المحتوى الرئيسى

وجهة نظر | أهداف سياسية بأقدام الرياضة

07/17 00:04

الرياضة عامة وكرة القدم بشكل خاص تعد أهم لغة تجمع كل شعوب الأرض، فليس هناك حاجة إلى مترجمين كما تبدو القوانين واضحة والشاشة واحدة ويمكن لجميع سكان العالم معرفة ما يجري على أرض الملعب.

هذه الميزة العالمية استطاعت الكثير من دول العالم استثمارها سياسيا لتحقيق ما تعجز عنه العلاقات الدبلوماسية، فالرياضة تتوجه إلى الشعب مباشرة وببساطة مما يشكل لدى السياسيين سهولة في الوصول إلى جمهورهم بدل الخطابات واللقاءات السياسية.

منذ بداية تاريخ الرياضة وكانت ترتبط بالأوضاع السياسية القائمة، وكأس العالم هو أهم محطة يمكن التوقف عندها للتحليل كيف تدخل السياسة في هذا العالم الكروي.

ففي عام 1934 ( إيطاليا ) عمل الزعيم الايطالي بينيتو موسيليني مؤسس الحزب الفاشي على أن تستضيف بلاده هذه البطولة للاستفادة منها لنشر أفكاره الفاشية حيث كان يطلق على لاعبين المنتخب الايطالي "جنود القضية الوطنية" ...

بين عامي 1939 –  1945 توقفت بطولة كأس العالم بسبب الحرب العالمية الثانية وبعد توقف هذه الحرب توجهت معظم الدول الأوروبية إلى القيام بمشاريع تجمع هذه الشعوب بعد التقاتل فيما بينها فكانت الرياضة هي أهم مشروع يجمع هذه الدول، وكانت القيادة المميزة لفرنسا وألمانيا باعتبارهما قوتين رئيسيتين وكان من نتائج هذا العمل إنشاء الاتحاد الأوروبي لكرة القدم سنة 1954...

1966 في انكلترا حقق الانكليز لقبهم الوحيد فقال وزير الاقتصاد روبرت كروسمان : "هذا النصر سيخفف الضغوط على الجنيه الاسترليني ويحد من عمليات المتاجرة ضده".. أما رئيس الوزراء هارولد ويلسون قال "لم تكن انجلترا ستفوز بكأس العالم لو بقيت في ظل حكومة العمال"

عام 1969 الذي يحمل الشاهد الأبرز لهذا التداخل حيث خاض الهندوراس والسلفادور مباراة فاصلة للتأهل إلى نهائيات كأس العالم 1970 (  فازت بهذه المباراة السلفادور، وقد استغلت الهندوراس الانشغال الشعبي بالاحتفالات فقامت بشن هجمات لتصفية مشكل حدودي بين البلدين كان من نتائجه 2000 قتيل.

1982 في اسبانيا كان استغلال العدو الإسرائيلي انشغال العرب بتصفيات كأس العالم فقامت بتنفيذ مجزرته بحق الفلسطينيين في مخيمي صبرا وشاتيلا في لبنان

عام 2002 في كوريا الجنوبية واليابان التي تعد أهم مرحلة في الكرة الأسيوية كونها المرة الأولى التي تستضيف فيها نهائيات كأس العالم منذ انطلاقها، وكانت اليابان الاسم الذي أراد أن يؤكد حضوره على الساحة الدولية في كافة المجالات الاقتصادية والسياسية والرياضية وهذا بالتأكيد كان من نتيجة سياسة كروية مهمة جداً ساهمت في رفع مستوى الكرة اليابانية.

السياسة تدخل في كل شيء والرياضة جزء من هذا الكل، ليس من الخطأ دخولها حين تكون ضمن حدود كرة القدم في التقارب بين الشعوب ولكن حين تتخطى المسموح وتدخل في استغلالها لأهداف سياسية ضيقة عندها يجب رفع البطاقة الحمراء قبل أن يتم تحويل الملاعب إلى مجرد ساحة لتصفية الحسابات.


أهم أخبار مصر

Comments

عاجل