المحتوى الرئيسى

نتنياهو .. لقد كنت فاشل بإستحقاق

09/26 03:09

غزة - دنيا الوطن

بقلم: محمد إقطيفان  


إستخدم كلمة سلام 36 مرة, وكأنه واعظ ديني , وليس مجرم حرب , وهاجم الإرهاب أكثر من مرة ونسي أنه مارس الإرهاب عندما كان شاب هو وصديقه القديم باراك عندما كانوا في الفرقة الخاصة ونفذوا العديد من العمليات الإرهابية ضد الفلسطينين والعرب , وظل يمارس إرهاب الدولة عندما أصبح له موقع سياسي في الحكومة .... , إستخدم الفزاعة ليخيف الغرب من الإسلام المتشدد , ولم يعرف أن الغرب بدأ يفكر ويفهم كيف يدير علاقاته مع الأخرين . 


عندما إعتلي نتنياهو منصة الأمم المتحدة , حدث فراغ في القاعة كان ملحوظاً مقارنةً أثناء خطاب ابو مازن الذي تكدست القاعة , وخلال خطابه وجه رسالة للرئيس ابو مازن لبدء المفاوضات المباشرة من نيويورك ,فرد عليه ابو مازن سريعاً بكل قوة ,أن ترك نيويورك لأهلها وتوجه إلي رام الله ليعود إلي أبناء الوطن, وهذا يعني أن القيادة الفلسطينية أصبحت هي من تحدد متي , وأين , وكيف .


أدعى نتنياهو أنه جاء ليقول الحقيقة , فكذبته الصحافة الإسرائيلية , قال أنه يمد يده للسلام لكل الجيران , فلم يجد أحد في القاعة من الجيران يستمع له , لأن يده تحمل الكره والحقد والإرهاب , قال أن حماس أخترقت القانون الدولي , ونسي أنه مجرم حرب , ودولته محترفة علي إختراق القانون الدولي والإنساني ,قال أن جلعاد شاليط أبن كل عائلة إسرائيلية , ونسي 11 ألف أسير فلسطيني في سجون القمع والإرهاب الإسرائيلي , ونسي أن لكل عائلة فلسطينة شهيد أو جريح أو معتقل أو مهجر , كان بالفعل ساذجاً عندما قال للأمم المتحدة أذا كنتم تريدون أن تصدروا قرارات من هنا يجب تصدروا هذا القرار ( قرار الإفراج عن جلعاد شاليط ) , يطالب بقرار أممي وتجاهل قرارات الأمم المتحدة بخصوص القضية الفلسطينة قرار 194 , 242, 338 ..إلخ . ركز هجومه الحاد على الأمم المتحدة و تحدث بعنجهية , متأثر من وزير خارجيته ليبرمان .


حاول أن يسوّق نفسه أنه ملاك السلام , ففشل حتي علي الصعيد الامريكي الذي هاجمته بعض أقلام الصحافة الأمريكية , وهاجمه الرئيس السابق بيل كلينتون حيث قال "نتنياهو قتل عملية السلام ".


تكررت كذباته وألعابه ليقول أنه يجب علي الفلسطينيين أن يصنعوا السلام أولاً وبعد ذلك يحصلوا علي دولتهم , آلا أنه لم يسمع صيحات الفلسطينين أنهم سوف ينتزعوا دولة رغم أنف الإحتلال , كما قال ياسر عرفات شاء من شاء وأبى ومن أبى , لم يخبره أصدقاءه أن هذه اللعبة أنتهت وأصبحت مكشوفة , ومن غير المجدي أن نعيدها بعد مرور 20 عام (لعبة المفاوضات) , لم يعد يفهم أن الفلسطينيين أصبحوا أكثر صلابة وقوة علي ثوابتهم الوطنية . 


أغدق بالتهاني علي الثورات العربية , وأثنى بالتحولات الديمقراطية , ولم يعرف أن أول قرار له ضد مطالب ثورة مصر بطرد السفير ومحاصرة السفارة الإسرائيلية , هو أصدر تعليماته المباشرة لأمن السفارة بأن" اطلقوا النار علي المتظاهرين "!!!


كأن خطابه موجه إلي الجمهور الإسرائيلي , كما قالت الصحافة الإسرائيلي , ولكنه كان فاشل بإستحقاق فلم يقنع حتي شعبه , ولم يثير عواطف صديقه ليبرمان أن يصفق له خلال خطابه علي الرغم من وجوده في القاعة , كما كان يفعل الوفد الإسرئيلي وبعد المستشاريين في نهاية قاعة الجمعية العامة .


وبشهادة الجميع صديقاً كان أو عدواً , أن الرئيس أبو مازن فاز في الخطابة أمام خصمه نتنياهو ,بكل المقاييس الدبلوماسية , والدولية , والشعبية والوطنية , المطلوب كيف نظل في موقع المنتصر ؟؟, ولا ننكس الرؤوس مرة أخرى , كيف ندير الخيارات في هذه المرحلة الهامة ؟؟؟ , وأكرر رسالتي في حال كان الخيار حل السلطة فلتكن وصاية دولية يا سيادة الرئيس ... 


 والأن بعد أن عشنا الحلقة الأولي من إستحقاق ايلول , وتعلمنا دروساً سريعة في السياسة والدبلوماسية , وأحيا الرئيس ابو مازن طائر الفينيق , (طائر ياسر عرفات ) ,وبكل إستحقاق جعلنا نرفع الهامات عالياً لاننا فلسطينيين,ونحمل هذا الوطن في قلوبنا ,  أُعيد ما كتبته الاستاذة نادرة السراج عام 1968 لشاعر فلسطين عبد الكريم الكرمي الذي لقبَ نفسه "بالمشرد" 

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل