المعارضة في ليبيا تقول إن مقاتليها استعادوا السيطرة على قرية القوالش

قالت قوات المعارضة الليبية الأربعاء إنها استعادت السيطرة على قرية القوالش جنوبي العاصمة طرابلس كانت سيطرت عليها في وقت سابق من اليوم القوات الموالية للزعيم الليبي معمر القذافي.

وتأتي استعادة قرية القوالش التي تبعد نحو 100 كيلومتر عن طرابلس في نهاية يوم شهد اشتباكات عنيفة بين المتمردين وقوات القذافي خلفت مقتل 5 من المتمردين وجرح 15 آخرين، حسب مصادر قوات المعارضة ومصادر طبية.

وقال الناطق باسم المعارضة عبد الرحمن الزنتاني إن قوات المعارضة أجبرت قوات القذافي على العودة إلى الأماكن التي كانت ترابط فيها قبل سيطرتها الأربعاء على قرية القوالش.

وقال جندي من قوات القذافي وقع في أسر قوات المعارضة إن القوات الموالية للقذافي تحشد صفوفها في مواقع قريبة تمهيدا لشن هجمات جديدة عليها، حسب فريق وكالة رويترز الموجود في بلدة الزنتان.

وشارك مئات من المعارضين في الهجوم المضاد لاستعادة القوالش مستخدمين شاحنات صغيرة.

وترغب قوات المعارضة في استخدام قرية القوالش كمحطة لشن هجمات بهدف السيطرة على بلدة الغريان القريبة والتي تتحكم في الطريق الرئيسية التي تقود إلى طرابلس.

وكانت القوات الموالية للقذافي شنت هجوما مباغتا على مواقع قوات المعارضة قرب بلدة القوالش.

وافاد مراسلنا عبد الرحيم الفارسي الذي كان في القوالش ان قوات القذافي هاجمت الموقع المتقدم لقوات المعارضة في القوالش واجبرت عناصر الموقع على الانسحاب من البلدة.

وكانت مصادر قوات المعارضة تتحدث عن اعتزام قوات المعارضة التقدم باتجاه بلدة غريان التي تسيطر على طريق رئيسي يتجه الى العاصمة.

ونقلت وكالة رويتروز عن احد الثوار الذين انسحبوا من الموقع انهم اضطروا الى الانسحاب من البلدة بعد نفاذ ذخيرتهم فيما نقلت عن مقاتل اخر ان قوات القذافي دخلت من شرقي البلدة وانها وصلت الى طرفها الغربي.

يأتي ذلك وسط حديث عن الاتصالات بين مبعوثين للقذافي ومسؤولين من دول حلف شمال الاطلسي للتوصل الى مخرج سياسي للازمة في ليبيا.

واعربت الخارجية الامريكية عن شكوكها بهذه الاتصالات وقالت المحدثة باسم الخارجية الامريكية فيكتوريا نولاند ان بلادها على علم بأن هناك الكثير من الناس الذين يزعمون الحديث باسم القذافي على اتصال بدول غربية مختلفة.

وقالت نولاند ان الرسائل متضاربة وليس هناك اتصال واضح بأن القذافي مستعد لان يدرك بأن الوقت قد حان كي يرحل .

وجاءت تصريحات نولاند بعد قول مسؤولين فرنسيين بأن مبعوثين من القذافي أشاروا الى أن الزعيم الليبي مستعد للتنحي وأن هناك حلا سياسيا بدأ يتبلور بشأن هذا البلد.

وقلل مسؤولون أمريكيون باستمرار من شأن تقارير عن اتصالات بين مقربين من القذافي والتحالف الذي يقوده حلف الاطلسي لخلعه وقالوا ان انهاء النزاع ممكن فقط بالتزام واضح من جانب القذافي بوقف العنف والتنحي عن السلطة.

وقالت نولاند ان الولايات المتحدة مازالت ملتزمة بانجاز التفويض الممنوح بموجب قرار مجلس الامن التابع للامم المتحدة رقم 1973 الصادر في مارس/ اذار باستخدام القوة العسكرية لحماية المدنيين الليبيين.

واضافت الى أن نتأكد من تنفيذ بنود القرار 1973 وأن (القذافي) أدرك ان الوقت حان للتنحي لن يكون هناك حل.

وكانت فرنسا قالت في وقت سابق مساء الثلاثاء إن لديها إتصالات مع مبعوثين من الزعيم الليبي أكدوا أن العقيد معمر القذافي مستعد للرحيل .

وأكد وزير الخارجية الفرنسي الان جوبيه لمحطة إذاعية فرنسية أن النظام الليبي يبعث رسائل في كل اتجاه، إلى تركيا، إلى نيويورك، إلى باريس يعرضون فيها مناقشة رحيل القذافي عن السلطة.

واضاف نستقبل مبعوثين يقولون لنا (القذافي مستعد للرحيل، دعونا نناقش هذا الأمر) .

لكنه أضاف أن هذه الاتصالات لم تصل إلى مرحلة المفاوضات، ولم يكشف عن هوية اولئك المبعوثين.

من جانبه قال بيرنارد فاليرو المتحدث باسم وزارة الخارجية الفرنسية هؤلاء مبعوثون يقولون إنهم قدموا باسم القذافي، الشىء المهم أننا نرسل لهم نفس الرسائل ونبقى على اتصال وثيق مع حلفائنا بهذا الشأن .

وكان رئيس الوزراء الفرنسي فرانسوا فيون قال في وقت سابق الثلاثاء إنه بدأ يرى بوادر على قرب التوصل الى حل سياسي للازمة في ليبيا، مشيرا إلى أن التدخل السياسي بات ضرورة ملحة في الوقت الراهن ولا يمكن الاستغناء عنه.

وأضاف امام لجنة برلمانية أصبح الحل السياسي لا غنى عنه أكثر من أي وقت مضى وبدأ يتبلور .

من جهة اخرى اعلن مسؤولون يوم الاربعاء ان بلجيكا ولوكسمبورج وهولندا اعترفت بالمجلس الوطني الانتقالي المعارض الليبي في بنغازي كممثل شرعي لليبيين.