المحتوى الرئيسى

رسالة المرور بالجرامفون

07/16 18:02


إن اتباع تعاليم المرور كانت دائماً وأبداً من أهم الأمور التى تسهل عمل رجال المرور وتساعدهم فى أداء واجبهم ولذا كان من الضرورى أن تصل رسالة المرور ليس فقط لمنفذيها من ضباط وعساكر المرور ولكن أيضاً لمن تنطبق عليهم وهم أفراد الشعب ومن هنا ظهرت أهمية الإعلان عن تلك القواعد والارشادات بصورة عملية تؤدى فى النهاية إلى توصيل الرسالة بصورة صحيحة إلى أفراد الشعب.

ومع ضعف وسائل الاتصال بين الأفراد ومن يقوم بإصدار تعليمات المرور فى أوائل القرن العشرين حيث كان الإعلان فى ذلك الوقت يقتصر على الصحف والمذياع ولم يكن هناك التليفزيون والإنترنت وغيرهما من وسائل الاعلان المنتشرة حالياً.

ظهرت فكرة جميلة قام بتطبيقها رجال المرور لتوصيل رسالتهم إلى الناس وهى النزول إلى الشارع بسيارات الشرطة وتم تركيب مكبر صوت عليها واستخدم الجرامفون لإذاعة أسطوانات تحتوى على هذه الإرشادات ولكن بصورة غير مباشرة عن طريق قصه تروى حكايات عن الأخطار التى قد يتعرض لها الأفراد لعدم التزامهم بتعاليم المرور مما جعل الناس تلتف عليهم وتستجيب لهم وتعال عزيزى القارئ لنقرأ القصة كما نشرت فى مجلة "المصور" الصادرة فى 21/7/1939
آلو .. آلو .. هنا حاجات كويسة

دروس في "المرور" تلقيها محافظة العاصمة على سكان الأحياء الفقيرة

في عام واحد تغيرت أنظمة المرور في القاهرة تغيراً تاماً وتقدمت تقدماً سريعاً جداً فوسعت الشوارع واستعدلت العلامات الكهربائية ، وحددت مسالك المارة بالخطوط البيضاء ، ووضعت اللوحات التي تنبه المارة والسائقين إلى ما يجب أن يصنعوه فهنا لوحة تأمر بعدم دخول السيارات إلا من جانب واحد ، وهناك أخرى تنبه إلى السير ببطء ، وحرم استعمال الكلاكسون بعد نصف الليل ، إلى غير ذلك.

وقد أبلغ قلم المرور أوامره ونصائحه إلى أهل القاهرة بمختلف الوسائل ، ومنها إظهار هذه النصائح على الشاشة البيضاء في جميع دور السينما بالعربية والإنجليزية والفرنسية .. ولكنه رأى أن أكثر من نصف أهل القاهرة على الأقل لا يقرأون ولا يدخلون السينما ، وهم سكان الأحياء المزدحمة الفقيرة ، ومعظم ضحايا المرور من هؤلاء خصوصاً الصبية الذين يتعلقون بالترام ويهبطون منه أثناء سيره وتم تخصيص سيارة من سيارات المحافظة للطواف بهذه الأحياء وتقديم النصائح لأهلها بطريقة مغرية.

وتحتوي سيارة المرور على مكبر للصوت وفونوغراف وأسطوانات سجلت عليها النصائح في قالب قصصي يعين الصبية على استماعه ، ويقوم بالمهمة ضابط من ضباط  المرور غير سائق السيارة ... فإما أن يلقي نصائحه من بوق بداخل السيارة فيذيعها المكبر المثبت على سطحها وإما أن يدير الأسطوانة فيذاع بالطريقة نفسها.

ولا يكاد صبية الأحياء الشعبية يسمعون صوت المكبر حتى يسرعوا إلى السيارة فيحيطوا بها ، وينصتوا إلى القصص التي تذاع منها باهتمام شديد .. وهي تلقى باللغة العامية ، وبطريقة طبيعية لا تكلف فيها ، كي تلفت الأسماع.

وقد ركب مندوبا "المصور" هذه السيارة في الأسبوع الماضي مع ضابطها ، واخترقت بهم حي القلعة حيث أدت مهمتها هناك .. ثم ذهبنا إلى حي السيدة زينب ، فحي المذابيح فحي عابدين ... فتجلى نجاح هذه الفكرة العالية التي يرجع الفضل في تحقيقها إلى فيشر باتريك بنت وكيل الحكمدار ....

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل