المحتوى الرئيسى

قلقون على مصر بقلم إبراهيم ابوالنجا

07/18 19:15

قلقون على مصر

17-7-2011

بقلم إبراهيم ابوالنجا



منذ اندلاع ثورة الخامس والعشرين من يناير على الأراضي المصرية والمصريون يتابعون بشغف أنواع وأشكال التغيير الذي لطالما انتظروه .

هناك من كان يشكو من الانخرام الأمني الذي عانوا منه ، في ظل تغول الأجهزة الأمنية وعلى وجه الخصوص أمن الدولة .

هناك من عانى كثيرا من التعقيدات التي تواجهه في إنجاز معاملاته لأنه يصطدم بمن .يقف عائقا دون تحقيق ذلك إلا برشوة تثقل كاهله إضافة إلى أنها تدخله في باب الحرام

هناك من انتظروا تسليمهم بيوتا بديلة لتلك التي سقطت على رؤوسهم نتيجة الغش في عملية البناء ، وآخرون انتزعت ملكيتهم لحقولهم ،لأنها أعطيت لمستثمرين بأسعار خيالية لم تدخل جيوب أصحابها الحقيقيين ولكنهم وعدوا بالتعويض فانضموا إلى قوافل أصحاب المظالم .

ولم يبق أمام هؤلاء جميعا إلا العيش على هامش الحياة في ما سمي بالعشوائيات على أطراف الأحياء الراقية الممنوع عليهم مجرد الاقتراب منها لأن أشكالهم ومناظرهم تشمئز منها نفوس هؤلاء المترفين وهم الذين ألصقت بهم صفة البلطجية والسطو والإخلال بالأمن .

ضمت جدران الزنازين والسجون والمعتقلات :البلطجية والفاسدين ورجالات العهد السابق وفي انتظار الهاربين ليلحقوا بهم .

المحاكم منعقدة وتأخذ قرارات جزائية ولكنها غير كافية في نظر البعض ويطعن فيها ليعاد النظر فيها من جديد أمام محاكم أكثر صرامة ونزاهة حسب ما نقل بالإضافة إلى أنها بطيئة ويشوبها التلكؤ والتواطؤ .

ميدان التحرير فيه تؤخذ القرارات وترسم السياسات المتمثلة في إصدار التعليمات المحددة لشكل الحكومة ونوعها ، وقد يصل الأمر إلى طول الوزير ووزنه ولون بشرته وما على رئيس الوزراء إلا أن يمتثل وإلا فسيجد نفسه خارج الذاكرة .

المتتبع لوسائل الإعلام المصرية يعيش في تيه ما بعده تيه : بعضها يطالب رؤساء تحريرها إصدار أحكام إعدام تصدر من محاكم خاصة ، وبعضها تصدر قوائم بكل من له علاقة بالنظام السابق ، وأخرى قد تطالب بمحاكمة أي شخص جمعته صورة أو لقاء مع أي ممن يعرف أو كان يعرف موظفا ولو كان صغيرا في العهد السابق .

فضائية تستضيف رجالات يقدمون كمتمردين سابقين ومواقفهم يعتد بها ، وواجهوا الظلم والاهانات وتغولات النظام وهي عمليات تسويق لهم ، وحقيقة الأمر عكس ذلك ، وكنا نعرف مواقفهم السابقة في المؤتمرات المحلية والدولية وكذلك الندوات ، وكانوا محامين جيدين للنظام السابق .

فضائية أخرى تستضيف خبراء البترول والغاز وقانونيين أفذاذا حول كيف صيغة الاتفاقيات مع إسرائيل والتي حرمت الشعب المصري من ثلاثة مليارات دولارا من سعر الغاز المباع إلى إسرائيل " اتفاقية إذعان وإذلال " .

إذاعة تنقل صورة صوتية لرجل يحاول أن يتكلم بلغة صحيحة وفصيحة متناولا الدفاع عن الإنسان وحقوقه والديمقراطية، ورائحة الدولارات الأمريكية تخرج من فمه ، وهو ممن امتطوا صهوة ميدان التحرير .

إذاعة أخرى تتحدث عن التهديد بإغلاق قناة السويس وتعطيل الملاحة العالمية إذا لم تلب طلبات ميدان التحرير .

أما وكالة الأنباء المصرية وهي مصدر المعلومات للوكالات الأخرى فحدث ولا حرج : فهي تزف البشرى الرابعة لحرق خزانات الغاز في العريش ومناطق في سيناء ، وهو الغاز المصدر للأردن وإسرائيل وعلى أيدي مجهولين .

رسالة تصدر عن بعض الجهات الأمنية بعدد السيارات المسروقة وغير المعروف وجهتها ، وعمليات مداهمة مواقع الأجهزة الأمنية وقتل من فيها .

المجال لا يتسع لسرد مجموعة الكوارث والمؤامرات التي تترصد مصر .

كل ذلك وغيره ورئيس الوزراء مازال فيه بقية من العهد السابق ومهدد وجوده ويمكن المطالبة بإقالته في أي لحظة .

بقيت الجهة التي تراهن عليها الجهات كافة : المجلس الأعلى للقوات المسلحة .

فتارة يوجه لهم ميدان التحرير الشكر وأخرى يعتبرهم العهد السابق كله ولا بد من التخلص منهم ، وأخرى لا استغناء عنهم لأنهم مطلوبون في المرحلة الحالية لحماية الوضع القائم في ميدان التحرير ، دون أن تصدر عنهم أي عبارة يشتم منها أنها قاسية أو ناقدة لسلوك من لا يقرأ أوضاع مصر قراءة حقيقية ومسئولة .

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل