المحتوى الرئيسى

صرخة عالم فى مدينة العوالم

10/29 08:09

«العلم لا يكيل بالباذنجان».. كلمة خالدة قالها الفنان عادل إمام فى مسرحية «مدرسة المشاغبين»، وصارت شعار المرحلة فيما بعد!

وصلتنى رسالة من د.الرفاعى قناوى، أستاذ كيمياء البوليمرات بكلية العلوم جامعة طنطا، أكدت لى أنه لم يكن شعار مرحلة، بل شعار وطن وتفكير أمة تكره العلم والعلماء، وتضطهدهم وتتعامل معهم على أنهم مواطنون «درجة ثالثة».. لم تتقدم إسرائيل إلا باهتمامها بالعلم والعلماء، ولم نتأخر نحن ونتقهقر إلا بكراهيتنا وإهمالنا للعلماء.. إليكم هذه الصرخة من عالم يعيش فى مدينة العوالم، ولا أقصد عوالم شارع محمد على، فهؤلاء صرحاء فى رقصهم ولا خطر منهم، ولكنى أقصد العوالم الذين يرقصون بأفكارهم ويتاجرون بشعاراتهم، فى كل مرحلة يعرفون اتجاه البوصلة جيداً، ويتحركون إلى حيث يتحرك بندول المصلحة، تقول الرسالة:

قرأت مقالك المنشور فى عمود «خارج النص» فى «المصرى اليوم» بتاريخ 10-10-2011 بعنوان «هم اختاروا الكيميا وإحنا اخترنا الفستان البمبى»، وأود أن أكتب لك عن بعض الهموم التى يلاقيها العلماء فى مصر فى كل مجالات العلم، وبصفة خاصة الكيمياء.

أولا: كما كتبت سيادتكم عن الميزانية لا توجد ميزانية للبحث العلمى من أصله وإنما ما يتكلمون عنه هو رواتب الأساتذة والعاملين بالجامعة ومراكز البحوث، تخيل سعادتك أن قسماً فيه من الأساتذة والمعيدين حوالى المائة وميزانية البحث العلمى المعطاة له لا تزيد على 5000 جنيه مصرى، كيف يمكن أن ينتج هؤلاء بحثاً علمياً، كيف يمكن لدولة أن تدفع الملايين للكرة والفن ولا تدفع أى شىء للبحث العلمى؟! ومع كل هذه الظروف السيئة والجو غير الصحى فإن العلماء المصريين ينتجون.. صحيح أنه ليس كما يجب لكن السلعة، وهى البحث العلمى، لم تلق من يفهم قيمتها ويساعدها وينميها، ولم نجد من الحكومات السابقة أى اهتمام بالبحث العلمى لأنه، للأسف، لا يفهمون قيمة البحث العلمى.. تهتم إسرائيل اهتماماً غير عادى بعلمائها، ونحن لا نعير العلماء أى اهتمام.

فى عام 2004، حصلت على جائزة شومان للعلماء العرب فى الكيمياء منفردا، وهى جائزة تنافس عليها 63 عالماً، وبفضل الله حصلت عليها، ووجهت لى دعوة لزيارة الأردن، وأقيمت احتفاليات فى عمان، وكتبت جميع الصحف الأردنية والتليفزيون عن الجائزة والحاصلين عليها، وقتها أرسل زميل لأحد الصحفيين الكبار الذى يشغل حالياً منصباً كبيراً فى إحدى الصحف القومية، لكنه حتى للأسف لم يهتم بالخبر ولم يكتب عنه سطراً واحداً.

تهتم الصحافة بموضوعات كثيرة، لكن ليس منها العلم، وكيف يهتم بالعلم فى بلد تأخذ فيه السكرتيرة ربع مليون جنيه راتباً، ويأخذ أستاذ الجامعة ستة جنيهات وربع الجنيه علاوة عندما يترقى من درجة أستاذ مساعد إلى درجة أستاذ.. شىء جميل شوفت سعادتك إن لسه فيه حاجة اسمها ربع جنيه.

أخى الفاضل: إن رواتب أعضاء هيئة التدريس لعار على هذه الدولة، وأحب أن أقول لسعادتك لما بنسافر خارج مصر ويسألونا عن الرواتب نهرب ونغير الموضوع علشان بلاش فضائح، أقولك إيه ولا إيه، أقولك فيه مبلغ يصرف لأعضاء هيئة التدريس يسمونه 200%. اللى يسمع كده يقول 200% مبلغ كبير تعرف كام المبلغ للأستاذ الذى هو أكبر درجة علمية بالجامعة.. إوعى تتخض لأن المبلغ هو 230 جنيهاً، وبعدين ييجى موظف من الجهاز المركزى للمحاسبات ويفند إمتى يتصرف وإمتى ميتصرفش، ميعرفشى موظف هذا الجهاز أن أقل راتب عندهم هو أعلى من راتب أكبر أستاذ بالجامعة، لازم نكون موضوعيين.

لن أطيل عليك، لكنى أريد أن أبعث رسالة لكل مسؤول فى هذا البلد بأن هذا البلد لن ينجح إلا إذا كان للعلم والتعليم والبحث العلمى دور رائد، وأن نعطى لعلمائنا الجادين الفرصة داخل بلدنا، لقد عرض على أثناء عملى بأمريكا راتب أكثر من 2-3 علماء أمريكان وقتها، وعمل بصفة مستديمة، لكننى وأسرتى فضلنا العودة إلى مصر، رغم أنهم يحترمون العلماء حتى لو أجانب.

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل