أقوال وأمثال 47(مع حكماء الشعراء) بقلم:ياسين السعدي

هدير الضمير

أقوال وأمثال - 47!!

(مع حكماء الشعراء)

ياسين السعدي

قال حافظ إبراهيم في قصيدته (العمرية)، يصف رأس السلطة:

رأي الجماعة لا تشقى البلاد به ***** إن الحكومة تغري مُسْتَبِدّيها

رأيُ الجماعةِ لا تشقى البلادُ به ***** رغمَ الخلافِ، ورأيُ الفردِ يُشقيها

وقال يخاطب عمر؛ مشيراً إلى حادثة رسول قيصر؛ عندما وجده نائما في ظل شجرة في ظاهر المدينة دون حراسة:

أَمِنْتَ، لما أقمتَ العدلَ بينهمُ ***** فنمتَ نومَ قريرِ العينِ هانيها!

قال الأديب والشاعر الفلسطيني المرحوم، أمين شنار، يصف دولة الإسلام والمسلمين:

وشََّيدوا دولةً ساسوا سياستَها ***** بِشِرعةِ الدينِ، لا جاروا ولا غَدَروا

كانت ثورة الزُّنْج، أو الزُّط، بضم الزاي، كما في بعض المصادر، في البصرة، في عهد المأمون من أسوأ الثورات عند العرب، واستمر التمرد؛ حتى قضى المعتصم عليهم وشتتهم، بعد أن عاثوا في البلاد، وأحدثوا فيها الفساد، وحرقوا البصرة ونهبوها، فقال ابن الرومي في ذلك؛ يبكيها ويرثيها:

أيُّ نوم من بعد ما انْتَ ***** هَكَ الزِّنْجْ محارمَ الإسلامِ

لَهْفَ نفسي عليكِ أيتها البص ***** رةُ لَهْفاً كمثلِ لَهْبِ الضِّرامِ

بينما أهلها بأحسنِ حالٍ ***** إذ رماهمْ عبيدهمْ باصطلامِ

كمْ أخٍ قد رأى أخاهُ صريعاً ***** تَرِبَ الخدِّ، بين صرعى كرامِ

كم فتاةٍ مصونةٍ قد سَبوها ***** بارزاً وجهُها، بغيرِ لِثامِ

وقال عمرو بن عبد الملك الوراق يرثي بغداد عندما اجتاحها المغول:

من ذا أصابكِ يا بَغْدادُ بالعَيْنِ ***** ألم تكوني زماناً قُرَّةَ العَيْنِ

ألم يكن فيكِ قومٌ كان قربُهمُ ***** وكان مسكَنُهم زَيْناً مِن الزَّيْنِ؟

صاحَ الغُرابُ بهم بالبَيْن فافترقوا ***** ماذا لَقِيتِ بهمْ من لَوْعةِ البَيْنِ؟

أَسْتَوْدِعُ اللهَ قوماً ما ذكرتُهُمُ ***** إلا تحدَّرَ ماءُ الدَّمْعِ من عيني؟

كانوا فَفرَّقهُمْ دهرٌ وصدَّعَهُمْ ***** والدهرُ يَصْدَعُ ما بين الفَرِيقَيْنِ

وصف الشاعر القروي؛ رشيد سليم الخوري، سلوك أهل البطر، أصدق وصف، وعبر عن حالهم أدق تعبير، فقال:

ووالله لم يبلغ عدوٌ من امرئ ***** كما بلغ امرؤٌ من نفسه حين يبطر

قال الشاعر أبو الحسن محمد بن لنكك البصري، من معاصري المتنبي، يشكو الزمان ويذم دهره الذي ساد فيه (العلوج):

قضى الأمراءُ وانقرضوا وبادوا ***** وخلَّفني الزمانُ إلى عـلـوجِ

وقالوا: قد لزمتَ البيتَ جداً ***** فقلتُ: لفقدِ فائدةِ الخروجِ

زمانٌ عزَّ فيه الجودُ حتى ***** كأنَّ الجودَ في أعلى البروجِ

وهو صاحب البيت المشهور:

نُعيبُ زماننا والعيبُ فينا ***** وليس لدهرنا عيبٌ سوانا !!

قال الشاعر المهجري، إلياس فرحات:

فذا الكون جامعةُ الجامعات ***** وذا الدهرُ أستاذُها المعتبرْ

قال الشاعر والدبلوماسي السعودي الراحل، غازي القصيبي؛ يخاطب شهيد الطفولة الفلسطينية، محمد الدرة، وساخراً من الاجتماعات وبياناتها الختامية:

يا فدا ناظريكَ كلُّ اجتماعٍ ***** ليس فيه سوى خضوعٍ يُجَدّدْ

يا فدا ناظريكَ كلُّ بيانٍ ***** بمعاني هواننا يَتوقدْ!

قال زهير بن أبو سلمى:

وما من يد إلا يد الله فوقها ***** وما من ظالمٍ إلا سَيُبْلي بأظلمِ

قال الشاعر الفلسطيني الكبير، عبد الكريم الكرمي، أبو سلمى:

وطَيْفُ الدارِ خَلْفَ دموعِ عيني ***** ودون عِناقِه بيدٌ وبيدُ

أمدُّ يدي لألمسَه فينأى ***** قريباً كنتُ، لكني بعيدُ.

وقال الشاعر رفعت الصليبي يصف حال اللاجئ الفلسطيني:

ترى عيني مرابَعَها ***** ولا تسعى لها قدمي

قال الشاعر الفلسطيني، محمد ذياب المسكي (أبو سمير):

إنّ الحياةَ وإن طالتْ لنا حيناً ***** يزفُّها أجلٌ لا بدَّ آتينا

الناسُ تَضحكُ والأيّامُ ساخرةٌ ***** منهم، وهـم عن صُروف الدهر لاهونا

قال أحمد مطر في الجزء الخامس من ديوانه (لافتات)، يسخر من ادعاء الأنظمة العربية حول حرية التعبير والديموقراطية:

قال لزوجه: اسكتي