المحتوى الرئيسى

حبر وصعلكة | لهذه الأسباب يستأثر "السُمر" بميداليات ألعاب القوى

08/25 17:37

هل تساءلتم يوما لماذا يحصد العدّاءون "الزنوج" غلّة أغلب سباقات ألعاب القوى؟

كشفت صحيفة "الأنديبندنت" البريطانية في الأيام القليلة الماضية أن الأمريكي تشاك بليزر - البالغ من العمر 66 عاما والعضو الحالي في اللجنة التنفيذية للإتحاد الدولي لكرة القدم (الفيفا) - يخضع للتحقيق والمساءلة من قبل المكتب الفيدرالي للتحرّيات FBI بتهمة تعاطي الرشوة واستغلال المنصب لأغراض شخصية، وذكر محرّر التقرير - وهو مشكور على ذلك - كلاما مفاده أن هذا الإطار أتى بإبنه ووظفه في اللجنة الطبية التابعة للفيفا نظير 7 آلاف دولار شهريا (ومن يدري لعله لا يشتغل أصلا وكل ما يقوم به هو تدفئة المقعد ليس إلا!) وأيضا إبنته التي انتقى لها وظيفة "على المقاس" في اللجنة القانونية التابعة لهيئة جوزيف بلاتر.


أكاد أجزم أن تشاك بليزر لو سئل عن إبنيه، لقال بأنهما وظفا استنادا لكفاءاتهما، أو بعد أن نجحا في مسابقة مهنية، ولكن أين أجريت هذه المسابقة يا رجل؟ ومتى؟ فوق قمم جبال الإنديز بأمريكا الجنوبية، أو في قلب إحدى الغابات الماطرة بالأمازون، زمن الملاّح جيمس كوك أو "القبطان كوك"! (أحد مغامري بريطانيا في المحيط الهادي خلال القرن الـ 18 ميلادي).

نحن نعيش في عصر انخفض فيه منسوب الأخلاق بشكل رهيب، مقابل تنامي حس "البزنس" و"الإستغباء" والسلوكات "الكلبية" بنسق تصاعدي فظيع.

http://u.goal.com/141000/141083hp2.jpg

وأعود لكي أجيبكم على التساؤل الذي ابتدأت به هذه المقالة..عدّاء مثل "الأسطورة" الحيّة الإثيوبي هايلي جبريسيلاسي - البالغ من العمر 38 عاما ونجم سباقي الـ 5 آلاف متر والـ 10 آلاف متر - كان خلال طفولته البائسة بـ "الحبشة" يقطع مسافة 10 كلم يوميا مشيا على الأقدام ما بين بيته الريفي المتهالك والمدرسة الإبتدائية..وعندما يتمرّس على هذا النوع من الصعاب منذ نعومة أظافره، فإن ما هو مؤكد أنه لمّا "يقوى عوده" لا ينفع ضده لا "استغباء" ولا "واسطة" ولا "طرق ملتوية"..ذلك أنه إذا حدث وتابعت جبريسيلاسي وهو يخسر سباقا رسميا - وهذا أمر نادر جدا - فكن متيقنا بأنك تشاهد فيلما استعراضيا هنديا أو سينما "والت ديزني" التي تتسم بالتسلسل المنطقي الرتيب!

أكاد أجزم - مجدّدا - أن والد هذا العداء الشهير لو لم يختر لإبنه ألعاب القوى، لكان جبريسيلاسي الآن - وفي أحسن الأحوال - أشعث أغبر "يركل" عند الأبواب، حاله كحال قارب محطّم تتقاذفه الأمواج، يبيع بضاعة كاسدة في أسواق وشوارع العاصمة أديس أبابا في مشهد بئيس والشرطة تلاحقه من مكان لآخر، على الأنغام الكئيبة لـ "شيخ" موسيقى الريغي "بوب مارلي"، أو الموسيقى الساخرة لفيلم "لعنة الفهد الوردي"!

http://u.goal.com/121700/121742hp2.jpg

ألم يقل النجم الأرجنتيني كارلوس تيفيز - مؤخرا - بأنه لم يجد سوى كرة القدم للهروب من ثالوث "الإجرام- المخدرات- الموت"..لأن أبناء "المحظوظين" استولوا على كل شيء، وتركوا له ولغيره الغبّار وأشواك الصبّار!؟

واحد من فصيل "الرجل الأبيض" لم يهضم استئثار أحد العدّائين "الزنوج" بقصد السبق دون غيره، فوجّه له سؤالا مغرضا يشكّك عبثا في تتويجاته، ليرد عليه هذا الأخير "وراء هذه الميداليات التي تراها أمام عينينك..برميل من العرق"! ثم رسم "الزنجي" ابتسامة ساخرة على شفتيه أشعلت حنق "الرجل الأبيض" وأطلقت أذناه صفيرا مزعجا تسّرب منهما بخار حار!

بالجاهلي القريشي الفصيح...من أنقى وأطهر المسابقات شفافية رياضة ألعاب القوى (خاصة التي يكون أبطالها الزنوج)، أما باقي المسابقات (جميع الميادين والأنشطة وليس الرياضية فقط) فلا تعدو أن تكون أشبه بالإنتخابات التي تجرى في الوطن العربي، أو الصفقات التي تعقد ليلا بين المقاولين ورؤساء البلديات وحكام المحافظات وأقاليم هذه البلاد الفسيحة من المحيط إلى الخليج، أو الجوائز التي توزع بطريقة غير بريئة أو مزاجية أو لنقل توزيع الورود على الرياضيين عند نهاية الموسم أو العام والتي صارت "موضة" في الآونة الأخيرة عند بعض وسائل الإعلام العربي، وشتان بينها وبين جائزة الكرة الذهبية لـ "فرانس فوتبال"...

وعليه لا يسعنا ونحن نسدل الستار على هذه المقالة سوى تذكير "القوم" بأننا نكفر جهرا بـ "آلهة" المسابقات التي لا تنفع ولا تضر..في الوطن العربي بطبيعة الحال.

للتواصل مع الكاتب عبر البريد الإلكتروني : [email protected]

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل