المحتوى الرئيسى

أوراق خاصة

07/18 23:30

شنطة رمضان‏!‏

هذا مشهد كئيب وغير إنساني بالمرة, مشهد مئات المصريين والمصريات وهم يتدافعون قتالا للحصول علي شنطة رمضان من عربات القوات المسلحة التي توزعها علي أهالي بعض القري.. وإذا كانت القوات المسلحة تريد أن تعلن أنها مع الفقراء وأنها تعمل علي تخفيف معاناتهم, فهذا صحيح ونعرفه من تاريخ مسطور في كل الأزمات الكبري منذ ثورة أحمد عرابي ضد الخديو توفيق, ومن مشروعات مدنية حديثة تبيع سلعها للمواطنين بأسعار مخفضة, ومن تذاكر دخول نوادي الجيش لكل المواطنين بأقل سعر من أي مكان خاص أو عام في مصر, وأتصور أن القوات المسلحة ليست في حاجة إلي سيارات نقل تنزل إلي القري توزع هذه الشنط علي المحتاجين مباشرة بالطابور, والناس تقف بالساعات تنتظر وصولها, ثم يتدافعون عليها كما لو أنهم في سباق حياة أو موت, فيسقط الضعيف وتصاب العجائز مغشيا عليهم من شدة الحر.

أتصور أن معاملة الناس بطريقة كريمة أهم مليون مرة من شنطة رمضان, والطريقة الكريمة تعني أن تصل الشنط إلي الناس دون أن تراق كرامتهم علي الطريق..ويمكن ابتكار ألف وسيلة ووسيلة لتوزيع زالمكرمةس علي الناس بشكل أحسن من الشكل الحالي. مثلا أن تتولي توزيع هذه الشنط الرمضانية لجان من القري تحت إشراف القوات المسلحة لضمان عدم التلاعب,, بأن تمر عربات تريسكل صغيرة علي البيوت الممنوحة لها وتسلمها للأهالي.

وبالقطع لا أنكر أن جزءا كبيرا من أهل مصر يكرهون النظام أو لا يعترفون به أو يتمردون عليه أو يخرقونه ولا يلتزمون به, ولم يتعودوا علي ز الشغل الجماعيس في أي شئ يخصهم.. وهذه أكبر جرائم النظام القديم في حق المصريين جميعا..وهذا موضوع آخر.

لكن الناس معذورة إلي حد ما, فالفقر خبيث يذل الأعناق ويسفه العقل ويشعل المشاعر, فلا يري المرء إلا حقه أولا في الحصول علي ما يريد, وليذهب الآخرون إلي الجحيم, نراها في الشارع والشاطئ والطريق العام وأي طابور خدمي..الخ.

وإلي أن يتخفف الناس من سيئات النظام القديم, ويعاد تشكيل سلوكياتهم, علي القائمين بالسلطة أن يصونوا كرامة الناس وهم يساعدونهم.

وشكرا.

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل