوف – الدنيا حلوه من اخراج يوسف معلوف – الهوا مالوش دوا من اخراج يوسف معلوف – الحقونى بالماذون من اخراج حلمى رفله – قليل البخت من اخراج محمد عبد الجواد - بشرة خير من اخراج حسن رمزى - ساعه لقلبك من اخراج حسن الامام – ليلة الحنه من اخراج انور وجدى - ظلمونى الناس ومن اخراج حسن الامام - ايام شبابى من اخراج جمال مدكور – الروح والجسد من اخراج حلمى رفله - وداع فى الفجر من اخراج حسن الامام – المراه المجهوله من اخراج محمود ذو الفقار – اللص والكلاب من اخراج كمال الشيخ - قلوب العذارى من اخراج حسن الامام – حياتى انت من اخراج يوسف معلوف – فيلم لواحظ من اخراج حسن الامام – معا الى الابد من اخراج حسن رمزى – عش الغرام من اخراج حلمى رفله - وآخرها فيلم «الهارب» من اخراج كمال الشيخ عام 1975.

وفي استفتاء أحسن مائة فيلم مصري الذي أجراه مهرجان القاهرة السينمائي عام 1996 بمناسبة مئوية السينما المصرية، حصل كمال الشناوي على المركز الثالث بعد رشدي أباظة بفارق أربعة أفلام، وشكري سرحان بفارق فيلمين فقط، وبرصيد ستة أفلام اختيرت ضمن المائة فيلم هي: اللص والكلاب، المستحيل،

وكيف انتشر اسمه في عالم السينما خلال سنتين من اشتغاله فيها؟..

من هنا كانت ثقته كبيرة بأنه سيصبح يوماً ما ممثلاً مشهوراً، غير أنه كان يخشى أن يجذبه هذا الحب وتشده الرغبة للتمثيل عن متابعة دراسته، فقد اختار بإرادته مهنة التدريس ومازال بداخله حب كبير للمدرس الذي تنبأ له بمستقبل فني على الرغم من هذه السنوات الطويلة.

وجاءت فرصته في التمثيل مع تعرفه إلى المخرج نيازي مصطف‍ى، الذي كان واحداً من المخرجين الكبار في ذلك الوقت، وفي أول لقاء بينهما قال له: «أنت محظوظ».. أنا داخل بعد شهر فيلم جديد، ولك فيه دور يعتبر دور البطولة المطلقة.

وانتهى اللقاء بأن تسلم المخرج نيازي مصطفى عنوان كمال الشناوي ورقم تليفون المدرسة التي كان يعمل بها فى الاسكندريه ، ولكن مر شهر ولم يتصل به المخرج نيازي مصطفى،... وتمر الأيام من جديد ويفاجأ كمال الشناوي في أثناء جلوسه في مقر اتحاد أساتذة الرسم في شارع عماد الدين بمكالمة هاتفية من نيازي مصطفى، ودهش كمال الشناوي جداً لأنه كان قد أعطاه رقم تليفون المدرسة،

وبالفعل ذهب به نيازي مصطفى إلى المنتج رشاد الشوا – عمدة غزة – لتوقيع العقد على بطولة فيلم «غني حرب» عام 1947.

ولكن حدث مالم يكن في الحسبان، حيث تركهما المخرج نيازي مصطفى معاً وذهب لقضاء بعض أعماله، وأخرج المنتج رشاد الشوا العقد ليوقعه كمال الشناوي.. وهنا اعتقد كمال الشناوي أنه نجم وأنه يجب أن يتقاضى أجراً كبيراً فطلب 500 جنيه، فثارت ثائرة المنتج وأخرج لكمال الشناوي عقوداً لكبار النجوم وقال له بالحرف الواحد: أنظر.. بشارة واكيم كم أجره ؟ مائة جنيه.. ليلى فوزي كم أجرها؟ وأحس كمال الشناوي بالحرج، ووقتها كانت الخمسمائة جنيه ثروة.

اتصل المنتج رشاد الشوا بالمخرج نيازي مصطفى وعاتبه على هذا الفتى المغرور الذي قدمه إليه.

و كان نيازي مصطفى يتسم بالهدوء.. فأصلح الموقف.. وخرج كمال الشناوي بأجر مائة جنيه..

قدم كمال الشناوي مع شادية افلام كثيره وكانت هذه الأفلام لقصص اجتماعية، دمها خفيف، عبارة عن « حدوتة » الحب بين الولد والبنت، وما يتخللها من المشاكل، التي تقع في جو هذا الحب، فكانا يخرجان من فيلم ليباشرا فيلماً ثانياً، وينصرفا من استديو ليستقبلا آخر، وفي وقت واحد كثيراً ما كانا يلعبان أدوار البطولة، في أربعة أفلام في وقت واحد.

واستمرار العمل بين كمال الشناوي وشادية، أحس أنه لا يستطيع الاستغناء عن شادية في حياته، وشعر إنها جزء من كيانه، فهي إحساس مرهف، !

و جاءت القبلة «الأولى»، التي طالما تمناها أثناء تصوير فيلم «ليلة الحنة» عام 1951، وكانت أول قبلة بالنسبة لشادية في السينما، وكانت هذه الحكاية، عاملاً مهماً فيما بعد، جعلته يوطد علاقته بها، هذه العلاقة التي أخذت تكبر وتنمو، وإن كان يعدها بالزواج ولا يفعل، لدرجة انه أنتج لها فيلماً هو «عش الغرام» إخراج حلمي رفلة عام 1959.

وبمناسبة قصة الغضب، فإن شادية غضبت كثيراً، بعد أن اكتشفت أن كمال الشناوي يتودد إلى شقيقتها الفنانة عفاف شاكر وبالفعل اقترن بها وامتنعت شاديه عن الاستمرار في العمل معه بسبب هذه القصه ...

كان الفنان كمال الشناوى الممثل وايضا التشكيلى يستهويه ويمسك بالريشة والألوان ويمنح كل طاقته للوحة، يحيل المساحة البيضاء إلى مشاعر وأحاسيس يفرغ فيها طاقته ثم يكافئ نفسه بالذهاب إلى السينما مع شلة الأصدقاء. كان يرى أن الواقع يخلق الفن الحقيقى ولهذا عندما بدأ حياته مدرسا بعد تخرجه وحصوله على بكالوريوس كلية التربية الفنية كان يحرص على أن يصطحب معه معزة لكى يرسمها للطلبة على الطبيعة. وكانت المدرسة الثانوية تضم بين طلبتها من هم أكبر سنا من كمال الشناوى!

ورغم عشقه التدريس وممارسة فن الرسم فإنه اكتشف أنه يخون اللوحة والريشة بحب آخر تَملّكه، وهو التمثيل ولكنه لم يستسلم لندّاهة الفن إلا بشرط واحد.. النقطة الفارقة فى حياة الفنان كمال الشناوى هى تلك التى اعتزل فيها التدريس ليتفرغ للفن السينمائى وكان لديه شرط لا يقبل التنازل عنه وهو البطولة. لا يرضى كمال الشناوى إلا بالنجاح الطاغى منذ أن قدمه نيازى مصطفى بطلا فى أول أفلامه «غنى حرب» 1947، ومن بعدها لم يغادر قطار البطولة وتبدلت الطرق بينه وبين نيازى ولم يكمل المسيرة معه. قال لى كمال الشناوى محللا ذلك بأن نيازى كان يتصور أنه ما دام منحه فرصة البطولة فإن على كمال الشناوى أن يظل خاضعا له لا يفعل شيئا فى الدنيا إلا بعد الرجوع إليه. ولم يطق كمال تلك القيود وانطلق إلى المخرج الذى يحتل مساحة بارزة فى وجدان ومشاعر كمال الشناوى وهو مخرج الروائع حسن الإمام أحد تلاميذ نيازى مصطفى. لكن التلميذ عرف مفاتيح كمال الشناوى أكثر من الأستاذ حسن الإمام له موقع متميز على الخريطة الفنية والإنسانية لكمال الشناوى، وكان أيضا لكمال الشناوى موقع خاص فى مشاعر وسينما حسن الإمام، فهو بالنسبة إليه ليس مجرد نجم جماهيرى، كل منهما وجد نفسه فى الآخر وبدأت الرحلة مع «ظلمونى الناس»، و«ساعة لقلبك» ثم «بنات الليل»، و«الجسد»، و«وداع فى الفجر» وغيرها من الأفلام.

ان المخرج حسن الإمام يقدم دائما درجة من السخونة فى أفلامه، هذه السخونة تنتقل مباشرة إلى الجمهور وتعبر عن نفسها من خلال إيرادات الأفلام. كمال الشناوى كان واحدا من أهم أسلحة حسن الإمام فى تحقيق تلك الجماهيرية فكان نجاحا مشتركا لنجم جماهيرى ومخرج نصبه الجمهور مخرجا للروائع!

ولا ننسى فيلم، «اللص والكلاب».. محمود ذو الفقار «المرأة المجهولة».. على بدرخان «الكرنك».. سعيد مرزوق فى واحد من أهم أفلامه «المذنبون».. وخيرى بشارة فى فيلم من أفلام البدايات «العوامة 70».. شريف عرفة «الإرهاب والكباب» حيث لعب دور وزير الداخلية وحافظ بأستاذية على تلك الشعرة، وهو يؤدى دور وزير فى وزارة سيادية وينبغى أن يلتزم بكل التفاصيل التى تؤكد هيبته فهو عنوان للانضباط، وفى نفس الوقت فإن كمال الشناوى يضيف فى أدائه إلى الشخصية قدرا لا ينكر من خفة الظل والأداء المرح الذى تميز به. كمال الشناوى تجد لديه تنويعات عديدة وأفلامًا مثل «الأستاذة فاطمة»، «الحموات الفاتنات»، «سكر هانم» واستمر فى «طأطأ وريكا وكاظم بيه»، «الواد محروس بتاع الوزير» ثم فيلم «ظاظا» 2006 حيث شارك هانى رمزى البطولة من إخراج على عبد الخالق. وضرب هانى رمزى مثلا لكل النجوم عندما أصر على أن يأتى اسمه تاليا فى التترات كمال الشناوى. أدى كمال دور رئيس الجمهورية فى بلد لم تحدد ملامحه تماما

ولا نغفل عندما تعمق الفنان كمال الشناوى فى الساحة السينمائية بنهاية الأربعينيات كان قد سبقه عدد من النجوم الراسخين أمثال: عماد حمدى ويحيى شاهين ومحسن سرحان وحسين صدقى وأنور وجدى، وكانت العلاقة بين هؤلاء النجوم بها كل الود ما عدا واحدا فقط هو أنور وجدى، كان بينهما تراشق بالكلمات حتى إن كمال الشناوى بعد أن شكك أنور وجدى فى موهبته، حيث قال فى حديث صحفى واصفا كمال الشناوى بأنه «مجرد واد حليوة ولكنه يفتقر إلى الموهبة الحقيقية وأن هؤلاء عمرهم الفنى محدود مجرد موضة وتعدى» رد عليه قائلا: «كيف يلعب أنور وجدى دور الفتى الأول وهو يحتفظ بهذا الكرش الذى يتمخطر أمامه بعدة أشبار، وكأنه حامل فى الشهر التاسع، وبهذا اللغد الذى يملأ وجهه حتى أصبحت ملامحه مجرد لغد تم تركيب وجه عليه». وغضب أنور وجدى من تلك السخرية اللاذعة وقال له فى جلسة عتاب جمعت بينهما بعد تدخل الأصدقاء: يا كمال انتقد كل شىء إلا لغدى وكرشى. وحكى له كيف أنه كان يكتفى فى فترة معاناته بنصف رغيف فقط يأخذه فى غدائه ويحتفظ بالنصف الثانى للعشاء، ولهذا فإنه يعتبر أن هذا «الكرش» وذاك اللغد الذى نما وترعرع فى زمن العز تهمة لا ينكرها وشرف لا يدعيه، وتصالحا،

وبعد رحيل أنور وجدى قرر كمال الشناوى أن يقدم حياة ومعاناة أنور وجدى فى فيلم «طريق الدموع» ولعب هو دور أنور وجدى. كتب كمال الشناوى القصة السينمائية وأنتج الفيلم وأسند مهمة الإخراج إلى حلمى حليم. كانت الفكرة قد بدأت تداعب خيال كمال الشناوى بمجرد رحيل أنور وجدى عام 1955 لكنها لم تر النور إلا بعد ذلك بقرابة 6 سنوات. كان كمال يتمنى أن يجمع بين أشهر زوجتين ارتبطتا بأنور وجدى (ليلى مراد وليلى فوزى) ولكن ليلى مراد رفضت أن تقدم حياة طليقها أنور وجدى بينما رحبت ليلى فوزى. وعلى الفور تم إسناد دور ليلى مراد إلى صباح وحرص كاتب السيناريو والحوار السيد بدير على أن لا يذكر صراحة الأسماء، وأصبح أنور وجدى اسمه «أشرف حمدى» وليلى مراد صارت «سامية فؤاد» وليلى فوزى صارت «سامية فتحى» كما أنه تعمد أن يمنح دور ليلى فوزى مساحة أكبر لتبدو كأنها الحب الحقيقى فى حياة أنور وجدى غافلا دور ليلى مراد. الفيلم لم يحقق النجاح الجماهيرى المرتقب وكان تفسير كمال الشناوى لهذا الإخفاق أن الناس شاهدت الفيلم وهى تتوقع أحداثه فلم يكن هناك ما يستحق أن يترقبه الجمهور وهو يعلم تماما أن البطل سوف يطلّق المطربة ويتزوج الممثلة الحسناء ثم يموت فى سويسرا ويعود فى صندوق داخل الطائرة. ورغم وجاهة ومنطق ما قاله كمال الشناوى فإن الفيلم فشل جماهيريا لأنه لم يكن صادقا بما فيه الكفاية وهو يقدم حياة أنور وجدى، فلقد أخفى أشياء وباح بأشياء فلم يعرف الناس الصدق من الزيف!

وكانت العلاقة بين كمال الشناوى والجيل التالى له مباشرة كانت أكثر حميمية فلقد كان دائم الإشادة بشكرى سرحان.. وهو الذى نبه المنتجين إلى أن هناك فتى وسيما خفيف الظل اسمه رشدى أباظة..!

لم يترك كمال الشناوى مصيره بأيدى شركات الإنتاج، ولهذا دخل طرفا فى اللعبة السينمائية ليس من أجل تحقيق الربح ولكن ليختار الفيلم الذى يتحمس له، وقدم على سبيل المثال من إنتاجه فيلم «بنات الليل» وحصد الفيلم ثمانى جوائز فى كل الفروع، وأخرج فيلم «تنابلة السلطان» لم يحقق الفيلم نجاحا ضخما. وكان كمال الشناوى لديه القدرة على أن لا يعاند ويتحدى، قال لى شاهد الفيلم مخرجون كبار مثل حسن الإمام وكمال الشيخ وصلاح أبو سيف، وقالوا لى إن لدى عينا حساسة كمخرج وقدرة على ضبط إيقاع الصورة وأداء الممثلين، لكن الفيلم كان يحمل رؤية سياسية غير مباشرة، وفى منتصف الستينيات لم يكن التناول الرمزى مستساغا ولا مستحبا، ولهذا لم ينجح الفيلم وأنا أيضا لم أكرر التجربة، لأنى أرى أننى بالفعل أستوعب تفاصيل الإخراج ومفرداته من تصوير وإضاءة وتكوين الكادر وأداء الممثلين والإيقاع العام، ولكنى فى نفس الوقت لا أعتبر نفسى مخرجا له مذاق

ولكل إنسان نصيب من اسمه، ولهذا فإن كمال يرنو دائما إلى الكمال.. إذا كان مقياس النجومية هو الوسامة فإنه الوسامة المشوبة بالإشعاع، وإذا كان مقياس النجومية هو الحضور فإن له طلة لا تنسى.. إن كل شروط النجومية انطبقت عليه الحضور والوهج، إلا شرطا واحدا فقط لا ينطبق عليه إنه العمر الافتراضى، حيث إن لكل نجم عمرا فنيا يصل فيه إلى الذروة، ثم يبدأ مرحلة الانزواء، لكنه على مدى تجاوز ستين عاما ظل فى البؤرة اسمه يتصدر الأفيشات فى السينما والتترات فى التليفزيون.. إنه نجم لكل الأجيال.. كمال الشناوى عنوان الكمال اسم ومعنى.. قامة وقيمة.. مكان ومكانة.. رحل عن عالمنا وبقيت له القيمة والمكانة

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل