المحتوى الرئيسى

أنظمة مساعدة جديدة من نوعها تتولى التفكير وتوجيه السيارة

07/19 13:12

19/7/2011

أنظمة مساعدة جديدة من نوعها تتولى التفكير وتوجيه السيارة
أنظمة مساعدة جديدة من نوعها تتولى التفكير وتوجيه السيارة

يُشكل اجتياز مناطق العمل بالطريق توتراً عصبياً محضاً لغالبية قائدي السيارات؛ إذ تقترب سيارات الركاب والشاحنات في هذه المواضع الضيقة من بعضها البعض بشكل خطير. ويتعين على قائد السيارة أن يضع في حسبانه طوال الوقت احتمالية أن تنحرف السيارة التي تسير في الحارة المجاورة باتجاهه فجأة أو أن يضغط قائد السيارة التي تسير أمامه على دواسة المكابح دون سابق إنذار. وفي مثل هذه المواقف يتمنى كثير من قائدي السيارات أن يكون بجوارهم مُساعد يتولى زمام القيادة إلى أن يتم اجتياز هذا الجزء المحفوف بالمخاطر من الطريق. وتزود شركة كونتينينتال سيارة أبحاث بهذا المساعد؛ حيث يضطلع نظام المساعدة الإلكتروني بمهمة المناورة بشكل مستقل ليمر بالسيارة عبر أي ثقب إبرة.

ويُعد «أخصائي مناطق العمل في الطرق» واحداً من سبعة أنظمة تمثل ثمار المشروع البحثي للقيادة الأوتوماتيكية الفائقة HAVEit المدعوم من قبل الاتحاد الأوروبي، وبذلك تحول الخيال العلمي في مجالي الصناعة والعلم إلى حقيقة. ويؤكد راينر هوغر، منسق المشروع، قائلاً :”لم يتمثل هدف المشروع في تقديم أفكار غير واقعية، وإنما أفكار يمكن تطبيقها على أرض الواقع وطرحها على الطرقات في المستقبل القريب”. وفي المجمل، يتألف الأسطول التابع لمشروع HAVEit من أربع سيارات ركاب – كلها سيارات فولكس فاغن Passat مُحسنة – وشاحنتين وحافلة من فولفو.



ومن خلال السيارات الاختبارية التي انطلقت على مضمار الاختبار Hällered بالقرب من مدينة بوروس السويدية، قدم القائمون على مشروع الاتحاد الأوروبي صورة عن إمكانيات أنظمة السلامة والمساعدة المستقبلية.



وأوضحت شركة كونتينينتال أن نظام المساعدة على اجتياز مناطق العمل يستفيد من الكاميرات والمستشعرات وأجهزة الرادار والحواسب التي باتت تدخل ضمن التجهيزات القياسية للسيارات بالفعل أو التي باتت قاب قوسين أو أدنى من دخول مرحلة الإنتاج القياسي. ويتم تنسيق العمل بين هذه العناصر بحيث تتمكن من قراءة علامات الطريق المُربكة غالباً والمتناقضة في بعض الأحيان في مناطق العمل وتفسيرها بشكل صحيح. وبالإضافة إلى ذلك، تكفل هذه العناصر أثناء القيادة الأوتوماتيكية وجود مسافة أمان كافية بين السيارة والمركبة التي تسير أمامها وتنتبه لتحول دون تخطي المركبات الأخرى من الجهة اليمنى سهواً. وإذا أحدق بالسيارة خطر تصادم، يقوم النظام بإجراء كبح اضطراري.



كما قام المركز الألماني للطيران والفضاء (DLR) بدعم السيارة الاختبارية FasCar II بنظام مساعدة قد يكون عملياً ذات يوم؛ حيث يتولى هذا النظام مهمة تخطي المركبات الأخرى. وعن كيفية عمل هذا النظام أوضحت بيرغيت باتبيرغ من مركز (DLR) أنه من خلال نبضة توجيه صغيرة يعطي قائد السيارة للنظام إشارة برغبته في تخطي المركبات التي تسير أمامه، وتتولى السيارة بقية المهمة؛ حيث تتأكد مما إذا كان الموقف المروري والمسافة يسمحان بتخطي المركبات على نحو آمن أم لا، وبعد ذلك تخرج من حارة سيرها ولا تدخلها مجدداً إلا إذا رغب قائد السيارة في العودة إليها. وعن هذا النظام والأنظمة الثلاثة الأخرى المركبة بسيارات الركاب ذات وظائف القيادة الأوتوماتيكية التابعة للمشروع، تقول باتبيرغ :”لا تزال المسؤولية تقع على عاتق قائد السيارة”.



ويستطيع قائد السيارة أن يحدد بنفسه في كل الأوقات المهام التي يرغب في إسنادها للسيارة في مواقف معينة. وإذا أسند السائق مهام زيادة السرعة والكبح والتوجيه لسيارته، فإن هذا لا يعني أن بإمكانه أن يستلقي مسترخياً داخل سيارته؛ حيث تقوم كاميرا بمراقبته. فإذا بدى عليه أنه مشتت الذهن، فسوف تطلب منه السيارة إيقاف عمل وضع القيادة الأوتوماتيكية ومواصلة القيادة بنفسه.



وطورت شركة فولفو حافلة اختبارية ترغب من خلالها في تحسين معدلات استهلاك الوقود في النقل العام. وتظل الحافلة الهجينة التي تحمل اسم «Active Green Driving» في اتصال دائم مع قائدها، وتدربه على طريقة قيادة كاشفة للطريق وفعالة؛ فإذا ضغط قائد الحافلة مثلاً على دواسة الوقود بقوة دون داعٍ، فسيشعر بمقاومة في دواسة الوقود الفعالة. وبفضل المستشعرات والخرائط الرقمية وبيانات النظام العالمي لتحديد الموقع (GPS) تتعرف الحافلة على النطاق المحيط بها بمنتهى الدقة.



ولا تقتصر فائدة هذه المعلومات على تحليل أسلوب القيادة، وإنما تعمل في الوقت نفسه على تحسين التحكم في المحرك. وقال أخيم بويتنر من شركة فولفو :”منظومة الدفع الهجينة المكونة من محركي ديزل وكهربائي بمفردها تتيح في الحافلات توفير الوقود بنسبة تصل إلى 30 %. وبفضل تقنية Active Green Driving يمكن توفير 6 إلى 8 % بشكل إضافي”.



وتم تزويد الشاحنتين اللتين يضمهما أسطول المشروع بأنظمة مبتكرة لتحسين السلامة وسبل الراحة أثناء القيادة؛ ففي الشاحنة «Brake-by-Wire» يتم نقل نبض الكبح من الدواسة إلى المكابح عبر وصلات كهربائية. وبعد ذلك تعمل محركات مؤازرة على إبطاء الشاحنة على نحو مثالي. وأوضحت الشركة المنتجة Haldex، أن المكابح الكهروميكانيكية يمكنها تقليل مسافة الفرملة مع استهلاك طاقة أقل بنسبة تصل إلى 15 % مقارنة بالنظام الهيدروليكي. أما الشاحنة الثانية في الأسطول فتعتبر مثالية تماماً لحالة المرور التي يكثر فيها التوقف والسير.



ويؤمن منسق المشروع راينر هوغر بأن تقنية الروبوت تعود بالفائدة على كل من الإنسان والطبيعة، قائلاً :”يخف العبء عن قائد السيارة، وفي الوقت نفسه يتم توجيهه على الطريق بشكل أكثر فعالية وحفاظاً على البيئة”.

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل