اخلاق يتيمة !بقلم محمود صالح

هل دخلت يوما حديقة انعم الله عليها بمخلوقاته الجميلة من شجر يانع يافع, وزهور جميلة خلابة , وأرض مخملية خضراء , وطيور جميلة غنّاء تصدح صباح مساء , وجداول في مختلف جنباتها ترويها هنا وهناك , وسماء صافية زرقاء لامعه، لا تملك شمسا تشرق على حديقتها التى لا يوجد لها سياج يحميها من ايدي هذا وذاك

فما بالك عزيزي القارئ بروح وجسد انعم الله وأبدع في خلقها تراها جميله دون أخلاق..كهذه الحديقة دون شمس او سياج ؟؟.

يقول عنترة العبسي : ( عيروني بسواد لونى وما لسواد جلدي من دواء, لكن تبعد الفحشاء عنى بعد الأرض عن جو السماء)

فالأخلاق ثوب مطرز بكل الحلل والزركشات...تشتمل على المفاتن والسحر والبهاء لأصحاب الذكاوات من بني الانسان .

الأخلاق قناعه يشوبها أمل , و رضا يدفعه إيمان وعمل ..و إيثار يدفع بالنفس بعيدا عن غرورها وصولجان عظمتها حرصا على الغير وتفانيا في رضا الخالق ..

ليس هناك حصر ولا عدد لمرادفات الأخلاق فهناك مظلة الخُلق الكبيرة الا و هى الإنسانية التي يندرج تحت دروبها محبة الانسان أخاه الانسان ...و دفاعه عن نفسه وغيره يقينا بشرف الانسان , فيدافع عن كرامته المفقودة وعيشه الذليل الى دولته المنكوبة رافضا المساومة او النقاش في خطوطه العريضة ومبادئه التى يكفلها الدستور......... ليس الوضعي من بني البشر وإنما الدستور الرباني الذي ينص على ان الناس سواء كأسنان المشط ...فلا حق لذكر على أنثى ..ولا لأجنبي على عربي ولا حتى لأخ فوق أخاه الا بميزان الضمير الذي يحتكم الى الخير والجمال..

لكن في هذه الأيام اختلف منظور الغير تجاه الأخلاق. فبعد ان كانت كنز لا يفنى أصبحت قطعه الجمر التى يُخشى الاقتراب منها .

فللأسف قد برق في جيلنا الصاعد تقليد اعمي للمدينة المزعومة ...فأصبحوا رعاه امعه للشعوب الغربية لا يقلدون منها الا التافه والذليل من خلاعة الموضة وإغراء الشبان وتحولات الأجناس ...حتى في اللهجة واللكنة !!...لا ادري كيف أصبحت لغة الضاد وجهورية الحرف عيبا ...فبت لا ترى الا نقدا غبي يحدد مدى تحضرك في

( الآل والقال ) الى نوع ماركة ردائك ...

نعم ...أصبحنا في زمن اقرب ما يسمى الطوق والجاهلية تحت مسميات تخفى حقائقها من نهضة وتطور..الى حرية مبتغاه...الى ذوبان قيمة الانسان في الأشياء..

أصبح الانسان متاع يعرض في المزادات العلنية جراحه قبل أفراحه . رباه من يؤنسن الانسان من جديد ويعيد الى الحياة رونقها البهيج ؟؟؟؟

وكل العقل يقول ان لا إنسانية بعيدا عن الأخلاق فكلاهما يتسربلان في نفس الزورق ويحصدان ذات النتيجة اذا ما سارت الإنسانية وطيب الخلق جنبا الى جنب و زندا فوق زند.

فكل الحرص كل الحرص على ما يؤرجح المبادئ و يقلقل القيم