المحتوى الرئيسى

ذكرياتي ...مع الف باء بقلم:محمد صالح ياسين الجبوري

07/18 18:32

ذكرياتي ...مع الف باء بقلم:-محمد صالح ياسين الجبوري


كانت مجلة الف باء نافذتي التي اطلع من خلالها على العالم , فهي المحطة الاولى من اهتماماتي في الصحافة , وهي مجلة ثقافية ادبية جامعة تمتاز بشعبيتها ومحبة الناس لها ,وتعد افضل مجلة في ذلك الزمان .

وتعني كلمة (الف باء) (العراق بلدي).

وكنا نرى مشاهد جلوس الناس في المقاهي وهم يقرأون الصحف اليومية اثناء تناولهم الشاي والقهوة , او يطالعونها اثناء عودتهم من العمل في حافلات النقل بعد قضاء يوم عمل شاق , او نراهم يحملون الصحف وهم يتجولون في الاسواق العامة. هذه المشاهد لم نعد نراها اليوم لانها اصبحت مشاهد تراثية من الماضي.

وهي المجلة التي تنفذ من المكتبات حال وصولها, وكنت حريصأ على حصول نسختي منها, عند ما كان شارع النجفي عامرأ بالمكتبات التي تحتوي على الصحف والمجلات المحلية والعربية .

وخير وسيلة لضمان وصول المجلة هي الاشتراك السنوي بواسطة حوالة بريدية بقيمة الاشتراك ترسل الى ادارة المجلة.

وبقيت مشتركأ في المجلة عدة سنوات, وفي أحدالايام توقف وصول المجلة لأكثر من شهر ,فبعثت برسالة الى ادارة المجلة اخبرهم بذلك , وقد وصلتني رزمة بريدية تحتوي على جميع الاعداد التي لم تصلني مع رسالة فيها نسخة من كتاب موجه الى بريد بغداد المركزي وبريد الموصل يؤكد على ضورة وصول المجلة الى المشترك.

كانت (الف باء) مدرسة صحفية , كتب على صفحاتها كوكبة من الادباء والصحفيين,منهم من انتقل الى رحمة الله , ومنهم ما لازال علي قيد الحياة والجنة والمغفرة للراحليين , والصحة والسلامة للباقيين .

نتذكر من هذه الكوكبة حسن العلوي, عبد الجبار الشطب , جواد الحطاب , عبد المطلب محمود, فردوس العبادي,سلام الشماع, عادل الهاشمي, يوسف نمر ذياب ,سالمة صالح , امين جياد, عيسى حسن الياسري , كاظم المقدادي,محمد السبعاوي , سعد البزاز,امير الحلو, عكاب سالم الطاهر , قاسم السماوي,رشيد الرماحي,هاديا حيدر,محمد الرديني,محسن الموسوي,ماجد احمد العزي ,موسى كريدي,خالد علي مصطفى,خزعل الماجدي,كامل الشرقي, رافع احمد,صادق الازدي,جلال الدين الحنفي,نرمين المفتي,ضرغام هاشم, عبد الوهاب محمد الجبوري, هاشم حسن, اديب كمال الدين ,داود الفرحان, شامل عبد القادر .

ومعذرة لمن لم يرد اسمه في القائمة .

هل توجد الان في العراق مجلة تحظى بشعبية الف باء؟

صحيح ان الحياة تغيرت وتطورت بفضل التقدم العلمي لكن تبقى الاشياء التراثية والتاريخية لها قيمة , وتبقى في الذاكرة رغم مرور السنيين.

نحن بحاجة الى اعادة تقييم الواقع الثقافي والصحفي وطرح المشاكل والمعوقات واعداد دراسات تحليلة , وحل جميع المشاكل بطرق صحيحة وسليمة. ذكريات الطفولة والشباب جميلة وخاصة عندما تكون البدايات سليمة , وكانت القراءة هي الغذاء الروحي الذي تعودنا عليه . وكذلك متابعة البرامج الاذاعية والاشتراك فيها , كل هذه الامور زادت من ثقافتي وهي سلاح قوي, ساعدتني في الكتابة , والثقافة تجعل الانسان اكثر قوة واقتدارأ , وهي تجارة رابحة قد تفيدك في يوم ما., وكما قالوا ( القرش الابيض ينفع في اليوم الاسود) . على الرغم ان معظم المثقفيين هم من الفقراء ومن الطبقات المسحوقة ماديا , ولكنهم اغنياء في المباديء , وقد وصفتهم في احدى مقالاتي ( يموت المثقفون على بساط الفقر ).دعوتنا للمثقفين ان يمدوا جسور التعاون والتسامح ونبذ التفرقة , واقامة علاقات متوازنة مبنية على التفاهم واحترام الرأي والرا ي الاخر.

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل