المحتوى الرئيسى

محمد صدقى الشيخ يكتب: البطون الجائعة أولى من السياسة الحاكمة

07/15 08:24

يخطئ كثير ممن يسمون بالنخبة فى مقالاتهم وأحاديثهم الإعلامية عندما يركز كل تحليلاته واهتماماته فى مسألة السياسة والدستور " رغم أهميتهما "، متناسيا القاعدة الأساسية لأى نظام سياسى ناجح فى العالم ألا وهى " الاقتصاد "، متجاهلا تلك الأغلبية الصامتة المطحونة من شعب مصر العمال والصنايعية والفلاحين، فلا ينكر منصف أن هؤلاء المطحونين هم السواد الأعظم من هذا الشعب لا يشغلهم أن يكون الدستور أولا أم لا ولا يشغلهم النظام الرئاسى أو البرلمانى، إنما كل الذى يشغلهم فى تلك الفترة العصيبة هو لقمة العيش يكافحون من اجلها ينحتون الصخور لتوفيرها يتصببون عرقا املاً فى توفيرها يبتهلون بالدعاء راجين دوامها.

فهذه الأغلبية تمر الآن بمرحلة قاسية الإنتاج شبه متوقف فى المناطق الصناعية التى حولها مبارك وأعوانه إلى مقابر صناعية ورجال الأعمال متكاسلون تجاه وطنهم وكأنهم نسوا أو تناسوا فضل هذا البلد عليهم جميعا فهى التى جعلت منهم أسيادا يتحكمون فى موارد العباد فى ظل نظام أثرى بفساده غالبية هؤلاء .

يجب أن تفطن هذه " النخبة" من المفكرين والإعلاميين اننا أمام مأزق حقيقى تواجهه هذه الأغلبية المطحونة وحدها، قد تؤدى إلى كارثة حقيقية إذا استمر توقف الإنتاج بهذا الشكل ستلجأ هذه الأغلبية لممارسة كل ما يوفر لها معيشتها بعد انقطاع سبل رزقها ربما تكثر جرائم السرقة للبنوك والمصانع والمصالح الحكومية وكذلك تجارة المخدرات وكل ما يدر ربحا سريعا ربما تتجه للبلطجة وغيرها من الجرائم المترتبة على ما سبق وساعتها سنندم كثيرا ونتحول الى نماذج دول الضياع كما فى الصومال وغيرها من الدول الأفريقية وعندئذ لن ينقذنا ساعتها من هذا المستنقع تلك النخبة الملتفتة فقط للدستور والسياسة متناسية تماما الجانب الاقتصادى رغم ان السياسة مترتبة عليه فى الأساس فكلما تحسن الوضع الاقتصادى تحسن تعليم المواطنين ومدى تفكيرهم وحينئذ سنخرج من عنق الزجاجة بجيل ناجح ومجلس شعب ناجح ودستور انسانى ناجح وليعلم الجميع أنه من المستحيل فى تلك الفترة الدقيقة ان نحقق ديمقراطية بنسبة 100% مهما تكلم المتكلمون وتفلسف المتفلسفون نظرا لكل الظروف المحيطة بهذا الشعب ولكن الديمقراطية وسيادة الشعب ستأتى بالتدرج عندما تجد هذه الأغلبية عملاً كريما يناسبها باجر كريم يؤدى الى عيشة كريمة تسمح له بقدر من التثقف والمشاهدة المتأنية لمتغيرات الأمور من حوله ساعتها تكون الأغلبية قرارها من رأسها وليس محاباة لأحد او مجاملة لأحد .

لذلك فإنى أسترجع تلك المقولة الخالدة " لن تكون كلمتنا من رأسنا حتى تكون لقمتنا من فأسنا ".

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل