المحتوى الرئيسى

الجد نوبل والأم توكل والابن الضائع ستيف .. بقلم:شوقية عروق منصور

10/17 01:49

عندي حساسية من جائزة نوبل ، انا مقتنعة وكذلك غيري في العالم ، العالم المظلوم الذي تغلغلت التعاسة في دمه الى حد نسف الاحلام والطموحات ، وتنشيف آبار المستقبل، رغم تباشير الربيع العربي وانهيار الانظمة العربية عبر ارقام قياسية تدخل موسوعة "غينس " في التحطم.

ما أن تبدأ وسائل الاعلام باخراج اسماء الفائزين بجائزة نوبل حتى ادخل في غرفة مظلمة من اليأس ، يزداد ظلامها عندما يفوز عالم أو اديب اسرائيلي ، تطبق جدران الغرفة على انفاسي ، يفور دمي العربي الذي يتحول الى سائل ناري ، وتتكوم أمامي جثث الفشل حتى تصبح الجثث عبارة عن سدود عالية تحجب الشمس .

نعرف أن جوائز نوبل سياسية ، ليست بريئة ، بل مدهونة بعسل الرضى الامريكي ، الاوروبي ، الاسرائيلي، نعرف ان الاختيار يتم في سراديب سرية توقع عليها الاصابع المشبوهة ، واذا وضعنا الكاتب "نجيب محفوظ" في خانة الاختيار الملطخ بالشك ، نقول ان نجيب كاتب وأديب كبير ويستحق افضل من جائزة نوبل ، لكن تم اختياره لأنه سار في طريق السادات وكامب ديفيد والسلام المستسلم، لو كان معارضاً لما تجرأ احد من لجنة الاختيار على التصويت له .

حصتنا من جوائز نوبل قليلة تعد على اصابع اليد الواحدة لكن هذه اليد دفعت الثمن مقدماً – الرئيس محمد انور السادات ثمن السلام مع اسرائيل ، عالم الكيمياء احمد زويل خرجت نوبل من مختبرات امريكا ، محمد البرادعي (رئيس الوكالة الدولية للطاقة الذرية ) ثمن التواطؤ على العراق ، الكاتب نجيب محفوظ، واخيراً الناشطة اليمنية توكل كرمان .

جوائز نوبل والالعاب الاولمبية ، تكشف حقيقة العجز الذي يعيش فيه المواطن العربي من المحيط الى الخليج امام العالم ، مع وفرة اموال الرفاهية وبناء الابراج وتدفق النفط الذي اسقطنا في بؤرة من التقدم الأعرج ،المسنود على المظاهر دون التوصل الى انجازات يفتخر بها الانسان العربي ، طأطأنا الرؤوس أمام الاخبار التي بشرتنا انه لا يوجد جامعة عربية من بين أفضل خمسمائة جامعة في العالم ، تتقزم الميزانيات المخصصة للمشاريع العلمية ، حين تطرح الميزانيات التي توجه للبحث العلمي ، نكتشف امامنا فقر الفقر ، ليس فقر الطعام والكساء والمساكن فقط ،لكن فقر الفكر والتقدم والتطور العلمي الذي يخرج من عالم الاختراعات والاكتشافات العلمية ، الطبية ، الفضائية ، والزراعية ...الخ .

الجد نوبل الذي اراد ان يكفر عن خطيئة اكتشافه "الديناميت" ، فجعل من الجائزة فرصة للتعويض عن الأذى الذي سببه للبشر ، حوّل احفاده الى نواطير والامساك بكل مقرب من المائدة الصهيونية الامريكية الاوروبية ليشده نحو المائدة العامرة بالمال والقيمة العلمية والسمعة والصيت والافتخار وتعزيز النبض الوطني للشعب والدولة التي ينال ابنها الجائزة .

لكن المواطن العربي يشعر انه طبخة في صحن ، لا يكون على المائدة مع الذين يتناولون الطعام ، عندها يغرق في خجله ويضبط اعصابه على ساعات الذل .

الناشطة اليمنية ( توكل كرمان ) هي الأم العربية لهذه الجوائز ، هي حواء جائزة نوبل ، أول امراة عربية تنال جائزة نوبل بسبب نشاطها السياسي ، الاجتماعي ، رفضها للنظام اليمني واصرارها على رحيل علي عبدالله صالح ، وعلى البقاء في الميادين والشوارع اليمنية حتى رحيل النظام .

هناك الكثيرات يستحقن جائزة نوبل للسلام والادب ، نساء فلسطينيات ، لبنانيات ، سوريات ، جزائريات ، تونسيات ..الخ وقد ترشحت سابقاً عدة نساء لجائزة السلام مثل لويزه حنون من الجزائر ، توجان فيصل من الاردن ، وكذلك رشحت للأدب الكاتبة الجزائرية آسيا جبار .

في الوقت الذي ما زالت المراة السعودية تحت قيود الممنوعات ، من اشهر صور القمع والممنوع منع المرأة السعودية من قيادة السيارة ، فهذا القانون الصارم يعتبر وصمة عار على جبين المملكة التي تحاول تجميل وجهها بالبنايات وأضخم ساعة ، ومن المضحك أن الملك عبدالله يبث دعاية واعلاناً في الفضائيات العربية لحماية المراة من مرض السرطان ، يقول فيه أن المرأة امي واختي وابنتي ، أي انه يشد على يديها للتوجه الى العيادة للقيام بفحوصات خوفاً من سرطان الثدي ، - أي سرطان اصعب من سرطان المنع والممنوع - لكن لا يتورع الملك عبدالله عن اصدار حكم بالجلد على امراة قادت السيارة ، حتى فكرة دخولها الى مجلس الشورى يواجه برفض من فتاوى دينية وبعض ما يسمى علماء ،

لا احد يعرف كيف تكون حسابات احفاد نوبل ؟ وكيف تصرف الوجوه في بنك القرار واخراج الاسماء الفائزة ، يبقى في الروح والعقل شرارة تنير الغموض لتكشف الاصابع الخفية .

بعيداً من نوبل ، قريباً من الكبرياء والفخر العربي المفقود ، قرأنا وسمعنا عن وفاة العبقري "ستيف جوبز"مؤسس شركة ابل للحواسيب وصانع الثورات التكنولوجية التي شهدها العالم خلال السنوات الاخيرة ، والذي توفي شاباً نتيجة مرض لم يمهله لتحقيق ما يصبو ويحلم به من اختراعات .

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل