المحتوى الرئيسى

لم تكن غربه ...الان هي الغربه بقلم هبةالله جوهر

09/28 19:13

لم تكن غربه ...الان هي الغربه

في كل لحظة يأتيني بها هاجس الكتابة أشعر أنني أملك ما يكفيني من العبارات لأستطيع أن أعبر عما يجول في خاطري على عكس هذه اللحظه تماما , فدموعي وآهاتي شلت هاجسي راحت تقلب صور الماضي ليس تلك الصور التي بين يدي بل تلك الصور التي جمعتنا تحت سقف واحد خلقت فينا روح الأخوة رغم أننا لم نولد من أم واحده… لكننا أولدنا حكاية أم …كان اسمها الصداقه .

حقاً لا استطيع أن أدون حكايتي مع تلك الأسماء فتفاصيل ذكرياتي وايامي رسمها لي القدر بكل أبجدية الحروف وجماليته, بروعة خطوطه ونقاطه .

فقد صعب على نفسي لقياهن تماما كما صعب علي فراقهن .

***********

كنت بعمر الزهره رغم صغر سني حالياً ولكن في ذاك الوقت كنت صغيره بكل معنى الكلمه لذا شعرت نفسي غريبه فقد تغيرت حياتي تغيراً جذرياً وشعرت نفسي وأنا أحمل أمتعتي وحقيبتي أنني كالمهجره ووصفتها حينها أنها غربة !!!!


نزلت درجات السلم توجهت نحو الغرف أبحث عن رقم الغرفه المشابه لرقم المفتاح الذي كنت أقبضه بين يدي أذكر حينها أن الضجيج كان يضرب جدران الطابق تلك تصرخ …وتلك تغني …وتلك تطهو وتغني وتمشي بعنف بأن واحد… وقفت بنصف الممر التف حول نفسي اتمعن بعين كل واحده علني وجدت فتاة تساعدني !!!

وإذا بي التفت للوراء أبعد شعري المنسدل على عيني أتنهد تنهيدة العون , فإذا بي أرى فتاة بكل برائتها تحدثني سائلة وبكل هدوء "كيف لي أن أساعدك؟"

صادف أن رقم غرفتي هو نفسه رقم الغرفه التي تسكن بها, من تلك اللحظه عشت معها أيام لا تنسى كانت فتاة صغيرة بعمرها وحجمها ,كبيرة بقلبها وعقلها, فيها روح الإيمان والعطف على المحتاجين. ما أجمل أن تقضي معها الوقت, تسافر بك برحلة قصيرة كأنك تقلب كتاب صغير ,من رسم العيون إلى ضحكة القلوب من صدق الأحاديث إلى عفوية التعليق كأنها نسمة تمر من محيط جسدك تطير بك إلى الهواء.

فتلك هي أنسام .

********

في نهاية الأسبوع الأول سافرت وبكل لهفتي إلى مدينتي التي أعيش بها مع أسرتي ولكن عطلة نهاية الأسبوع مرت برمشة عين وحان وقت العوده إلى السكن الجامعي. وما بي أخطو أولى خطواتي لأفتح باب الغرفه وإذا بي أذهل بالكم الهائل من الأغراض المتبعثره أرضا ومن دون مبالغه عانيت وأنا أفتح باب الغرفة غضبت حينها لكنني تمالكت أعصابي ,وإذا بي ألمح فتاة لم أراها من قبل تنام في إحدى أسرة الغرفه غطتها أكوام الملابس والحقائب تمعنت بها كانت مغمضة العين وكأنها لم تنم منذ سنين, استيقظت بعد عدة ساعات و قصة لي سبب تواجدها في غرفتنا رغم انني لم أتقبل اطباعها لكن مع مرور الأيام كانت بمثابة إحدى أخواتي .

شعرت بحنينها للحياة الماضيه كأنها تكمد في ذاكرتها حكايات طفولتها جاءت لترويها لنا وتعيشها معنا من جديد ضحكتها كانت تعيش داخل روحي, تحب الحياة بكل رقصاتها, تزفني بها بكل شغفها, تعلمني أمور لم اكن أعلمها ,توعي روح الحب بداخلي, وتصر على ان تعيش الحياة رغم ما كان يسد وجها من منهم يكبرونها ,اقتربنا سويا بشيء ما كان يجمعنا و كانت نور أضاء جو عائلتي ففي نهاية كل أسبوع كنت ادعوها أحياناً لتصاحبني في سفري للإقامة عطلة نهاية الأسبوع في منزل عائلتي وكانت نور وكان اسمها نور .

********

في إحدى أيامي وأنا أتنقل بين زوايا السكن جلست في قاعة التلفاز سكنني الهدوء وانا اسمع صوت احاديث الفتيات لكن إحداهن جذبتني بحديثها شعرت بالراحة لصوتها تسامرنا سوياً ومع مرور الأيام اقتربت منا بشكل لا محال له كان أقرب بقرب الأنامل لبعضها البعض رغم اختلاف منطقها وتفكيرها بالحياة ومنطلق الأمور لها لكنها كانت مكملة لنا .بدونها لن نسمع صوت غلغلة الضحك, تمشي بكل عفويه ,تضحك وتتحدث بآن واحد ,لا يهمها من حولها ,ولا يهمها تعليق من يسلبها يكفي أنها تملك قناعتها بنفسها ,وثقتها بروحها وتصرفاتها, لديها من الحس ما لم تكن إحدانا تحسه, تتمسك بروح المتعة والشغف بلا حد, تمطر علينا أفكارها كرهام المطر الذي ينذرنا بقرب غزارة الحديث والنقاش والجدال ,كانت تلك هي وبكل دلال كان اسمها رهام .

*********

من خلال معرفتي برهام التقيت بفتاة كانت تشاركها بالغرفة توددنا لبعضنا لكن كان ذلك عن طريق الإبتسامات والكلام الطيب بيننا ثم أصبحت جزءا مني لا أستطيع أن أفتقدها بكل مقتطفات حياتي كانت قمة بذوق أحاديثها, ,تراها أنثى بمعنى الكلمه, وتعيشها طفله بكل معنى الكلمه ,حينما تبكي تراها تبكي بكاء الطفل لصدر أمه صدقا كانت تملك حساسيه لم أرى فتاة بعمرها تملكها,تمشي بخطوات مدروسه تراها من بعيد كأنها أميرة من بين الحسنوات لا مجال أن تنده لها بصوتك فهي بحد ذاتها نداء .تلك هي من كان اسمها نداء.

***********

في منتصف السنة الأولى قررت إدارة السكن الجامعي أن نخرج جميعا في رحلة خارج المدينه لمدة ثلاثة أيام ,أيام لن أنساها بصدق السعاده التي عشتها, حينها التقيت بفتاة اختلفت ديانتها عن ديانتي رأيت فيها صدق إيمانها بديانتها بحديثها وأفكارها, رمش عيناها فيه نسيج الطاعة لربها كم كنت أتفائل فوق تفائلي بالحياة حينما كنت المحها تراها بوجهها السمح تبتسم بكل ادب واستحياء تتطاير بشعرها بغزل الأنوثه تبدو وكأنها فراشة من بيننا مباريه في رفعتها وشرفها فهي كالروان لا بل هي الروان بذاته بحدق اسمها اذكرها فتلك هي من كان اسمها روان .

***************

لن أنسى لحظة أجبار مشرفة السكن بقرارها أن أحمل أمتعتي وأنتقل إلى غرفة أخرى تعاندت معها لكن دون جدوى أجبرتني بكل سلطتها وجبروتها شعرت نفسي للحظه أنني أقطن في سجن وليس في سكن جامعي ولكن ما بلأمر حيلة حملة أمتعتي كالمهجرة وصعدت باحثة عن رقم الغرفه المشابه للمفتاح الذي بين يدي كأولى لحظات دخولي لسكن رغم عدم رغبتي بذلك لكن شاركت فتاة لمدة سنتين حمدت الله حينها أن مشرفتي أصرت على أنتقالي من الغرفه وكانها على علم أنها تلك هي من أستحق مجاورتها.

يا لجبل هامتها أحاطتني بكل صدق المشاعر أستشعرها تارة أمي وتارة أخرى اختي مثلتني المشاعر بكل صفاتها تعيش معي الأدوار بكل حالتها ان مرضت كانت طبيبتي وأن أحببت كانت ملهمتي وان ضاقت عليه الدنيا كانت مفتاح منفذي,تراها عالية شامخة ,تلقننا وتعلمنا كيف يشار إلينا بالبنان وهي صدقا من كان يستحق من دوننا أن يشار إليها بالبنان. بطموحها الذي اللاحد له تضجرك بعطشها للعلم ,حتى تكاد تتعطش من بحرها ,لن تصادفك السنين أن تعيد لك فتاة بصفاتها إلا نادرا لانها عملة ندرت في زمن لن تعود به أمثالها من الفتيات, تلك هي من كان اسمها عايده.

**********

بعد مرور عام من مجاورتي عائده وقد كان ذلك العام هو العام الأخير على انهاء سنوات البكالوريوس لها ,قررنا حينها أن ننتقل إلى شقة أخرى وصادف أننا اجتمعنا بفتيات لا مثيل لهن يسكنهن الهدوء والصبا بكامل الصفات البهية ومن بينهن فتاة هي الهدوء بحد ذاته تتخاطر بمشيتها تتواضع بحديثها ,تتمالك أعصابها لأبعد الحدود مواظبه بحياتها تلملمها كأنها تتعالى على كل ما داس طريقها من ألم, تمسك فنجان قهوتها صباحاً وكأنني أرى فيها شمس الصباح وإشراقة بريق ذهب الشمس ذلك هو صباحها اما مسائها فتدوي لها حكايتك وأسرارك وتسترها كما يستـر النجم الليل وتسهر معك ســهرة رنين العود لوتره فتلك هي ســــهر الليل هي من كان اسمـــها سهــــير.

**********

في نفس تلك الشقة وبآخر زوايها وخلف أبوابها تصلك رائحة فتاة فيها صبا الأنوثة كأنها ريشة تتطاير بالهواء تحملها على راحة يدك بدلالها وغنجها, تسمع صوت أطراف أناملها تدق الأرض بهزة, تود لو تراقصها على إحدى كلمات القباني, في روحها الطفولـــه والمحبه تود لو تحتضنــــها وتخبئها كظـــبي أبيض تغازلــــه برقته وتطلق عليــــــــــه اسم الريم لانها الريم فتــــــلك هي من كـــان اسمـــــــها ريــــــما .

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل