الشيعة ومحاولة استلاب مصر

إلا ان سعيهم خاب, وظل المصريون متمسكين بالمذهب السني, حتي امكن للناصر صلاح الدين تحرير البلاد من بوتقة حكمهم, واعادة السنة لموقعها الطبيعي مذهبا رسميا للدولة, وصار الأزهر جامعة ومنبرا للفكر السني الوسطي, وامتد تأثيره ليتجاوز حدود مصر إلي العالم الإسلامي كله, حتي لقد اعتبرته شعوب العالم الممثل الرسمي للإسلام والمسلمين.

ومنذ ذلك التاريخ ومصر مستهدفة من الجماعات الشيعية التي تتخذ من حب المصريين الفطري لآل بيت الرسول صلي الله عليه وسلم مدخلا لإفساد العقيدة في النفوس, والترويج لفكرها المنحرف ومعتقداتها الباطلة بين طوائفهم وبخاصة الشباب منهم.

والشيعة ليسوا جماعة واحدة, لكنهم عدة جماعات متشرذمة, تتباري فيما بينها في اعتناق عقائد فاسدة منحرفة, تحمل في طياتها أدلة بطلانها, وأشهر فرقها: السبئية, الإمامية, القرامطة, الإسماعيلية, النصيرية, الدروز, والزيدية.. والأخيرون هم اقرب طوائف الشيعة إلي أهل السنة والجماعة, فيما تتفاوت درجات الابتعاد مع الفرق الأخري, حتي تصل إلي حد تكفيرها لخروجها عن الملة. وقد كان التشيع في بدايته حركة سياسية, تحولت بعد مقتل الإمام الحسين بن علي رضي الله عنهما ـ من حركة ذات فكر سياسي الي جماعات تنتهج عقائد مخالفة لصحيح الدين, وتتبني من المواقف كل ما هو شاذ ومنحرف ولاتتورع عن سفك الدماء في قدس الأقداس, فعلها الشيعة القرامطة في يوم التروية بموسم حج سنة 317 هجرية, حين قاموا بقيادة أميرهم أبي طاهر القرمطي بسفك دماء حجاج بيت الله الحرام داخل الحرم, وجلس أميرهم علي باب الكعبة وأنشد:

أنا الله وبالله أنا... يخلق الخلق وأفنيهم أنا

ويربط كثير من علماء السنة بين محتوي الفكر الشيعي وتأثر قادته بالعقائد السماوية المحرفة والعقائد الوثنية ايضا, حيث ذهب الإمام ابن حزم إلي القول بتأثرهم بعقائد اليهود كان ابن سبأ مؤسس السبئية يهودي الأصل وأيضا بعقائد الفرس والهندوس فيما سعي فقهاء الشيعة ومنهم آية الله الخوميني لدفع هذه التهمة, عبر الزعم أن الرسول صلي الله عليه وسلم كان أول من بدأ التشيع!!مستدلين بالأحاديث النبوية التي تمتدح عليا رضي الله عنه, ومتناسين أن عليا أمر بحرق ابن سبأ وجماعته حين خلعوا عليه صفة الألوهية.

ويتفق الشيعة جميعا ـ باستثناء الزيدية اتباع الإمام زيد بن علي بن الحسين رضي الله عنهم ـ علي رفض جميع الاحاديث الشريفة التي يكون من رواتها أبوبكر وعمر وعثمان بل ويمتد الرفض لأبي هريرة والمغيرة بين شعبة وعروة بن الزبير وآخرين, ويغذون كراهية الصحابة, وفي خطبهم يلعنون أبا بكر وعمر وعائشة وحفصة ـ رضي الله عنهم ـ وتذهب معظم فرقهم إلي تأليه علي بن أبي طالب يلتقون في ذلك مع النصاري الذين ألهوا عيسي عليه السلام فالسبئية يقولون بوجود جزء إلهي في علي, وكذلك يفعل النصيرية يسمون أيضا العلويين ويقولون ان عليا يجيء مع السحاب فالبرق صورته والرعد صوته!!وذهب الدروز الي مدي ابعد إذ يؤلهون الحاكم بأمر الله الفاطمي, وهناك من الشيعة من نسب الألوهية للرسول عليه الصلاة والسلام وعلي وفاطمة والحسن والحسين ـ رضي الله عنهم ـ بل ان الداعية الشيعي المغيرة بن سعيد العجلي قال بألوهية الائمة!!

وللأئمة في الفكر الشيعي موقع عظيم فالإمامة جزء من عقيدة الشيعة الإمامية ويقولون بولاية وعصمة الأئمة وتبدأ الإمامة عندهم بعلي بن أبي طالب وتنتهي بالإمام الثاني عشر, وهو الإمام المهدي بن الحسن العسكري, الذي دخل منذ اكثر من الف عام ـ علي ما يزعمون ـ سردابا في بيت أبيه بسامراء وغاب من يومها, وهم ينتظرون عودته من غيبته!!

وتولدت عن الفكر الشيعي حركات هدامة عدة, منها الرافضة والإمامية الاثني عشرية, والإسماعيلية بفرقتيها: المستعلية البهرة والصليحيون في اليمن والنزارية الحشاشون والإسماعيلية الأغاخانية ونجد في كتبهما الكثير من الفكر المجوسي والغنوصي كما كانت الكيسانية في مقدمة الفرق المروجة للفكر الهدام, حيث قالت بالحلول وتناسخ الأرواح والرجعة متبعة في ذلك العقائد الوثنية. هذا موجز لحقيقة وأفكار ورؤي أشهر فرق الشيعة التي يحاول بعضها انتهاز ظروف عدم الاستقرار التي تحياها مصر في الفترة الأخيرة, للتسلل الي عقيدة المصريين والترويج لفكرها الباطل المنحرف بين شبابنا, وهو فكر ضال لابد من التصدي له عبر كل المنابر, بدءا من المساجد وانتهاء بالإعلام ووسائل الثقافة الجماهيرية لكيلا ينخدع شعبنا الطيب بزخرف قول يقود إلي هلاك محتوم.