المحتوى الرئيسى

محطات في المنازل وأخرى متنقلة: تخزين الوقود في الأحياء قنابل موقوتة تهدد حياة الجميع

07/22 13:32

20 يوليو 2011- لم يكن يعلم المواطن نجيب القسيمي أن 61 برميلاً من الوقود هي قيمة منزله، والحقت أضرارا بالغة فيه جراء حادثة الحريق في حي الأصبحي بأمانة العاصمة، وقد أصبحت هذه الحادثة هي الأشد والأعنف في حوادث الحريق بأمانة العاصمة الأسبوع الفائت وكانت من صنع الإنسان نفسه.
وبحسب المعلومات فإن السبب الرئيسي في ذلك هو تخزين كمية كبيرة من البنزين في حوش المنزل، وذلك هو الخطر عينه في ظل ما تشهده البلاد من أزمة خانقة في الوقود لجأ بعض الناس إلى ادخار بعض الكميات والبعض الآخر يعتبرها سلعة يمارس تجارة السوق السوداء بالمواد البترولية، والمنازل هي أماكن التخزين أو قد تكون نقطة البيع حسب ما تناول أحد الزملاء بأنه لا يثق بشراء كمية من الوقود إلا من منزل بحيث يضمن عدم غش الكمية المطلوبة، فمسألة الغش واردة في من يقومون بالشراء على حافة الشوارع وأزقتها.

خطر يهددنا
حميد شمسان - عاقل حارة يشير إلى أن بعض المواطنين يقومون بالتخزين في المنازل، وهذا أكبر خطر يهدد حياة المجتمع الساكنين ولا يوجد أي رقيب على ذلك، ويطالب الجهات المختصة ضرورة الحد من تخزين الوقود في الأحياء السكنية في حين أن وقوع محطات التعبئة حسب الشروط يجب ابتعادها عن الأحياء والتجمعات السكانية هي الأخرى.
وأضاف أن البعض لديه قصور في الوعي بكيفية تخزين الوقود بالطرق السليمة والآمنة، حيث أن كثيرا من الأسر ليس لديهم المعرفة الكافية بالتعامل مع الحرائق وتنعدم لديهم بشكل كامل وسائل الأمن والسلامة وأساليب الحماية في حال نشوب حادثة الحريق لا سمح الله.
ويعتبر لجوء البعض إلى استخدام المنازل أماكن تخزين من أكبر المخاطر التي تضر بالحي بشكل كلي ومن يصر على تلك الممارسات فهو منتهك لحقوق الجار وإنسان مؤذ هذا ما يراه شمسان لكنه يفضل تقديم النصح والتشاور في ما بين الساكنين ونصح من يقومون بذلك أو الإبلاغ عنهم للجهات المختصة.   شركة النفط: إجراءات فعلية للسيطرة على الأزمة
مواطنون: تخزين الوقود في الأحياء خطر يهدد سلامتنا.. وحادثة الأصبحي أثارت المخاوف
الدفاع المدني: حوادث كثيرة بسبب التخزين الخاطئ.. ونحذر من استمرار المخالفات 
الأمر الذي يشجع ضعفاء النفوس على تخزين الوقود في المنازل هو تجارة السوق السوداء والأرباح الكبيرة التي يتم الحصول عليها بعد ممارسة البيع بأسعار خيالية جدا وكذلك الأزمة الخانقة التي أظهرت انعداما شبه تام للوقود في محطات التعبئة.
وإن راهن البعض على المكاسب المادية إلا أنها من وجهة نظر البعض لا تساوي الخسائر البشرية التي قد تحدث .. المواطن حسام السهلي يرى بأنها لا تساوي أي المكاسب المادية أرواح الضحايا من بني البشر ورعبهم جراء الحريق، مطالبا بضرورة التبليغ عن أي شخص يقوم بتخزينه داخل المنزل لأنها تعتبر بحسب تعبيره ألغاماً موقوتة تؤدي إلى خسائر كبيرة كما حصل في حي الأصبحي عندما اندلع الحريق الهائل ودمر المنزل وهروع عربات الدفاع المدني إلى مكان الحادث مستنفدة المواد الرغوية وغير ذلك من الخسائر التي تقدر بأضعاف مضاعفة لحجم الربح الذي يمكن الحصول عليه من عملية بيع القود والمتاجرة بالسحت على حساب حاجات الناس ومعاناتهم.

الجهات الأمنية
الجهات الأمنية المختصة قامت بإنزال حملات لمطاردة المتلاعبين بالوقود من أصحاب السوق السوداء حتى تلاشت هذه الظاهرة وتم ضبط ما يقارب مليون ليتر وأكثر من الوقود كانت معروضة في السوق السوداء وتم إلزام أكثر من (02) محطة تعبئة الوقود بالبيع المباشر حال وصول الكمية، وضبط أكثر من 66 سيارة كذلك وماتزال الحملات مستمرة لكن البعض لديه حجة بضرورة تخزين الوقود في المنزل للاستخدام المنزلي.
حيث يوضح المواطن عبده مرشد أن حاجته للوقود ضرورية لاستخدامه للإضاءة نتيجة  انقطاع الكهرباء المستمر والمفاجئ فإذا وجد الأساس لا يمكن الاعتماد على البدائل، فالحكومة تتحمل جزءا من المسؤولية حيال ذلك وتوفير الطاقة الكهربائية بشكل مستمر كذلك أمر ضروريا لملاك المحطات فإن أغلبهم يعزون عدم بيعهم بسبب انطفاء الكهرباء.
ويرى المواطن عبده مرشد أن ملاك المحلات التجارية والصناعية هم أكثر من يقومون بالتخزين لكميات كبيرة جدا تقدر بأضعاف الكميات التي يستخدمها المواطن وكذلك مخاطرها أشد وأكثر، حيث تعد تلك المحلات أقرب احتمالا بالتعرض للكوارث فإنها قد تحدث نتيجة تسرب الأبخرة أو أي شرارة كهربائية تؤدي إلى اندلاع الحريق، ونظرا لأن تلك المحلات التجارية أو الصناعية أحيانا تحتوي على مواد خام تساعد على الاشتعال ويكون تدميرها أكثر وأشد، وبهذا ينصح الجميع مواطنين وتجاراً بعدم تخزين الوقود بخطورته على الإنسان والبيئة والمنازل.
شركة النفط في الأمانة تبذل جهودا مضنية لتأمين حاجات المواطن من الوقود، لكن حسب مدير الشركة خالد جرعون فإن هلع الناس جعل ما يحصل الآن، وقد سبق أن البعض يلقون اتهاماتهم على الشركة مع أننا نقدم كل الجهود من أجل خدمة المجتمع، فالمواطن قادر أن يساعد نفسه ويتماشى مع الأزمة بحيث لا يقوم البعض بالمزاحمة للحصول على كميات كبيرة يتم تخزينها وبيعها في السوق السوداء على حساب احتياجات الناس الآخرين، المسألة وعي مجتمعي وجزء من تحمل المسؤولية من المواطنين تجاه أنفسهم، إجراءات الشركة جيدة قمنا بتشديد الرقابة على ملاك المحطات وأنزلنا على المتلاعبين حزمة الإجراءات التأديبية منها عدم وصول الحصة المقررة لهم وغير ذلك من الإجراءات القانونية الأخرى.
وأضاف أن إدارة الشركة قامت بدورها وتتواجد مع باقي الأجهزة المختصة وعقدت عددا من الاجتماعات من أجل الحد من الأزمة بالتعاون مع الأجهزة الأمنية وأمانة العاصمة عن طريق التعاون والاشتراك مع مدراء المديريات وكافة الأطراف وتمت مناقشة إيجاد مولدات كهربائية لكل محطات الوقود المعتمدة في المديريات والرقابة والإشراف المباشر على عدادات المحطات وأخذ الأرقام السرية قبل وبعد التفريغ لمنع حدوث التلاعب وعدم التعبئة إلا بإخلاء.
وأضاف: يتطلب وعي المجتمع في التغلب على الأزمة لأن البعض يقوم بالاعتداء وخلق الإشكالات المتعمدة على موظفي المحطات التابعة للشركة وهنا أيضا يتطلب دور الأجهزة الأمنية في مساعدتنا بحيث يكون العمل جماعياً للحد من الممارسات السلبية التي تؤثر على المجتمع.
وفي ما يتعلق بمسألة التخزين هناك لوائح تتيح لملاك المحطات تصريحاً لممارسة العمل ويمنع التخزين بأي شكل.

تحذيرات
هي العواقب فعلا لممارسة تخزين الوقود في المنازل بحسب نتائج التحقيقات لمسؤولي الدفاع المدني ، العقيد عبدالكريم حميد معياد، وكيل مصلحة الدفاع المدني أكد بأن الحريق الذي حدث في سوق المقالح بسبب تخزين غير قانوني في الدرجة الأولى ومخالفة للقوانين واللوائح المتبعة المنظمة لتجارة الوقود وممارسة التجارة والاحتكار والمغالاة.
الكميات المخزنة تبدو كثيرة بحسب البلاغات والمعلومات المتوفرة لدى الجهات المختصة في أحواش بعض المنازل وعلى السيارات المتنقلة والتحركات مستمرة للضبط.
ويقول معياد: إن مخاطر تخزين البترول شديدة باعتبارها مواد مشتعلة تزهق الأرواح وتتلف المنازل وغيرها من الأضرار وكذلك يصعب على أفراد الدفاع المدني السيطرة على الحوادث بشكل سريع لأنها تحتوي على مواد مشتعلة.
ويهيب بجميع المواطنين الإبلاغ عن مثل هذه الممارسات المخالفة على الرقم 191 بحيث يقوم بأداء مهامه في ضبط الأماكن التي لا يتوفر فيها أدوات الأمن والسلامة ويتم فيها تخزين (البنزين).
الحوادث كثيرة جراء تخزين الوقود أثناء الأزمة التي يعيشها الوطن، فقد رصد الدفاع المدني عددا من الحوادث في عموم محافظات الجمهورية منها حريقان في محافظة إب كان ضحيتهما أكثر من خمسة أشخاص وأكثر من ثلاثين فردا أغلبهم من النساء والأطفال أثناء حفل عرس في منطقة السبل.
الدفاع المدني يقول أيضا إنه رفع التقارير عن هذه الحوادث إلى الجهات العليا في وزارة الداخلية بحيث تقوم بتوجيه أقسام الشرطة ومدراء المناطق بضبط مثل هذه المخالفات التي تهدد حياة المواطنين وسلامتهم.
ويضيف بأن المواطنين لا يتوفر لديهم في المنازل وسائل الأمن والسلامة وعندما يقوم بتخزين مواد مشتعلة فهو الخطر الأكبر، هذا ما نريد أن يعرف ويتنبه الجميع له.
* يومية الثورة

© Yemen Economist 2011

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل