المحتوى الرئيسى

كوسوفا المسلمة تنتظر اعتراف مصر الثورة

07/21 08:47

- رئيسة كوسوفا: مصر بحثت عن الحرية ولن تقف ضدنا

- رئيس الحكومة: هناك دول كثيرة سوف تنتظر اعتراف مصر بنا

- نظام مبارك عرقل اعتراف دول المؤتمر الإسلامي بالدولة الوليدة

 

برشتيناـ أحمد سبيع:

طوال أكثر من 72 ساعة قضاها "إخوان أون لاين" في جمهورية كوسوفا المستقلة ضمن وفد إعلامي وسياسي وشعبي هو الأول من نوعه لهذه الدولة التي تبحث عن موضع قدم لها وسط الخريطة الدولية، اكتشف " إخوان أون لاين " أن النظام السابق الذي ترأسه حسني مبارك طوال 30 عاما أهمل كل دوائر الأمن القومي المصري سواء القريبة أو البعيدة لا لسبب إلا لأنه أدمن الاستجابة للضغوط حتي لو كانت من دولة مثل صربيا ملتحفا بدواعي تنازل عنها عندما كشرت الولايات المتحدة ومن خلفها الكيان الصهيوني عن أنيابها كما حدث في جنوب السودان التي انفصلت عن الدولة الأم وكانت مصر أولي المهنئين ليس عندما تم الانفصال منتصف يوليو الجاري وإنما عندما استقبلت مصر جون قرنق باعتباره شريكا في حكم السودان عام 2005.
عندما سألنا المسئولين في كوسوفا عن المبرر الذي قدمته مصر لعدم الاعتراف لم نجد عندهم إجابة محددة فمصر لم ترفض الاستقلال صراحة ولكنها اتخذت موقفا سلبيا منه بل إنها مارست ضغوطا علي دول المؤتمر الإسلامي وقتها حتي لا تعترف بالدولة الوليدة التي ذاقت مر الحرب والمجازر علي يد الصرب، طبقا للسفير رجب بويا سفير كوسوفا في المملكة العربية السعودية والذي ترأس الوفد الرسمي المرافق للوفد المصري.
أما رئيسة كوسوفا عاطفة يحيي أغا عندما سألتها لماذا لم تعترف بكم إلا 7 دول عربية فقط ويضاف إليهم عدة دول إسلامية من إجمالي 77 دولة اعترفت بكم في مقدمتهم الولايات المتحدة قالت إنها دائما تواجه أزمة عند الإجابة علي هذا السؤال والذي يطرح عليها كثيرا من سياسيين واعلامين من مختلف الجنسيات خاصة وأننا دولة أكثر من 90% من سكانها مسلمين وخاضوا حربا دفاعا عن قوميتهم الإسلامية، هذا بالإضافة إلي أن الشعب الكوسوفي يعتز بأنه شعب ينتمي إلي الاسلام، موضحة أنها كانت تنتظر من مصر أن تقف بجانبها ولكن النظام السابق لم يعر لهم أي اهتمام بل إنه مارس ضغوطا حتي لا يتم الاعتراف بهم، ولكن جاءت الثورة وغيرت كثير من القناعات لديهم حول مصر التي تري أنها بحثت عن الحرية ولن تقف ضد شعب حارب وناضل من أجل هذه الحرية.
الرئيسية عاطفة أغا دعت الشعب المصري إلي التعرف علي بلادها ودعم موقفهم في الحصول علي الاستقلال الكامل مؤكدة ان هذا الوفد المصري يعد الأول من نوعه الذي يزور بلادها، مشيرة في الوقت نفسه أن موقف الشعب المصري مع شعب كوسوفا خلال الحرب مع صربيا لا يستطيع أحد أن ينكره فمصر دولة كبيرة ولها مواقف شعبية رائعة.
لماذا مصر
وفيما يتعلق باهتمام الحكومة الكوسوفية بالدور المصري دون غيره من الدول العربية والإسلامية رغم ان هناك اعترافا من دول إسلامية كبري مثل تركيا والسعودية، قالت رئيسة كوسوفا إن مصر دولة كبيرة واعترافها بكوسوفا سوف يدفع العديد من الدول العربية والاسلامية والإفريقية بل والأسيوية إلي الاعتراف بنا وهو ما سوف يساعدنا في تخطي حاجز المائة دولة حتي نستطيع أن نذهب للأمم المتحدة ونحصل علي الاستقلال الكامل.
وحول توقعها للموقف المصري بعد الثورة قالت السيدة عاطفة أنها تابعت مع شعبها أحداث الثورة المصرية التي تراها ثورة راقية من الصعب أن تتكرر في أي بلد آخر، وهي تثق في أن مصر من خلال تلاحم شعبها تستطيع أن تحل مشاكلها للوصول إلي طريق ديمقراطي يتم تعميمه علي المنطقة كلها، موضحة ان الشعب الكوسوفي تربطه بمصر علاقات قوية وجذور مشتركة وأنهم دائما يفتخرون بأن جدهم محمد علي باشا هو مؤسس مصر الحديثة، وأن هناك عائلات ألبانية كثيرة عاشت واستقرت في مصر عبر عشرات السنوات، وهو ما جعل الشعب المصري قريبا من حيث العاطفة الي الشعب الكوسوفي، مضيفة أن هذه الأسباب مجتمعة تجعلهم يثقون في أن مصر بعد الثورة سوف تساند حقنا في الاستقلال، لأنه في هذه الحالة سيكون لها صوتا مسلما داخل الاتحاد الأوربي الذي أصبح الانضمام إليه مسألة وقت، مثمنة في الوقت نفسه موقف مصر الأخير بدعم بلادها في الحصول علي عضوية البنك الدولي.
ودعت السيدة عاطفة المستثمرون العرب والمسلمون إلي زيارة بلادها والاطلاع علي الامكانيات المتاحة عندهم لكي يتسني لهم إقامة مشروعات واستثمارات في كوسوفا التي أكدت أنها تتمتع بثروات عديدة منها المعادن مثل النحاس والفوسفات والزنك إضافة إلي الاستثمار الزراعي الذي تمتاز به بلادها.
دعوة مفتوحة
ولأن كوسوفا تتبع النظام البرلماني الذي يجعل من رئيس الوزراء الذي يمثل الأغلبية صاحب الكلمة المسموعة في البلاد فإن هاشم اتاشي رئيس الوزراء كان محددا عندما أكد أنه ينتظر الدعم المصري لاستقلال بلاده بشكل كامل، موضحا في لقاءه مع الوفد المصري أن كوسوفا تهتم بتقوية العلاقات مع مصر رسميا وشعبيا، ملفتا إلي أن كثير من أبناء الشعب الكوسوفي تعلموا اللغة العربية في الأزهر الشريف وهم الآن يمارسون درهم في نقل ما تعلموه إلي الشعب الكوسوفي.
أتاشي الذي يرأس الحكومة للمرة الثالثة قال بأنه يتمني أن يفتتح قريبا سفارة لبلاده في القاهرة وأن يري العلم المصري يرفرف علي سفارة مصر بكوسوفا، وأن نستقبل المستثمرين والمثقفين المصريين لكي يطلعوا علي ما تحويه بلادهم من إمكانيات.
واضاف أتاشي ان شعب كوسوفا عاني كثيرا في ظل الحكم الصربي وأن استقلالهم طبقا لقرار محكمة العدل الدولية بلاهاي ليس ضد أحد، ولذلك فإن بلاده تنتظر أن تتخذ مصر خطوة الاعتراف لأن هناك دولا كثيرة سوف تحذو حذوها.
وفي سؤال لـ " إخوان أون لاين " عن سعي كوسوفا للانضمام إلي الاتحاد الأوربي وحلف الأطلسي بشكل كبير بينما خطواتها نحو العالم الاسلامي أضعف كثيرا قال أتاشي أن كوسوفا دولة تقع في أوربا ونحن مهتمون ان ندخل ضمن المنظومة الأوربية وهذا لا يعني أننا لا نهتم بالعمق الإسلامي.
وفيما يتعلق بالانتماء الكوسوفي للقومية الألبانية المسلمة قال أتاشي إن هناك تعايش بين القومية والدين ونحن عبر القرون تعايشنا مع بعضنا البعض كمسلمين ألبان وصرب ومسيحيين بمختلف الطوائف كما كان لدينا يهود، ولعل هذا كان سبب قوتنا، بل إننا عندما كنا نحارب الصرب لم نكن نحارب الشعب وإنما نحارب النظام الصربي حتي نحصل علي الاستقلال وهذا حقنا، مشيرا إلي أن نائب رئيس الوزراء في كوسوفا صربي ولديهم وزيران صربيان في الحكومة وهناك نواب صربيون في البرلمان أيضا وهو دليل علي التعايش في بلادنا.
حول كوسوفا
تعد كوسوفا بوابة هامة لأوربا وهي تتمتع بالحكم الذاتي بعد حرب شرسة مع صربيا انتهت بقرار المحكمة الدولية بلاهاي في حق كوسوفا في الاستقلال، ويحدها من الجنوب الشرقي مقدونيا ومن الشمال الشرقي صربيا بينما يحدها من الشمال الغربي السنجق والجبل الأسود ومن الجنوب ألبانيا
ويبلغ عدد سكان كوسوفا مليونين وثلاثمائة ألف نسمة وتبلغ مساحتها 10,577 كم2 ونسبة المسلمين فيها 93% ذات الأصل الألباني. وتعد مدينة برشتينا العاصمة أكبر المدن الكوسوفية، وقد أختار الشعب الكوسوفي نظام الحكم البرلماني كنظام سياسي له خلال الفترة الانتقالية.
وقد اعترف باستقلالها 77 دولة منهم 7 دول عربية هم السعودية والامارات العربية والبحرين وقطر والصومال وموريتانيا وجيبوتي.
الوفد المصري
رأس الوفد الشعبي والإعلامي السفير محمد رفاعة الطهطاوي مساعد وزير الخارجية السابق والمستشار الاعلامي سابقا لشيخ الأزهر وشارك في الوفد الزملاء عادل صبري رئيس تحرير بوابة الوفد الإلكترونية ود. هشام جعفر رئيس تحرير موقع أون إسلام ومحمود سلطان رئيس تحرير جريدة المصريون وإسماعيل الفخراني مدير تحرير جريدة الأهرام  والزملاء عامر تمام من الأخبار وأحمد إمبابي من روزاليوسف، وكان في صحبة الوفد من الجانب الكوسوفي الدكتور بكر إسماعيل ممثل كوسوفا في القاهرة والسفير رجب بويا سفير كوسوفا في المملكة العربية السعودية.

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل