المحتوى الرئيسى

تقاسيم على ناي الشاعر لطفي زغلول في قصائد عبر الحدود بقلم داعس ابو كشك

10/09 12:15

احتفت مدارس كلية الروضة بنابلس بزيارتين مميزتين للشاعر الكبير الدكتور لطفي زغلول الذي التقى مع طلاب المدرسة ومعلميها بدعوة شخصية من الاستاذ داعس ابو كشك مدير عام مدارس الكلية ,الذي قدم تعريفا بالشاعر واسهماته المميزة في الحركة الادبية الفلسطينية وقيام وزارة التربية والتعليم بنشر عدد من قصائده في المنهاج الفلسطيني ونيله عدة جوائز وشهادات تقدير على ابداعاته في فلسطين وخارجها ,وقد سعد الطلاب عندما تعرفوا على الشاعر المذكور وخاصة طلبة الصف التاسع لانه كانوا يدرسون قصيدته صباح الخير ياوطني التي تضمنها منهاج اللغة العربية ,وقد شرح الشاعر قصيدته تلك وتحدث عن سيرته الذاتية ثم اجاب على اسئلة الطلبة والمعلمين ,وقرأعلى مسمع الحضوربعضا من قصائده الدينية والوطنية والسياسية والغزلية ,وقدم في نهاية زياراته مجموعة من اصداراته الادبية هدية للمدرسة .و أهداني الصديق الشاعر والكاتب الفلسطيني د. لطفي زغلول بعضا من دواوينه الشعرية وفي هذه العجالة اقدم هذه المقالة حول مجموعتة الشعرية أطلق عليها عنوان "تقاسيم.. قصائد بلا حدود ,,

تقاسيم: قصائد.. بلا حدود هو الإصدار الثالث والعشرون للشاعر والكاتب الفلسطيني د. لطفي زغلول، بالتعاون مع دار ناشري للنشر الإلكتروني الكويتية. وقد صدر بطبعة أنيقة ذات ورق فاخر، كعادة الشاعر د. زغلول في إيلاء إصداراته الشعرية اهتماما كبيرا من حيث شكلها، إلى جانب مضمونها. صمم غلافه المميز الرسام نزار زغلول شقيق الشاعر.

جاء هذا الإصدار في ستة فضاءات، قدم لها الشاعر د. زغلول بنفسه، مصرحا أنه لم يكن في يوم من الأيام شاعر مناسبات، وظل طوال مسيرته الشعرية ملتزما وحدة الموضوع في كل إصداراته الشعرية. ولا يخفى على أحد أنه ظل يحلق في فضاءات ثلاثيته المعروفة "الله– الوطن– المرأة والحب"، وانطلاقا من هذا التحليق، لقبه الكثيرون

"شاعر الحب والوطن".

يستهل شاعرنا تقاسيمه بقصيدة أهداها إلى روح والده الشاعر الأول في مسيرته الشعرية الراحل عبد اللطيف زغلول وفاء وإجلالا لذكراه، أفرد لها مكان الصدارة، حملت عنوان "صلوات.. في محراب أبي"، أقتطف منها:

الليلُ حَزينٌ بعدَ رحيلِكَ.. ليلَ نَهارْ

ما زالَ أَسيراً في منفاهُ..

منَ الآصالِ إلى الأَسحارْ

والموعِدُ دقَّت ساعتُهُ

رَقصت أنجمُها ساحتُهُ

لكنَّ الفارسَ ما وطئِت.. قَدماهُ الساحةََ..

أو خفَقت في أوجِ عُلاها رَايتُهُ

وسؤالٌ يعصِفُ كالإعصارْ

هل حقّاً غِبتََ.. وغابَ شِراعُ سناكَ عنِ الأَنظارْ

الليلُ يَحنُّ إلى السمَّارِ..

فبعدَكَ أَقفرَ حضنُ الليلِ.. مِنَ السمَّارْ

لم تَلمسْ يُمناهُ أكوابَ الشعرِ..

ولا طافَ الساقي بِشرابٍ..

يُطفىءُ في شَفتيهِ عَطشَ النارْ

يقول الشاعر د. زغلول في مقدمة إصداره هذا :تقاسيم: قصائد بلا حدود، مجموعة من القصائد الشعرية نظمتها على مدى أكثر من أربعة عقود من الزمن، إلا أنها لم تحظ بانتمائها لأي من دواويني. هي بالنسبة لإصداراتي تشكل الإصدار الشعري الثالث والعشرين، وكان لا بد لي أن أجمعها في أحد دواويني، أطلقت عليه عنوان: تقاسيم.. قصائد بلا حدود. يضيف الشاعر د. زغلول، فيما يخص أسلوبها الشعري، يغلب على كثير من قصائد هذه المجموعة الشعرية أنها تقليدية، عمودية، منبرية، ومنها ما هو مباشر، أو أنها روحانية، بمعنى أنها مناجيات منظومة. لقد قمت بتبويبها في مجموعة فضاءات حسب موضوعاتها.

وتضمن هذا الديوان قصائد للمرأة استهله شاعرنا بموضوع محبب إلى نفسه يخص المرأة، كيف لا وهو الملقب بشاعر الحب. إن المرأة في شعر د. لطفي زغلول تتجلى في صور شتى، فهو تارة يعترف أنها امرأة واحدة، إختصرت كل نساء العالم في تضاريسها، إلا أنها تتغير كشمس الفصول الأربعة، تدور في فلكه كما تدور الأرض حول هذه الشمس. إنها إمرأة واحدة رغم أنها تختزن أشكالا متعددة من الحالات النسائية.

إنها إمرأة واحدة يحبها، يريدها، أحيانا يكرهها، يشمخ عملاقا أمامها، وأحيانا يتدثر طفلا بدفء أحضانها، إلا أنه عنيد لا تسمح كبرياؤه بالإنكسار في حضرتها، أو توسل الحب منها. إنها إمرأة يقرأ في عينيها وطنه الذي ألقى إخوته به إلى غياهب الجب، ولم تمر سيارة قوم تنتشله منه حتى الآن. أيا كانت حالاتها، وأيا كانت حالاته، تظل قصائده تنهمر على مغانيها رغم اتساع حالات تغيرها.

هذه الحالات تدفعه إلى التجوال في عوالم نساء أخريات لمجرد المرور لا التوقف، كأنه ذلك البحّار يمخر عباب البحار، يرسو في مرافىء عدة، ثم ييمم عائدا شطر مرفأه الأول الذي انطلق منه زورقه. في هذه العوالم النسائية يصادف أشكالا متعددة من النساء. هذه امرأة تطل على محرابه الشعري صدفة. هذه امرأة مغرورة، وتلك التي تتسلل إليه، فارضة نفسها على فضائه، وأخرى التي لا تساوي

أجمل قصائده عندها زجاجة عطر، أو بعض الأساور في

معصميها، وخامسة تتخيل واهمة أنها أوقعته في حبائل

شباكها.

في قصائد للوطن، نسمعه يتغنى بحبه الأول والأخير فلسطين التي تبقى ماثلة تضيء ذاكرته. يصدح لمدينته نابلس التاريخ والأصالة، ويتغنى بأمجادها، يحزن على ما جرى للقدس، وكيف فرط بها العرب والمسلمون. تهز مشاعره مأساة غزة المحاصرة، وما آل إليه مآلها. يذهب بعيدا إلى تطوان يتغنى بها في إحدى زياراته إلى المملكة المغربية. إلا أنه هنا لا ينسى شهداء وطنه الجريح، فكان لهم حضور في تقاسيمه لأطفالِ غزةَ.. أذرفُ شعرا

لأطفالِ غزةَ.. تُغتالُ فيها الطفولةُ جهرا

إلى كلِّ طفلٍ.. سما في فضاءِ الشهادةِ نسرا

أيممُ كفيَّ شطرَ السماءِ.. أرتلُ ملحمةَ الكبرياءِ

لهُ عاشَ حراً.. لهُ ماتَ حرّا

وأقرئهُ الحبَّ نثراً وشعرا

وأرفعُ من ذكرِهِ في جحيمِ النوائبِ.. ذكرا

وأتلو على سمعِهِ كلَّ حينٍ

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل