المحتوى الرئيسى

تحت اشجار اللوز في عبسان الحلقة الثامنة بقلم سمير سليمان ابو زيد قباطية

10/10 18:38

تحت اشجار اللوز في عبسان / الجزء الثامن

بقلم سمير سليمان ابو زيد قباطية

في اليوم الثالث من حزيران وكانت معظم مدن وقرى الضفة قد سقطت استطاع الجيش الاسرائيلي بمساعدة طائرات الميراج والسكاي هوك ان يجتاز ممثلث الشهداء ويتقدم باتجاه قباطية بعد معارك شرسة مع سرية دبابات الجيش العربي الاردني بقيادة النقيب مفرح بك المعايطة ومثلث الشهداء هذا يوجد به اضرحة شهداء الجيش العراقي في معركة جنين عام 1948 ويقع على طريق جنين نابلس فبعد اربعة كيلومترات باتجاه الغرب من جنين هناك طريق باتجاه الجنوب الى قباطية وطريق باتجاه الشمال الـــــى برقين والى الغرب باتجاه نابلس وهذه المنطقة توجد في اراضي قباطية وتسمى مثلث الشهداء وقد اصبحت اليوم قرية مستقلة وبها مجلس قروي وعندما جاءت الدبابات الاسرائيلية لم تات من جنين بل جاءت من برقين وكانت سرية الدبابات العربية موجودة على الطرف الغربيي من قباطية بمنطقة تسمى باب الخانق فتصدت للدبابات الاسرائيلية ودمرت العديد منها واوقفت التقدم الاسرائيلي ثلاثة ايام عن قباطية

وبالمناسبة فقد اقام الاسرائيليون نصبا من الاحجار الضخمة والسوداء بتعدد الجنود الذين قتلوا هناك ووضعوا فوق هذه الاحجار مع ساتر ترابي عريض دبابة اردنية بعد ان نكسوا مدفعها وهذه الدبابة هي التي اوقعت بهم الخسائر الكبيرة وظلت موجودة الى ان جاءت السلطة الفلسطينية واستلمت المنطقة

ولا يخلو الامر من طرافة بالنسبة لمفرح بك المعايطة هذا المقاتل العربي الشر س والذي تصدى للغزو الاسرائيلي واوقفه بعدد من الدبابات ودون أي مساندة جوية بل كانت المساندة الجوية حكرا على اليهود هذا الضابط الكركي والذي وصل الى رتبة لواء وتقاعد كان كل اهالي بلدنا يعرفونه حق المعرفة وله علاقات جيدة مع السكان وهو من قرية اسمها ادر في الكرك

مرت الايام وبعد عشرين عاما بالضبط شاءت الاقدار ان اذهب الى قرية ادر ونزلنا في احد الدواوين وبدا رجل في السبعين من عمره تقريبا يلبس العباءة ويضع مسدسة على جنبه وينادون عليه بالباشا صار يتحدث ويقول نحن الاردنيون والفلسطينيون شعب واحد ولكن الذي فرقنا واحد انجليزي حريق والدين اسمه سايكس بيكو فسالت احد الحاضرين من هذا الشيخ فقال لي هذا مفرح باشا المعايطة كان عندكم بالضفة

لم يكن الرجل علىبسا طته ومحدودية ثقافته يعرف ان سايكي وبيكو هما وزيراخارجية فرنسا وبريطانا وهو الذي ابلى بلاءا حسنا في معركة مثلث الشهداء

اتفاقية سايكس بيكو تمت بمراسلات ومشاورات بين فرنسا وبريطانيا وروسيا القيصرية بين عنامي 915 و 1916 ولم يكشف عنها الا عندما اندلعت الثورة البلشفية عام 1917 وقد تم بموجب الاتفاقية تقاسم الهلال الخصيب حيث اخذت فرنسا سوريا ولبنان والموصل بينما اخذت بريطانيا ما تبقى من المنطقة ليتصل بمستمعمراتها بدول الخليج وفسلطين تحت حماية دولية على ان تستخدم فرنسا ميناء حيفا وتستخدم بريطانيا ميناء الاسكندرونة وفي النهاية سلمت فرنسا لواء الاسكندرونة لتركيا عام م1939 مقابل تأييد مصطفى كما اتاتورك للحلفاء في الحرب العالمية الثانية والتي اندلعت بنفس العام خاصة وان تركيا حليف قوي لالمانيا فهي حليفتها بالحرب العالمية الاولى كما وضعت فلسطين تحت الانتداب البريطاني بدءا من نعام 1922

في اليوم الرابع للحرب وبينما كنت ذاهبا الى القرية قادما من الجبال حيث الاهل وعائلات كثيرة من جنين لاحضار بعض المواد الغذائية مثل الرز والسكر والشاي والكعك من اجل الاطفال وكانت مغامرة وبالفعل كان معي ابن خالي غالب قبلاوي وكان قد اتى من قرية الزبابدة ليطمئن علينا سرنا في الشارع الرئيسي واذا بسيارة جيب صغيرة يعتليها حوالى ستة من حرس الحدود ( مشمارقبول ) ومعظمهم من الدروز قد صارت تاخذ الى اليمين وتخفف السرعة حتى وقفت امامنا وراح جميع من فيها ياخذ الارض بوضع الرماية وتقم منا احدهم و صار يفتشنا وكانت جيبي ملميئة بالكرز والسنتروزا والجرانق والتفاح السكري والذي تكثر به مناطق بلدنا وكان متساقطا على الارض لا يجد من يسال عنه لان معظم الناس غادروا البلد فقلت للجندي تفضل كل قال لي لا شكرا وين رايحين قلنا له مروحين على البلد لان الحاكم العسكري اذاع كل واحد يرجع الى بيته

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل