المحتوى الرئيسى

قصيدة "موقعة الكراسي" هجاء لعشاق المناصب

07/22 20:57

وقد نظّم الشاعر محمد الغرباوي أول كلية دار العلوم وأحد المعتصمين قصيدة بعنوان "موقعة الكراسي" بكى فيها على هوان العلم والعلماء في بيت العلم، وتحسر على تعشق المسؤولين للمناصب والكراسي إلى حد استئجار البلطلجية لقتل ذوي الحقوق، وتعرضت عدسته لمشهد سقوط سنة الدكتور قطب وكيف انهال عليه البلطجي بالكرسي إلى أن سقطت أسنانه على بلاط الأكاديمية، ووجه فيها جملة من التساؤلات للدكتور العريان كان من بينها السؤال عن سبب بكائه وقد حاول هو أن يجيب عن هذه التساؤلات في مشاهد درامية وإليكم القصيدة:

"موقعة الكراسي"

يا أمِّ داوي باليدين وبالحنان جراحي

لا تسالي عن "سِنتي" فلقد مضت بكفاحي

أودى بها كرسي ذاك الظالم السفاح

سقطت على ظهر البلاط وأسقطت أفراحي

وشغلت عنها بالكفاح فأخلدت لبراح

ضاعت وإني ما جزعت وما تركت رماحي

ولسوف أقتل في الفساد وإن فقدت جناحي

ولسوف ترخص مهجتي حتى أنال نجاحي

يا ليت لي يا مصرنا عقدا من الأرواح

فأعلق العقد النفيس بجيدك الفواح

لا لن يحس المرء طعم الموت إن ترتاحي

أنا لن أعالج سنتي حتى يعيش كفاحي

******

سقطت على الأرض الجريحة واستقرت "سنتي"

وسقطت فى آثارها والناس تحمل جثتى

يأيها الكرسى قد ودعت بعدك قوتى

وفقدت وعيي تائها وأكاد أفقد مهجتى

******

والناس مختلفون حيٌّ أم مسجيً أحمدُ

هو غائب لكن نبض فؤاده يترددُ

أنا لست أخشى أن أموت وفى الثرى أترمَّدُ

يا مصر إنى فى سبيلك لو أموت سأخلدُ

أنا جازع أن العتاة الظالمين تعددوا

والظلم من أحشائهم أطفاله تتولدُ

يقتص أعمار العباد وعمره يتمددُ

******

لم تبك عيني طول عمرى ما أراها تسهدُ

فلم العيون الآن مثل البحر دمعا تزبدُ

دعت الفؤاد لعبرة فأجابها يتوددُ

وحكى لها مثوى الطغاة فكفكفوا وتجلدوا

******

يا يوم "موقعة الكراسى" هل ترى تنسونها؟

يوم استقرت "سنتى" بين الرجول وتحتها

يا حامل الكرسي إني لن أطئطئ عندها

أمطرتني ضربا ولست بهارب مما دها

هشمت رأسي ياغبي لقيت منك تسفها

اعلم بأن الله يقدر أن يشلك وقتها

واعلم بأن الفوز يظهر فى السباق إذا انتهى

ولرب مغلوب بيوم نال بعدًا ما اشتهى

أمدافعا عن ظالم نهب البلاد وضرها

أمقاتلا عن مفسدي عقل البرية والنهى

******

قوم تعشقت المناصب والكراسي قبلها

حتى تدافع عن مناصبها إذا قاربتها

لزمت كراسيها السنين كأنما لصقت بها

طافت حواليها الزمان كأنما خلقت لها

وضعت على تلك الكراسي الصلاب غراءها

فكأنما عار عليها ان تفارق جلدها

وكأنما ذنب عليها أن تصير لغيرها

******

مما بكيت؟ وهل بكيت اليوم يا عريان؟

أبكيت أن عم الفساد وأن عتا الطغيان؟

حتى تبختر في الثياب وكلنا عريان

حتى "تنفخ" بالطعام وكلنا جوعان

مثلي ومثلك من فقير في البلاد مهان

******

أم قد بكيت على صبا أوراقه الحرمان

الفقر ياكل في الغصون وجذره عطشان

زهر الصبا متفحم من بؤسه ريان

مثلي ومثلك في صبانا ماله سلوان

******

أم قد بكيت على زمان ليس فيه حنان

الظلم قيصره العتي وخله الشيطان

الفرح يشرق لحظة وغروبه أزمان

إن سرنا حين قصير ساءنا أحيان

*******

أم قد بكيت العدل يخفى ما تراه عيان

العدل هاجر يا أبي ومضى به قبطان

ورماه في قاع البحار وما هناك أمان

هجمت عليه ومزقت أشلاءه حيتان

والعدل يصرخ يا غشوم كما تدين تدان

*******

قومي البسي ثوب الحداد اليوم يا أوطان

العدل مات ولم يعد للعدل فيك مكان

والظلم يحكم بعده وأعانه البهتان

سيجرنا في حبله وكأننا خرفان

سيدوسنا بنعاله وكأننا فئران

ستكون متهما لديه أمامك القطبان

والتهمة الكبرى بأنك يا أبي إنسان

******

 

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل