المحتوى الرئيسى

إسرائيل ومثلث القوة المقبل .. ( أمريكا – تركيا – إيران ) بقلم:جمال أبو لاشين

07/20 00:44

إسرائيل ومثلث القوة المقبل .. ( أمريكا – تركيا – إيران )

بقلم / جمال أبو لاشين

مدير الدراسات بالمركز القومي

في شهر يوليو . 2010 كتب أستاذ العلاقات الولية في ( جامعة بوسطن مقالا كبيرا لمجلة ( أميركان بروسبكت ) وقد قرأت ترجمة للمقال حيث يتحدث عن تركيا وإيران والولايات المتحدة الأمريكية كحلف تحت اسم ( مثلث القوة المقبل ) , ويرى الكاتب أن التحالفات الأمريكية منذ الحرب الباردة وحتى العام 2010 اعتمدت على السعودية وإسرائيل إلا أن تلك التحالفات لم ترسي الاستقرار في الشرق الأوسط ولا عززت مصالح الأمريكان في العالمين العربي والإسلامي .

ويرى الكاتب أن تركيا وإيران مرشحتين كبديل إقليمي لما لهما من أهمية وتأثير في العالم الإسلامي و لتقاطع مصالحهما مع واشنطن . فتركيا أكثر الدول المرحب بدبلوماسييها من طهران لدمشق للقاهرة لموسكو لواشنطن كما أنه بلد يحترم من حركة حماس , وحزب الله , وطالبان وفي نفس الوقت يقيم علاقات جيدة مع الحكومات الإسرائيلية واللبنانية والأفغانية .

فتركيا أصبحت سياستها ليس فقط ( صفر مشاكل مع الجيران ) بل ( صفر مشاكل بين الجيران)

والرئيس الفلسطيني محمود عباس ( أبو مازن ) يقول " إن تركيا تعتبر نموذجا على طريق الديمقراطية " .

وبخصوص إيران فالكاتب يرى أن بعض من ذوي النفوذ الأمريكيين لا زالوا محاصرين بغضبهم على إيران نتيجة أزمة الرهائن الأمريكيين ( 1979 – 1981 ) ، وبسبب جهود إيران بالتسبب بمشاكل كثيرة لأمريكا خصوصا أن أمريكا باحتلالها العراق ، وأفغانستان عزلت نظامين كانا يعدان أكبر أعداء إيران أي النظام البعثى في العراق ونظام طالبان في أفغانستان ويعتبر الكاتب أن هذا جهل سياسي أخطأت فيه أمريكا مطالبا بالتصالح مع إيران لتحجيم روسيا وتدخلها في الشرق الأوسط وهو أمر تحرص عليه الولايات المتحدة .

ويعلق الكاتب على أن إيران ببرنامجها التسلحي ستدفع قوى أخرى للحصول على السلاح النووي كمصر، والسعودية، وتركيا وهذا يجب إن تجد إيران له حلا إذا ما أرادت الاتفاق مع أمريكا ، ويتكلم عن أن رغم عدائية إيران فشعبها بغالبيته محب للأمريكان وهذه ثروة إستراتيجية لأمريكا ويكمل أنه من غير المعقول ضمن النظام الحالي الموجود في إيران أن تقام علاقة شراكة . كما يطالب الأمريكان في نفس الوقت بأن لا يصعبوا هذه الشراكة عند توفر الظروف المناسبة هذا "ملخص مختصر لتقرير من تسعة صفحات " .

ونحن بدورنا نتساءل ما الذي دفع هذا الأستاذ الجامعي للخروج بمثل هذه النتيجة والولايات المتحدة على الدوام تتماهى مع المواقف الإسرائيلية وتتبناها على حساب العرب , ألم يكن الجدير بها أن كانت جادة في مساعيها نحو علاقات سليمة مع العالم العربي أن تحل القضية الفلسطينية حيث تتراكم القرارات الدولية المطالبة بالحقوق الفلسطينية في أروقة الأمم المتحدة إن هذا هو المدخل الأنسب لمد الجسور مع العالم العربي والإسلامي لا تفتيته وتقسيمه , ولماذا يضع الكاتب السعودية وإسرائيل في ميزان واحد وإسرائيل هي أساس المشكلة والموقف الذي يتخذه العالم الإسلامي ومنهم السعودية من الأمريكان ليس كرها بها بقدر ما هو الإحساس بالظلم .

بعد أن انتهت الحرب العالمية الثانية خرجت الولايات المتحدة والاتحاد السوفيتي كأكبر قوتين في العالم وحتى انتهاء الحرب الباردة عام 1995 أي بفاصل 45 عاما تقريبا من ساند إسرائيل في طغيانها وجبروتها ،ومن أيدها ودعمها في كل حروبها العسكرية ، ومن وقف في الأمم المتحدة يدافع عنها بلا مبرر أخلاقي ومنذ الحرب الباردة إلى يومنا هذا لا تزال إسرائيل تعيش غطرسة القوة بدعم ومباركة أمريكية كان الأجدر بالكاتب أن لا يتحدث عن مثلث قوة تركيا – إيران – أمريكا فالحقيقة أن الولايات المتحدة تورطت باحتلالها العراق وأفغانستان , وتعاني من أزمة مالية حادة انعكست على أوروبا أيضا , فتركيا الصاعدة اقتصاديا وإقليميا وإيران ذات النفوذ القوى في العراق هما الضامنان لخروج الجيش الأمريكي من العراق في معادلة ما بعد خروج الاحتلال الأمريكي منها . فتركيا التي عارضت بشدة غزو العراق عام 2003 وجدت نفسها 2007 تتدخل عسكريا ضد أكراد شمال العراق , وبتلك الخطوات سمحت لنفسها بأن تكون طرفا في الصراع الدائر في العراق وهذا قد يساعد الأمريكان حال انسحابهم من العراق , وفي هذا الدور صعود للقوة التركية بما يعنيه العراق لها كجزء حيوي وما يمثله استقرار العراق من أمن جيواستراتيجى لتركيا, وما يعنيه للأمريكان من الحليف الوثيق تركيا ليس فقط في ملف العراق فحسب بل وملف الشرق الأوسط ككل .

والملاحظ أن تركيا بعد أن تعبت من موضوع دخول الاتحاد الأوروبي وجدت في نهج النمو الاقتصادي والتأثير الإقليمي الناجح حتى الآن تعويضا عن دخولها الاتحاد الأوروبي , وان حصل ودخلته ستدخله ليس كدولة تركيا فحسب بل كقوة إقليمية يحسب حسابها .

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل