المحتوى الرئيسى

مي سكاف عندما "تندس بقلم:رشيد شاهين

07/18 19:56

مي سكاف عندما "تندس"

رشيد شاهين

كما العديد من الفنانين والمثقفين السوريين، لم تتوان الفنانة مي سكاف عن تصديق ما روجه النظام الحاكم في دمشق، فيما يتعلق بموضوع الإصلاحات والتوجه تدريجيا نحو دولة الانفتاح والتمدن والتعددية الحزبية والديمقراطية وحقوق الإنسان. فهي صدقت وزملائها من فنانين ومثقفين ما أشاعه النظام في هذا الصدد، هذا على افتراض حسن النية.

لكن ومع افتراض سوء النية ، فلقد أرادت الفنانة سكاف ومن معها من مثقفين وفنانين، بخروجهم بمظاهرة في العاصمة السورية، وعلى رؤوس الأشهاد ووسائل الإعلام والناس كافة، إنما أرادوا أن يفضحوا النظام ويضعوه أمام حقيقته البشعة، ومن انه نظام لا إصلاحي ولا ديمقراطي، وان لا توجهات لديه للقيام بأي من الوعود التي أطلقها، ومن هنا فقد قامت مشكورة بمعية زملائها، بالدعوة إلى تلك المظاهرة، التي شاهد العالم كيف تم قمعها والاعتداء عليها، واعتقال من اعتقل وضرب من ضرب، وهدر كرامات من أهدرت كراماتهم.

مي سكاف التي أمضت مع زملاء وزميلات لها، عدة أيام فيما قالت إنها أقبية لا تعرف عنها شيئا ولا أين تكون، كانت عينة لأبناء العشب السوري وما يتعرضون له من صنوف الاضطهاد والظلم والقمع التي واظب نظام العصابة الحاكمة في سوريا على انتهاجها منذ اغتصبت عائلة أسد السلطة في سوريا الشقيقة.

الشهادة التي أدلت بها بكل شجاعة عن الكيفية وعن المعاملة التي لا تليق ببشر، وعن الضرب والمعاملة الوحشية والمهينة،،،، كانت كافية للرد على كل من يحاول أن يسوق نظام العصابة في دمشق على انه نظام ممانع ومقاوم، وان من يعارضونه انما هم من المندسين والإرهابيين والقتلة والمأجورين.

ما جرى للفنانة سكاف ومن معها كفيل بان يدحض كل مقولات شبيحة الثقافة والإعلام الذين يدفعهم النظام للحديث ومخاطبة الرأي العام السوري والعربي والدولي.

وما جرى لسكاف وغيرها انما كان سقطة للنظام لم يدرك تداعياتها على الكثير ممن صدقوا لوهلة "تعتبر طويلة" مقولات النظام عن المندسين، وكان حري بالنظام أن يترك سكاف ومن معها بالاستمرار بمظاهرتهم، والتعبير عما في خاطرهم، لان في ذلك أفضل دعاية مجانية للنظام، حيث كان بإمكانه أن يقوم بتصوير الواقعة من ألفها إلى يائها، والتباهي بها وبالديمقراطية المزعومة، لكن وحيث ان الطبع يغلب التطبع، فلم يكن بإمكان جلاوزة النظام إلا ممارسة نهجهم الطبيعي.

حالة الرعب التي عاشتها سكاف ومن معها بعد إخراجها من السجن بأمر من المحكمة، وهي محاصرة بشبيحة النظام، هؤلاء الشبيحة الذين لا يعترف احد من مطبلي النظام بوجودهم، كانوا بالمرصاد لسكاف إلى الدرجة التي أوصلتها إلى تحميل النظام والحكومة المسؤولية عما قد يحدث لها، هؤلاء الشبيحة دليل آخر على ان لا نظام في سوريا وان ما يجري انما هو اقرب إلى نظام الإقطاعية وليس الدولة، كما انه دليل على مدى البطش الذي يمكن ان تتم ممارسته من قبل نظام العصابة.

الحقيقة ان مي سكاف كانت محظوظة كونها فنانة معروفة، وإلا لكان مصيرها كمصير المئات وربما الآلاف من أبناء سوريا والعرب الذي قضوا في سراديب العصابات الأمنية.

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل