المحتوى الرئيسى

من وراء تفجيرات اوسلو/النرويج ؟ بقلم:جاسم محمد

07/29 21:34

من وراء تفجيرات اوسلو/النرويج ؟



اوسلو ملتقى اليمين المتطرف والتنظيمات الاسلامويه ...



كان انفجار قويا هز اوسلو العاصمه النرويجيه يوم 22 تموز 2001 قرب مقر رئيس الوزراء مما ادى الى مقتل ثمان أشخاص وإصابه العشرات ، النروج هي الحليف الاوربي القوي للاتحاد الاوربي في مكافحة الارهاب وهذا ما اكدته مفوضة الإتحاد الأوروبي للسياسة الخارجية كاثرين آشتون .

كما تعرض معسكر لشباب حزب العمال الحاكم في جزيرة قرب اوسلو لاطلاق نار من قبل متطرف يميني مسيحي متخفي بزي شرطه بعد ساعتين من العمليه الاولى وأوقع اكثر من 80 قتيلا وعدد من الجرحى من الشباب المشاركين في المعسكر .



الشرطه النرويجيه لم تتسرع باتهام تنظيم القاعدة او مجموعات اسلاميه متطرفه اخرى رغم انها اعلنت القاء القبض على المشتبه في اطلاق النار على معسكر الشباب .

الادعاء العام وجه الاتهام الى رئيس تنظيم انصار الاسلام الملا كريكا ، مواليد 1954 العراق اسمه الحقيقي نجم الدين فرج احمد داعية اسلامي كردي حاصل على درجه ماجستير في علوم الحديث في الباكستان ويتمتع بعلاقات تنظيمية مع جماعات اسلاميه متطرفة في الهند والباكستان وايران ، حصل على اللجوء في النرويج عام 1991 وتبنى العمل الجهادي بعد ان خرج من تنظيم اخوان المسلمين الكردي وهو مؤسس انصار الاسلام في شمال العراق وكان معسكرهم قد تعرض الى القصف الاميركي في الايام الاولى من احتلال العراق 2003 بعد ان اختلف مع جلال الطلباني وبتوجيه اميركي كون مجموعته مصنفة ضمن المجموعات الارهابية من قبل الاتحاد الاوربي والولايات المتحدة .



يتمتع بعلاقات تنظيمية واسعة مع ايران وسبق ان اقام فيها مطلع الثمانينات وعاد الى ايران بعد الغزو الاميركي للعراق 2004من اجل التمويل خلال لجوءه في النرويج وله حضور قوي وهو متهم في اغتيال خصومه السياسين ومن يعارض سياسه ارتداء الحجاب في النرويج حتى اصبح البعض يطلق على النرويج تسميه (كريكار لاند )

لكثره نفوذه وكثره اعتقاله وقرار ترحيله الى العراق دفع كريكار الى تهديد الحكومة النرويجية بالتحديد في تنفيذ عمليات ارهابية واغتيالات في حال ترحيله هذه الاسباب جميعها كافية لدفع المدعي العام بتوجيه الاتهام الى كريكار



اما لماذا النروج ؟ فياتي استهدافها في اعقاب نشر احدى دور النشر كتاب الايات الشيطانيه للكاتب سليمان رشدي عام 1983 وهدر دمه من قبل الخميني ومرشدي الثوره الاسلاميه الايرانيه ورسوم كارتونيه تسييء الى الاسلام خلال السنوان الاخيرة.



عمليه تفجير اوسلو كانت عملية نوعية بدون شك اي تم التحضير لها بشكل جيد من حيث اختيار الهدف الذي كان مقر جريدة مجاور لمباني الحكومه النرويجيه واختيار التوقيت الذي جاء قريب مع تحضير رئيس لبحكومه النرويجه من القاء كلمه وزيارة تجمع الشبيبه المؤيد له في مكان اخر .

حجم التفجير والدمار كان كبيرا لم تشهد له النرويج منذ الحرب العالميه الثانيه وهذا يقود الى الاعتقاد بانه قد تكون سيارة مفخخة رغم الاجراءات الامنية المشدده في المكان اكثر من عبوة محمولة لشده حجم الدمار وممكن اعتبارها رسالة تحذيريه من قبل انصار الاسلام والملا كريكار بعدم ترحيله من النرويج ورغم عدم تاكيد انصار الاسلام مسؤوليتها عن الحادث واستبعاد اعلان مسؤوليتها كون كريكار موجودا اصلا على الاراضي النرويجية وعدم تبني تنظيم القاعدة لحد الان وان جاء بعد هذا التاريخ اومن قبل التنظيمات الاخرى بالاعلان عن مسؤوليتها عن الحادث .

ومهما كانت الجهة المسؤوله عن تنفيذ العملية فهنالك استبعاد لتنظيم القاعدة لاسباب عدة اولها ان تنظيم القاعدة يمر في مرحله ترهل وضعف خلال السنوات الاخيرة وضعف التمويل والتنظيم والاجراءات الامنيه المتشددة في اوربا والولايات المتحدة هذا الضعف جعله يتبنى عمليات الخلايا الفرديه ابرزها عملية النايجيري فاروق عبد المطلب بتفجير طائرة الايرباص الفاشله المتجهة من امستردام الى الولايات المتحدة في اعياد الميلاد 2009 و محاولة تفجير سيارة مفخخة وسط تايم سكوير في نييورك 2010 من قبل المواطن الاميركي من اصل باكستاني فيصل شاه زاد .

اما مقتل ابن لادن في الباكستان في الرابع والعشرين من حزيران 2011 فقد ارجع التنظيم الى نقطة متاخرة في حياته لايمكنه القيام بمثل هكذا عملية التي تحتاج الى تخطيط وسقف زمني وتمويل لا يكون لتنظيم القاعدة قادرا عليها ابدا وسط مراجعة شبكه عمل تنظيمه .



عمليه اوسلو ممكن اعتبارها ناقوس خطر داخل اوربا خاصه شمال وغرب اوربا فقد جائت العملية من الداخل رغم الاجراءات الامنية والخطط التي اتخذها الاتحاد الاوربي في مواجهة خطر الارهاب على اراضيه ورغم تبنيه سياسه الاندماج الاجتماعي واحتواء الاجئين من جنسيات متعددة والبرامج التي اعدتها دول الاتحاد الاوربي في المدارس ومجتمعاتها لسحب جيل الشباب المسلم من التورط او الانتماء لافكار التطرف والارهاب .



اما المانيا فهي الام الراعيه لتنفيذ سياسه مواجة الارهاب والتطرف بكل اشكاله فقد اتخذت بتاريخ 21 تموز 2011 خطوة اخرى بعيدا عن احداث اوسلو بازاله قبر رودولف هيس / مساعد هتلر وحرق ونثر رماده في البحر بعد ان اصبح مزارا لليمين المتطرف في المانيا ، بدون شك عمليه تفجير اوسلو سوف تتبعها حزمة اجرائات من قبل مفوضية الاتحاد الاوربي وسوف لا تستثني وجود الجما عات الاسلاميه وانشطتها على اراضيها .



جاسم محمد

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل