المحتوى الرئيسى

الشارب وأحمر الشفاه .. مابعدهما ؟؟

10/30 00:35

( لو سافرت في سيارة أو قطار ، دون النظر للخارج فأن نقاط التوقف أو الانطلاقات والانعطافات الفجائية وحدها هي التي تجعلني أدرك بأني أتحرك )

كارل غوستاف يونغ

من أهم مفردات أفكار كارل يونغ في التحليل النفسي فكرة الأنيما والأنيمو في الكائن البشري ، الموضوع معقد بشكل كبير ، لكن سنحاول مجازفين ومغامرين أن نبسط تلك الفكرة لي ولكم وللخروف الذي اشتراه أبي وحبســـه في سطح البيت ، الخروف مزعج بصراخه المستمر ، لعل الوحدة هي ماتمزقه !! لعل هذه المقالة التي كتبتها وهو يتجول حولي متأملا أي قدره وضعه الله بيد حفنة غريبة من المخلوقات المنتصبة في هذا الكوكب الملعون ..

( Anima ) : تعرف الأنيما بأنها الطبيعة الأنثوية عند الرجل ، ويقابلها أل ( Animus ) الطبيعة الذكرية عند المرأة ... هذا الازدواج النفسي على مستوى اللاشعور يقابله وينعكس عنه الواقع البايلوجي الهورموني عند الكائن البشري ، فكلا الرجل والمرأة يحملان نفس الهورمونات الذكرية والأنثوية ، لكن درجة فعالية كل نمط هورموني هو الذي يحدد الشكل الخارجي المميز للذكورة والأنوثة ... وهناك مقابل نفسي لحالة الأنيما والأنيموس ، مثلا أحاسيس الرجل هي أنثوية غالبا وتفكير المرأة هو ذكوري بحت ، ورغم التشوه الحاصل في هذا التجلي الداخلي لكن نجد بعض الأدلة الواضحة على ذلك في حالة التعلق بالحب ( حالة السفر دون بوصلة ) ، أي قفزة بالوعي عند الاثنين يصرخ عندهما حالة عطش قصوى للبحث عن المكمل الأخر ، ولأن الوعي منقوص يبدأ مسلسل المشاكل الرمضاني وتكون حالة الجسر الخشبي الذي يفرض على نفسه تحمل قافلة أفيال كان قد بعثها ســـلطان فارسي قديم لغزو الأمازونيات ... حالة التشوه ليست دائمة ولكن نجد استثناء بارع جدا في حالة الفنانين والرياضيين والفلاسفة مثلا ، حالة الأنيمو والأنيما عندهم مكتملة جدا ، ولهذا يغرقون في حالة من العزلة والانسحاب نحو الذات يظهر بشكل مرضي في بعض الأحيان في النرجسية .. نجد عبر التاريخ بعض الأمثلة على حالة الأنيما والأنيموس ، نبدأ في اليونان القديمة حيث كانت كاهنات المعبد ( عذراوات في الغالب ) يمارسن طقوس جنسية غريبة للتحاور مع الآلهة المذكرة ، وفي الهند تشير عقيدة أل ( Kama Satura ) كيف يكون الاحتراف الجنسي كدليل لتجسيد الإله فيشنو عند العاشقين ، وفي الميثولوجيا العربية القديمة قبل ظهور الإسلام ( المفرط بالذكورة ) كانت أغلب الإلهات هن إناث ( مناة والعزى واللات ) والملائكة هند العرب هن رسل الله وكانت إناث ، عكس المسيحية التي نادت بالازدواج الجنسي عند الملائكة ( !! ) ، من هذا التاريخ المختصر جدا نجد أن التاريخ الجنسي هو حالة إطلاق الأنيما والأنيموس في التفكير البشري ، حالة تشير لمعايير صحية في المجتمع البشري قديما ، ولهذا نجد أنه حين أعلنت دائرة السماء والســـاكنين خلف جدران الوجود المرئي بأنهم ذكور فقط تراجعت البشرية بشكل كامل من الناحية النفسية وبدأت مشاكلنا بالتدرج في الأيمان في عقيدة التسلسل البشري المقيت عبر طبقات ولايمكن لطبقة أن تحاور طبقة أخرى ( !! ) ... ولأني رجل على حد ما أعتقد ( !!!! ) سأشير هنا للتطورات النسيجية النفسية لحالة الأنيما ( الأنثوية ) التي أملكها عندي ويملكها غيري من ضحايا جريمة التفاحة التي دبرت بين حواء وأفعى ناطقة لتكون مفتاح لحالة الوعي المتكامل التي أنشد أليها خلال رحلتي القسرية هنا في هذا الكوكب الذي طالما أشبه حالة العيش به برمز ( الزنا في حالة طمث ) ..

المراحل :

- حالة حواء : أدم شعر بالوحدة وخلق الله له مكمل جسدي وتمثل الجنس البحت .

- حالة عشتار : من آلهة الجمال البابلية تمثل الجمال والرومانسية .

- حالة مريم : العذرية لتمثل قمة الكمال النفسي .

- حالة الموناليزا : من لوحة دافينشي الشهيرة التي مثلت قمة الكمال الروحي المتجسد في كائن وسط بين الذكورة والأنوثة .

من تلك المراحل التطورية في الكائن البشري الذكوري نستطيع أن نقيم بشكل كبير أين نحن بالنسبة للمرأة ، كلنا معلقين في المرحلتين الأولى والثانية ونبقى ننزع بشكل غير سليم نحو المرحلتين الأخريين ولا نصل .. ولا نصل ..

بالنسبة لحالة الأنيمو ( الذكورة ) عند المرأة فهي تعاني من نفس تلك المراحل النسيجية المتراكبة على بعضها ، وأترك للمرأة الكريمة أن تضع تلك الخارطة بنفسها كساحة تفاعلية للنقاش ، والتي تبدأ عند حالة ( طرزان ) ومايمثله من ( القوة الجسدية والعنف الجنسي والذي هو مطمح أي سيدة تجد نفسها في أول مراحل نشوء الوعي ) وباقي المراحل متروك لهن مع فائق أحترامي وتقديري ..

وقبل أن أنتهي سأعرض أحدى اللفافات التاريخية التي وجدت في موقع نجع حمادي في مصر ( اكتشفت مخطوطات نجع حمادي عام 1945، وهي تضم أقدم كتابات غنوصية تعود زمنياً إلى ما بين نهاية القرن الثالث الميلادي إلى بداية القرن الرابع الميلادي / عن الويكي ) ، رفض الفاتيكان بشدة تلك المخطوطات وأعتبرها هرطقة ( !! ) ، أشارت أحدى تلك المخطوطات بروعة للعلاقة الجنسية بين يسوع المسيح ومريم المجدلية التي بدأت بعبارة ( أتخيلك كرجل يا مريم .... ) ...

يعود الخروف لمكانه واعود لمكاني ولا شيء بيننا سوى حسرة مشتركة عن هذا المركب التائه الذي يقوده بحار أعمى ..

وشكرا لكم

ااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااا

المصادر :

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل