المحتوى الرئيسى

البورصجى الفلكى!

07/17 17:02

لم يعد بالبورصة الكثير من الدماء لتنزفها فى صورة شاشات حمراء وتراجعات حادة فى أسعار الأسهم. نلاحظ ذلك فى انخفاض متوسط حجم وقيمة التداولات اليومية. نستنبط ذلك أيضاً من انفصال حركة المؤشرات عن كثير من الأحداث الهامة والخطيرة المحيطة بالسوق.

لا عجب إذن أن يخرج بعض المستثمرين بمظاهرات أمام مبنى البورصة يطالبون فيها بإعادة أموالهم التى خسروها بسبب هبوط أسعار أسهمهم! أو أن يدّعى بعض شباب التحرير فى سذاجة فطرية بالغة أن البورصة تشهد عمليات تداول أموال فى المساء!. كل هذا التخبّط محصلة طبيعية لضعف مستوى النقد والتحليل المتخصص فى مجال الاقتصاد، وتحديداً فى مجال سوق المال. كذلك الحال فى كل منتجات العلم والفن والأدب، فإذا ما تراجع مستوى النقد فى فرع منها تداعى له سائر الفرع بالإسفاف والتردّى.  والحق أقول لكم إنه ليعز علىّ وصف كثير مما يتردد على شاشات الفضائيات بالتحليل، فهو أقرب إلى التنجيم وقراءة الطالع وعلم الأبراج. لا أستبعد إذن أن يطل علينا محلل مزعوم ليفسّر تراجع السوق فى إحدى جلسات التداول بالعكوسات، أو بأن كوكب زحل يقع فى أقرب نقطة من مدار كوكب عطارد..أو غير ذلك من خرافات.

استجابة مؤشرات السوق للأحداث لا تشذ من حيث الاتجاه وحسب، بل من حيث القوة أيضا، بما يدل على جفاف السوق من السيولة إلى حد بعيد. هب أن حجم التداول فى البورصة مازال يسجّل ما يزيد عن مليارى جنيه يومياً، كما كان يفعل فى الماضى القريب، هل كانت صدمة مثل أخبار إعلان العصيان المدنى، وقرب استقالة أو تغيير الحكومة، ومحاولات وقف الملاحة فى قناة السويس، هل كانت كل تلك الأخبار الصادمة لتؤدى إلى تراجع المؤشر الرئيس بنحو 3% فقط؟! بالطبع لا، وبينما يرى البعض أن هذا مؤشر إيجابى على الاستقرار والثقة، ويرى البعض الآخر أن الناس قد اعتادوا الأخبار الصادمة منذ قيام الثورة، فإن التحليل الأكثر واقعية يخبرنا بأن السوق قد انفصلت إلى حد بعيد عن المعلومات، بما يؤشّر على خضوع التعاملات فى البورصة لحركة الأموال الساخنة والمضاربات الحادة، وهو ما يفسّر زيادة حدة التقلبات فى الأجل القصير، وتحديداً فى التعاملات اليومية والأسبوعية.

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل