المحتوى الرئيسى

اتحاد «قراقوش»

07/19 12:30

عبد العزيز الغيامة

كان البيان خاويا لا شيء فيه غير التهديد والوعيد.. هل من الممكن أن يصدر بيان كهذا في هذا الألفية الجديدة.. إنه زمن غريب.. إنه قانون «قراقوش» لا قانون فيفا أو الكأس، أو حتى قانون لجنة الانضباط السعودية.

ماذا يحدث في اتحاد الكرة؟ هل يعقل هكذا فجأة تتحول لغة الحوار إلى صراخ تحت غطاء اسمه القانون.. يحذر النادي من الحديث، على الرغم من أنه لا يمتلك السلطة على هذا النادي، في ظل أن المحاكمة دولية لا محلية؟

تذهب إلى الانضباط فتجد قراراتها مذيلة بتوقيع شخص واحد، وحينما تمعن النظر في توقيعات لجنة الاستئناف تجد ذات الاسم والحال ذاته في بيانات اللجنة القانونية ولجنة فض المنازعات.

هو مقرر و«.....» رئيس.. وكل الجماهير يتساءلون ألا يوجد محام غيره ليساعده في مهامه؟

يحضر اجتماعات مجلس الإدارة على الرغم من أنه ليس عضوا.. يشارك في كل القرارات.. يصدر كل البيانات.. وحينما يطلب الخروج تلفزيونيا يريد هو أن يضع الأسئلة قبل أن يجيب عنها.

يقول في أطروحاته منذ أن دخل عبر اتحاد الكرة السعودي إن الإعلام الرياضي تجاوز كل الحدود.. إنه يغذي في الشباب عدم احترام القوانين.

رسخ في أذهان الكثيرين أنه هو من سيصلح كل شيء.. الغالبية لا يفهمون في القانون، وهو وحده من سيعمل على إصلاح ذلك.

أبو راشد وبارباع وكل محامي الأندية لا يفهمون، هو وحده الذي يعرف وغيره «يهرف».

أسأل نفسي ربما يكون هو كل شيء.. هو رئيس كل شيء من اللجنة القانونية، إلى الاستئناف، إلى لجنة فض المنازعات، وربما يأتي يوم ونغير الاتحاد السعودي لكرة القدم إلى «اتحاده» لكرة القدم!!

هل يعقل أن يكون الإعلام الرياضي هو من يبحث عن الإثارة؟ حينما يطالب هذا الإعلام اتحاد الكرة بترك الظن والشكوك، والاستناد إلى مواد قانونية ونظام واضح وصريح، هل كان وقتها يبحث عن الإثارة السلبية؟!

حينما يكتب النقاد، ومعهم في ذلك رؤساء الأندية، مطالبين بضرورة أن يختاروا «هم» محامي الأندية، فيقوم «هو»، ومعه في ذلك هيئة دوري المحترفين، بتحديد من يريدون من المحامين، ثم تفشل الفكرة بشكل كامل من خلال عدم التجديد لغالبية هؤلاء المتعاقد معهم.. هل كان الإعلام يبحث عن الإثارة أم كان منطقيا في طلباته؟ الإعلام الرياضي يريد أن يكون للأندية رأي، لا أن توضع أمامها الخيارات ثم يقال لها «اختاري من تريدين من هؤلاء»!!

الإعلام الرياضي هو أول من طالب بعدم تدخل المسؤولين الكبار في اتحاد الكرة في مسؤوليات اللجان وقراراتها، لا «أنت».

الإعلام الرياضي هو من أضاء قناديل الفكر والتنوير للأندية.. فتح لها أبواب الاستثمار من خلال ما يطرحه من قضايا وتحقيقات؛ ليبادر اتحاد الكرة ورعاية الشباب بتبني هذه الأفكار، والأمثلة كثيرة ولا حصر لها!!

لا أحد ينكر سلبية جزء من الدخلاء على الإعلام الرياضي، لكن غالبه تنويري، تثقيفي.. يكتب لمصلحة الوطن ورياضته ولعبته الأشهر؛ كرة القدم!!

في كل وسائل الإعلام الرياضية في العالم هناك انتقادات لاذعة للفيفا وللاتحادات القارية والوطنية.. لم نسمع قانونيا يجرد هؤلاء من المهنية. لقد «فكر، ثم فكر، ثم فكر»، فخرج ببيان لا يليق باتحاد عريق وكبير ومحترم، مثل اتحاد الكرة السعودي.. يا للأسى!!

* نقلاً عن "الشرق الأوسط" اللندنية

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل