المحتوى الرئيسى

كلام تكتيكي | نكسة 11 سبتمبر..وعيد الوداد والأهلي

09/12 15:35

أثارتني ليلة الوداد والأهلي في دوري أبطال الأفارقة...مقابلة بالفعل حركت مشاعري كمواطن عربي بغض النظر عن هوية المتنافسين.

 ففي بدايتها آهازيج غير طبيعية من جماهير مُتحمسة تُحب مُتعة الحياة، وتعشق حلاوة الأداء، وتحمل بين أيديها ألواناً حمراء وأخرى بيضاء.


نعم انها ألوان الدم والإخلاص والوفاء، ألوان السلام والصفاء، لتخرج لنا لوحة فنية غاية في الطهارة والنقاء، بعلم وداد الدار البيضاء، وهناك نحو الدرجة الثالثة ظهرت لنا ملامح أسطورة روحها ترفرف في السماء.

لا أستطيع أن أصدق ما حدث ليلة أمس، فحجم التنافس وأهمية النتيجة في صراع مقدمة دور مجموعات دوري أبطال أفريقيا لم يُنس أنصار الوداد الوقوف دقيقة حداد على روح أحد أساطيرهم المُخلدة "عبد الرحمن بلمحجوب" الذي توفاه الله قبل فترة قصيرة، نفس هذه التنافسية لم تُنس نجوم الوداد (الجدد بالذات) كيفية التعامل بروح رياضية مع أبطال الدوري المصري، ولم تؤثر على ردة فعلهم مع جماهيرهم بعد تأخرهم بالهدف الأول لجدو.

مثلي مثل ملايين العرب، كلما حان الموعد على صدام عربي عربي خاصةً شمال أفريقي، أضع يدي على قلبي خوفاً من حدوث انفلات جماهيري وتراشق بالحجارة والاشارات الخارجة والألفاظ النابية، مع بعض الاعتداءات الأمنية أو ضد هؤلاء العساكر الغلابة، أو إلقاء شماريخ على المعشب أو على ظهر ورأس أحد اللاعبين.، أو المسلسلات البايخة التي لا ناقة منها ولا جمل بإدعاء اللاعبين الإصابة نهايك عن تدخلاتهم الشرسة التي تتعمد الإيذاء، علاوة على اقحام انوفهم في القرارات التحكيمية، والتشاجر بسبب وبدون سبب على أتفه الأسباب...وفي الأخير حين تتحدث مع صديق لك يقول لك: عاوز ايه من مدرسة شمال أفريقيا؟ الطبطبة؟

http://u.goal.com/138300/138334hp2.jpg
هذه هي الكرة العربية التي اعتدناها.وهذا هو الانطباع الأول لأي مواطن عربي حين يقرأ أو يسمع عن مقابلة عربية عربية في بطولة عملاقة كدوري أبطال أفريقيا.

لكن ما حدث في مباراة وداد الأمة والفرسان الحمر ليلة 11 سبتمبر يُغير هذه الصورة، فهذا هو الوجه الحقيقي لنا نحن العرب، سواء كروياً أو اجتماعياً، نحن لسنا متخلفون، نستطيع أن نشجع بنفس الروح والحماس دون الإضرار بأنفسنا وبسمعتنا وبصورتنا!.

أي صورة وأي سمعة؟ سمعة عمرو بن العاص؟ صورة طارق بن زياد و و إلخ إلخ.. لماذا لا تكون كل مبارياتنا العربية بهذا الهدوء والحب والتأخي مثلما كانت مباراة المولودية مع الأهلي الشهر الماضي لحساب نفس البطولة؟ لماذا لا تكون بهذه الحماسة والجمال الكروي الخالي الخاوي من أي منغصات؟

الأهلي لعب كرة جميلة واستحق الهدف في الشوط الأول، والوداد ضغط في الشوط الثاني واستحق هدف، والهدفان أجمل من بعضهما، والجمهور صفق لمحمد أبو تريكة في لحظة شعرت فيها أن هذا جمهور مانشستر يونايتد حين صفق لألكسندرو ديل بيرو في مباراة إعتزال جاري نيفيل على مسرح الأحلام.

هذه اللحظات التي عشناها يوم أمس 11 سبتمبر كنت دائماً أحلم بها كشاب عربي يعشق كرة القدم كرياضة وأخلاق...فعندما بدأت أتابع اللعبة بشغف أواسط التسعينيات كنت أرى الصورة مهزوزة دائماً...لا تُبشر بالخير، إبراهيم حسن يشير بأصبعه بطريقة قبيحة للجماهير، وهناك في تونس يحدث مشكلة مع الزمالك، وفي الجزائر حدث ولا حرج، ثم عادت رؤيتي للأمور تتحسن حين استضاف ملعب الأمير مولاي عبد الله لقاء المغرب ومصر في تصفيات كأس العالم 2002 حيث صمتت الجماهير المغربية تتابع متعة الأداء المصري آنذاك دون مشاكل تذكر قبل وبعد السهم الناري الذي أطلقه مصطفى حاجي في الدقيقة 32، لكن لقاء عنابة في الجزائر أفسد كل شيء من جديد ليعود الشد والجذب وأتأكد أن ما حدث في ملعب الأمير مولاي مُجرد سحابة أو غفلة من غفلات الزمن.

والآن أرجو من الله ألا تكون ليلة 11 سبتمبر مُجرد غفلة أو صدفة .. وتستمر هذه الروح التي هزت قلبي وجعلتني أقول بالفم المليان: أنا عربي وأفتخر وهذه صورتنا الحقيقية، ففي 11 سبتمبر كرهنا العالم أجمع رغم ثقتهم العمياء بأنه عمل صهيوني مُدبر واسألوا الموظفين اليهود في مبنى التجارة (أين كنتم في هذا اليوم بالذات؟) لماذا لم تذهبوا لعملكم؟..مؤكد هي من صنعهم، فالعربي لا يقتل بريء..العربي لم يُطلق يوماً على تاريخ انهيار مبنى التجارة العالمي (يوم عيد) أبداً..أبداً لم تحدث ولن تحدث،، يُمكننا الآن أن نبدأ من جديد في ذكرى هذا اليوم المشؤوم ونأخذ من ليلة الوداد والأهلي بداية جديدة...على الأقل لمستقبل أفضل للرياضة المحلية.

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل
http://u.goal.com/144100/144161_hp.jpg http://u.goal.com/60900/60950hp2.jpg