المحتوى الرئيسى

مآ بينْ ظلمةِ السجنِ .. وظلم السجآنْ ..بقلم: ابو الحسن _جنين

07/21 13:29

بينما كانت الأسيرةْ مُنى قعدآنْ جالسة في زاوية من زوايا سجن تلموند ,

وقد كانت العتمة تلف المكان , ويخيم عليها الظلام , وكانت منى تذكر أخيها طارق تارة , وقلبَ أمها المريض تارةً أخرى , تدمعُ عينها وتنزلُ دموعها حرة متناسية مرقدها , تمسحُ دموعها المتساقطة بغزارة , وكأنها عاجزة عن إيقافها ..تحاول إجبار ذاكرتها على استحضار ذكريات جميلة , لكنَ !! الجروح التي لم تندمل ترفضُ ذلكْ , فالألمُ ما زال يسرى في عروقها , كما يسرى الدمُ في شريانها ..

تضع رأسها على وسادتها, آملة بأن تحلم بغدٍ مشرقٍ تسودهُ الحرية التي حرمت منها, والسعادة التي فارقتها منذ دخولها المعتقل , وقد أصبحت حرية مكبلة بسلاسل وسعادة مقيدة بمآ لا تشتهيه أنفسنا ..

تلك الأسيرة التي تعانى بعدها عن أمها المريضة , وهي طريحة السرير ,

ليس هنالك من يعيلها , لذلك كانت منى تعتبر نفسها المسئولة عن أمها , فهي أصغر أبنائها .. ولذلك فإن قلبها متيمٌ إثر ذلك البعاد ..

اه..اه..كم تؤلمني ذلك الكلمات عندما سمعتها من والدتها وهي تردد لن اشفى من مرضي الا بتحرير منى من الاسر .

ولأنها منذُ صِغرها كانت تحافظ على دينها ولمداومتها عليه بإجتهاد مستمر , تم تعيينها مديرة لجمعية البراءه للفتاة المسلمة , بالإضافة إلى أنها أستاذة جامعية ..



تلك الأسيرة البالغة من العمر تسعة وثلاثون عاماً وها هي تمضى ايامها الصعبه خلف قضبان الاحتلال , وقد كانت هذه المرة الرابعة التي تعرضت فيها الأسيرة للإعتقال ..

وقد ذكر أن الأسيرة قد تعرضت للاعتقال من قبل قوات الاحتلال لثلاث مرات سابقة، حيث اعتقلت على حاجز نصب على مفرق دوتان عصر يوم 15/2/1999، وقد تعرضت لتعذيب وحشي لمدة 30 يوماً لانتزاع معلومات عن مطاردين من حركة الجهاد الإسلامي وقد اتهمها الاحتلال بالتعامل مع المجاهدين الفلسطينيين وتقديم المساعدة لهم ، ولم يكن أمامها سبيلاً للخلاص , إلا أن تخوض مرحلة إضراب مفتوح عن الطعام لمدة شهر قبل أن يفرج عنها ليعاد اعتقالها مع شقيقها الشيخ المجاهد طارق قعدان وقد كان ذلك فجر يوم 14/9/ 2004 من بيتها في عرابة ونقلت مباشرة إلى سجن تلموند دون التحقيق معها ثم أصدرت محكمة سالم العسكرية الصهيونية حكما بسجنها لمدة 18 شهرا...

و في الثاني من أغسطس عام 2007 اعتقلت على " حاجز الكونتينر شمالي بيت لحم" أثناء توجهها لمدينة الخليل ..

كما أنه قد عقد قرانها على الأسير إبراهيم اغبارية من أم الفحم , والمحكوم عليه بالسجن المؤبد ثلاث مرات بالإضافة إلى عشرة أعوام وقد تم عقد القران عليهما في داخل المحاكم الإسرائيلية , فقد تعرف عليها عندما التقى بأخيها طارق , وقد طلب يدها منه , مبدياً إعجابه بما سمعه وقرأه عنها في الصحف من ثبات وإضراب عن الطعام في فترة التحقيق , وقد وافقت عليه بعد أن رأت أنه يستحق ذلك وعلى أن تشاركه التضحية من أجل الوطن ..!

وقد تم عقد القران بينهما بعد مثابرة من ابر هيم الذي رفع قضية من خلال جمعية حقوقية، استمرت 8 أشهر للبت فيها'.

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل