ربيع العرب يقرع بقوة أبواب إسرائيل بقلم:أ. سمير أبو شتات

ربيع العرب يقرع بقوة أبواب إسرائيل

بقلم : أ . سمير أبو شتات

الأحد 7/8/2011 م

إن ما حدث ولا زال يحدث في العالم العربي ليس بالأمر السهل ولا بالذي يستوعبه العقل ، بخاصة العقلية التي تربت في الألفية الأخيرة ، وقد يرى آخرون أنه أمر عادي لا جديد فيه فالثورات و الانقلابات و الاحتجاجات هي من شيم العرب ، بل قل من اختصاصهم ، ولكن الغريب هذه المرة أن هذا الوباء قد أصاب ما يسمونه بالجارة إسرائيل ، والتي تصنف على أنها البؤرة الديمقراطية الوحيدة في الشرق الأوسط الدكتاتوري وذلك على حد تصنيفاتهم ، فالمظاهرات بدأت تجتاح المدن والبلدات الإسرائيلية وبشكل قوي هذه المرة فمن احتجاجات لبعض النقابات إلى احتجاجات جماهيرية حاشدة تضم مئات الآلاف من الإسرائيليين الغاضبين من ممارسات حكومتهم سواء في أسعار السكن والمحرقات والأجور والغلاء الفاحش في أسعار المواد الغذائية وغير ذلك من الأمور الأخرى ، ولقد أتاحت هذه الحشود الغاضبة الفرصة للمتربصين بنتنياهو وحكومته ، فهاهي حسناء إسرائيل تسيفي لفني تخرج من خدرها متمردة على صمتها مخاطبة الجماهير مرحبة بمطالبهم ومعلنة الدعم الكامل لهم ومتهمة نتنياهو بالعجز والتقصير وعدم القدرة على إيجاد حلول لمشاكل المواطنين ، بل وصل بها الحد إلى اتهامه بأنه يحبس نفسه في غرفة مظلمة كي لا يرى الحقيقة وأنه عاجز عن مواجهة الجماهير .

إذن الحراك الشعبي الإسرائيلي قد بدأ ويبدو انه قد تأثر كثيرا بالربيع العربي الذي بدأ ينتشر كانتشار النار في الهشيم ؛ ولكن هل العدوى وصلت كاملة إلى الإسرائيليين ؟ أم أن حراك الجمهور الإسرائيلي هو من نوع خاص بل قل بطعم خاص ، فإسرائيل دولة ديمقراطية , فرئيس الوزراء قد يصبح وزيرا بلا حقيبة ، ورئيس الدولة قد يقدم إلى المحاكمة بسبب فضيحة ، ولن يجرؤ أي رئيس وزراء على مواجهة وقمع مواطنيه ولا حتى تحريك بطاريات المدفعية والدبابات إلى الشوارع لسحل الناس وقتلهم ، فهذا محرم في قاموس الإسرائيليين بل إن رئيس الوزراء قد يستقيل مئة مرة على أن يرتكب حماقة بحق شعبه ، هذا ليس مدحا في الإسرائيليين ، بل هي الحقيقة . قد يقول البعض أين الديمقراطية في تعاملهم مع الشعب الفلسطيني وقد نسي هؤلاء أن المعادلة مختلفة تماما ، فالنظرة الإسرائيلية إلى الفلسطينيين هي نظرة عداء وصراع بل قل مواطن وقوة احتلال ، أما مع مواطنيهم فهذا مختلف تماما .