المحتوى الرئيسى

عدنان الصائغ في "و" يكتب الشعر كما يتنفس

08/28 08:56

بيروت (رويترز) - عنوان مجموعة الشاعر العراقي عدنان الصائغ يتكلم ببلاغة.. انه حرف العطف "و" الذي يأتي احيانا معبرا عن الحال.. وقد خط بالاحمر على الغلاف وحوله الحرف نفسه بلغات عديدة.

كأن عدنان الصائغ أراد اظهار تلك العلاقات الازلية التي تجعل الاشياء والامور كلها مترابطة متداخلة فلا نهايات ولا توقف حادا. لعل هذا يصح عن الماضي والحاضر والاتي وعن هنا وهناك وكل جهة. ام لعل الشاعر من خلال احزانه العراقية لم يجد ما يفصل الامس عن اليوم.. وعن المقبل الذي لا يبدو شديد الاختلاف حتى الان.

انه استئناف للالام وللاحزان والعذابات والغربة والتشرد.. واستئناف للاحلام تلك التي لا شفاء منها. يكتب عدنان الصائغ بقدرة على تطويع الوزن وحتى القافية المتعددين عنده على طريقة شعراء التفعيلة.

هذا التطويع يجعل الانتقال الموسيقي بين وزن واخر سهلا منسابا لا ينوء بما تحمل الكلمات من معان او تحت وطأة الامتدادات المتباينة طولا وقصرا. انه حاضر "لدمج" موسيقي ناجح خاصة في نقل حوار على رغم صعوبة فيه.

فلنقرأ في قصيدة "ما والخ" حيث يقول .. "يموسقني صوتها حين ينداح (هل تتقن الرقص..)لا.. (رقصتني القذائف )ذات الخبالل (وذات الخبب...)انا شاعر دار بي زمني (..واستدار ) أقول لثوبك يخفق في الريح (هل تبصرين وراء الزجاج الغيوم التي تترقرق بين قميصي )وقلبي .. (مدي يديك الى غصنه تلمسي نبضه راعشا والعصافير..."

اشتملت المجموعة على 74 قصيدة متفاوتة الطول وكثير منها الى القصر اقرب. وقد كتبت القصائد في بلدان ومناطق مختلفة من العالم وهي تحفل بالتشرد حتى تلك التي كتبت في العراق منها.

عدنان الصائغ شاعر فياض.. فكأنه يكتب شعرا كما يتنفس.. باستمرار وحرارة حياة. العراق هو البدء اذن فالقصيدة الاولى تحمل هذا الاسم.

القصيدة تختصر صورة الشاعر عن العراق وتحدده وتتبع منهج سرد صفاته بتقسيم الي. انها اقرب الى النثر منها الى التوهج الشعري لكنها معبأة ومكثفة من حيث المحتوى. كتب بتعداد قام خلاله باخفاء الواو ترك الكلمات متتبعة واحدة تنقلنا الى الاخرى. قال "عندما الارض كوّرها الرب بين يديه )ووزع فيها ../اللغات (النبات )الطغاة (الغزاة )الحروب (الطيوب )الخطوط (الحظوظ )اللقاء ../والفراق (وقسّم فيها )السواد ( العباد )البلاد (الوصايا )الحواس (الجناس )الطباق ../اعتصرت (روحه )غصة (فكان )العراق."

ننتقل منها الى قصيدة (كأس) حيث يقول "في الحانة (كانت بغداد ) خيوط دخان (تتصاعد من انفاس الجلاس )واصابع عارية سكرى (تراقص بين الوتر المهموس ) وبين الكاس (والى طاولتي يجلس قلبي ) ملتحفا غصته (يرنو ولها للخصر المياس ) ووراء زجاج الحانة اشباح تترصدني (تحصي حولي الانفاس ) وانا محتار (- ياربي - ) اين ادير القلب.. (واين ادير الراس؟."

  يتبع

عاجل