المحتوى الرئيسى

الأمم المتحدة : المجاعة تضرب منطقتين جنوب الصومال

07/20 09:39

نيويورك: اعلنت منظمة الأمم المتحدة الاربعاء ان منطقتين في جنوب الصومال "مناطق مجاعة" ، فيما طالبت الولايات المتحدة من المتمردين الصوماليين السماح بعمل المنظمات الإنسانية بدون عراقيل.

وتعليقا على مدى تدهور الأوضاع في الصومال، قال أحد المسؤولين العاملين في إحدى المؤسسات الخيرية الغربية: "سوف يكون ذلك الإعلان بمثابة الصدمة الكهربائية التي تثير اهتماما عالميا، وتقرع أجراس الإنذار للمتبرعين بضرورة الحاجة إلى مزيد من المساعدات وللمتمردين لكي يأخذوا معاناة السكان على محمل الجد".

واضاف المسؤول، الذي طلب عدم الكشف عن اسمه، قائلا: "سوف يمكننا هكذا إعلان من إبلاغ أولئك الذين يقولون لنا إنكم تصدرون إنذارات كاذبة وخادعة: فلتتنبهوا إلى هذا الأمر ياسادة، فالوضع يسوء ويتفاقم بشكل سريع".

وكشف مسؤول آخر أنه من المتوقع أن يعلن مارك بودين، منسق الأمم المتحدة للشئون الإنسانية في الصومال، القرار الأربعاء في نيروبي بناء على معلومات جديدة من وحدة تحليلات الأمن الغذائي والتغذية الخاصة بالصومال.

يُشار إلى أن بودن كان قد قال قبل أيام إن أزمة الغذاء في الصومال "تقترب من حد المجاعة، وأن الأشهر القليلة المقبلة ستكون بمنتهى الخطورة".

كما وصفت الأمم المتحدة حالة الجفاف التي تعاني منها منطقة القرن الأفريقي بأنها "حالة طوارئ وأدنى بمستوى واحد من المجاعة"، مستشهدة بمستويات سيئة للغاية لسوء التغذية بين أطفال صوماليين وصلوا إلى مخيمات في كينيا وإثيوبيا.

وأشارت المنظمة الدولية إلى أن ما يزيد على 10 ملايين شخص في القرن الأفريقي، بينهم 2.85 مليون في الصومال، قد تضرروا وهم يحتاجون لمساعدات طارئة، إذ يعاني طفل من بين كل ثلاثة أطفال في تلك المنطقة من سوء التغذية.

من جانبه، قال صندوق الأمم المتحدة للطفولة (اليونيسيف) إن المجاعة تعرف بأنها زيادة معدل الوفيات على شخصين بين كل عشرة آلاف نسمة يوميا، ومعدلات وفيات تزيد على 30 في المئة بين الأطفال الذين تقل أعمارهم عن خمس سنوات في أنحاء المنطقة بكاملها.

وقالت "اليونيسيف" إن 500 ألف طفل على الأقل عرضة للموت في منطقة القرن الإفريقي، حيث فاقم ارتفاع أسعار الغذاء وسنوات الجفاف حاجة الكثير من الأسر الفقيرة.

وكانت المفوضية العليا لشؤون اللاجئين التابعة للأمم المتحدة قد قالت الثلاثاء إنها تسعى للحصول على مزيد من الضمانات الأمنية من المتمردين المسلحين في الصومال، من أجل توصيل كميات أكبر من المساعدات ومنع تحول مزيد من الصوماليين إلى وضعية "لاجئين".

من جانبها، قالت اللجنة الدولية للصليب الأحمر الأسبوع الماضي إن طفلا من بين كل عشرة أطفال معرض لخطر الجوع حتى الموت في مناطق من الصومال.

وأضافت وكالة المساعدات المستقلة، وهي واحدة من عدد محدود للغاية من وكالات المساعدات التي يسمح لها بالوصول إلى المناطق الأشد تضررا في الصومال، أن زهاء 11 في المائة من الأطفال دون سن الـ خمس سنوات في منطقتي باي وشابل السفلى يعانون الآن من سوء تغذية حاد، رغم أن تلك المنطقتين كانتا تُعتبران من "سلال الغذاء" الهامة في المنطقة.

والمفارقة أن النازحين، الذين طالما عانوا من الجفاف ونقص الغذاء في الصومال، باتوا يعانون الآن من هطول الأمطار الغزيرة وبشكل متواصل منذ عدة أيام إثر لجوئهم إلى مخيمات النازحين قرب العاصمة مقديشيو.

ويعتقد أن موجة الجفاف الحالية هي الأسوأ في منطقة القرن الإفريقي منذ ستين عاماً.

ومن جانبها ، طلبت الولايات المتحدة من المتمردين الصوماليين السماح بعمل المنظمات الإنسانية بدون عراقيل، مؤكدة أن حركة الشباب الإسلامية المرتبطة بتنظيم القاعدة تشكل واحدا من الأسباب الكبرى للمجاعة التي تضرب البلاد.

وكان الإسلاميون الصوماليون اجبروا المنظمات الأجنبية على الرحيل منذ سنتين بعدما اتهموا العاملين فيها بأنهم جواسيس غربيين.

وقال جوني كارسن مساعد وزيرة الخارجية الأميركية للشؤون الإفريقية للصحفيين الثلاثاء ان "تحركات الشباب ساهمت بوضوح في جعل الوضع أكثر صعوبة.

وأصدرت منظمة العفو الدولية الأربعاء تقريرا لها بعنوان "خط النار" يفيد بإن اطفال الصومال يواجهون انتهاكات حقوق إنسان لا حصر لها وكذلك تجنيدهم في الجيش بشكل غير قانوني،ومضايقة الجماعات الاسلامية لهم .

وذكر التقرير انه بسبب الحروب الاهلية الذى تتواصل منذ انهيار الحكومة المركزية عام 1991 يتعرض اطفال الصومال لليتم مبكرا مما يجعلهم يعولون أنفسهم بأنفسهم مخلفا ذلك تدهور النظامان التعليمى والصحى.

وأضاف بنديكت جوديريو، الباحث في الشئون الصومالية بالمنظمة ومعد التقرير إن المجتمع الدولي، بما في ذلك المانحون،خصص مبلغا كبيرا من الموارد المالية والسياسية لمكافحة جرائم القرصنة قبالة ساحل الصومال.

وعلى جانب أخر قال جوديريو لوكالة "الأنباء الألمانية" انه لم يتم فعل شيء للتعامل مع المسئولية عن جرائم الحرب التي لا تزال ترتكب في الصومال وتؤثر على ملايين الأطفال.

وجاء فى التقرير إن الحكومة الاتحادية الانتقالية المدعومة دوليا، وميليشيا حركة الشباب الإسلامية وحتى قوة السلام التابعة للاتحاد الأفريقي في البلاد،جميعهم متورطون في انتهاك حقوق الأطفال.

وطالب التقرير بتشكيل لجنة تحقيق دولية تختص بالنظر في تلك الانتهاكات،فيما حث القوى العالمية على العمل لحماية أطفال الصومال.

وتُعد الصومال، التي تعاني من آثار عشرين عاماً من الحرب الأهلية، أكثر دول القرن الإفريقي تأثراً بموجة الجفاف.

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل