المحتوى الرئيسى

باروسو: الثورة المصرية لم تنته بعد لأن التغيير يأخذ وقتا

07/14 15:44

قال رئيس مفوضية الاتحاد الأوروبى خوسيه مانويل باروسو، إن الأولويات التى سيركز عليها الاتحاد فى التعامل مع مصر، تتمثل فى الانتقال الديمقراطى وبناء المؤسسات، بما فى ذلك الإصلاحات الدستورية وفى مجال القضاء ومكافحة الفساد، وكذلك دعم المجتمع المدنى، من خلال الشراكة، ليس فقط مع الجهات الحكومية ولكن أيضا من خلال الشباب .

وأشار باروسو فى كلمته التى ألقاها اليوم الخميس، فى ندوة بدار الأوبرا المصرية، إلى أن الاتحاد الأوروبى يعمل فى الوقت الحالى على تقديم الدعم لمشروعات الإصلاح الاقتصادية ومساعدة المشاريع الصغيرة والمتوسطة، وسيكون ذلك من خلال ثلاثة برامج، الأول اسمه ربيع والذى سيطلق فى سبتمبر وسيقدم تقريبا 350 مليون يورو فى شكل منح تركز على التحول الديمقراطى والنمو الاقتصادى، وهناك نية لزيادة الدعم إلى 500 مليون يورو فى الفترة من 2011 و2013، أما البرنامج الثانى فخاص بالموقف الأوروبى للديمقراطية، وسيكون جهة جديدة تساعد الناس على معرفة كل الخيارات المتاحة للتعبير عن أصواتهم بطريقة ديمقراطية، لافتا إلى أن الاتحاد الأوروبى سيرفع الدعم والمساندة الخاصة بمشاركة مصر والدول الأعضاء، من خلال برامج التعليم الخاص إيراسموس ومارى كورى، وستكون هناك زيادة 40% فى الأموال الخاصة بهذا البرنامج من سبتمبر 2011، وسيفوز 750 طالبا بالمنح.

وقال باروسو إن المصريين أظهروا شجاعتهم وإصرارهم على التحول إلى حياة بها كرامة ومستقبل أفضل للأجيال القادمة، مضيفا "يسعدنى أن أكون فى القاهرة وأتحدث للشباب المصرى وممثلى المجتمع المدنى وقادة مصر فى مستقبل أم الدنيا، وأن تدخل فى التاريخ بهذا الاسم، للعديد من العصور تواصل المصريون والأوروبيون من خلال التجارة والفن والأدب، فمصر بموانيها الكثيرة وبعدها قناة السويس ربطت نفسها بالعالم أجمع، وفى إطار هذا التواصل أتى اليوم لأتحدث وأنظر للمستقبل، جئت لاستمع وأتفهم الحقيقة الجديدة فى مصر، أستمع وأتفهم مناضلتكم من أجل مستقبل أفضل لحماية مثل الثورة".

وأضاف باروسو "كرئيس للاتحاد الأوروبى جئت لأتفهم ما تتوقعونه من الاتحاد الأوروبى فى الفترة القادمة، جئت لأستمع وليس لأحاضر، فالعالم أجمع شاهد بأمل، بينما كان المصريون يتظاهرون من أجل مستقبل أفضل به حرية وكرامة، أظهروا أنهم يعرفون ما يريدون"، مؤكدا على أن الاتحاد الأوروبى لا يريد التدخل فى القرارات الداخلية لمصر، لكن يرغب فى مشاركة المصريين لتحقيق تطلعاتهم.

وقال باروسو إن الاستقرار لن يتحقق إلا بحكومة ديمقراطية تتميز بالمحاسبية، ومصر اليوم فى طريقها للحرية والانفتاح على الآخرين، مؤكدا على أن هذه هى كل آمال البشرية أن تعيش فى مجتمع حر بعيد عن الفساد، وهذا يتحقق فى مصر فى المستقبل قائلا: "نعتقد أن الثورة لم تنته بعد، هناك آمال كثيرة وبالطبع سيكون هناك بعض الإحباطات لأن التغيير يأخذ وقتا والطريق للديمقراطية به بعض العقبات، لكن نؤكد على أن الروح التى أشعلت الثورة قادرة على استكمالها، الديمقراطية يجب أن تنبع من الداخل، بينما المساعدات الخارجية قد تساعد على انتعاش الديمقراطية لكن أنتم من سيزرع بذور الديمقراطية للتأكد من أن جذورها لديكم".

وأضاف باروسو "ليس هناك نموذج واحد للتغيير لكن نماذج كثيرة، الديمقراطية بالطبع أكثر من مجرد انتخاب حكومة جديدة هناك الكثير من الطرق لممارسة الديمقراطية والاتحاد الأوروبى لا يطلب من دول الجوار نقل نفس تجربته لكن التعلم منا وتطويع ذلك بسياقكم الخاص.. ونحن ندرك أنه لا يوجد دولة عربية أو مسلمة أو مسيحية بها فرق فى الطلبات للشعوب، إن كل دول العالم لها نفس المتطلبات لكن تطبقها بطريقة مختلفة، لذلك الاتحاد ملتزم بالاستجابة للاحتياجات الفردية لكل دولة، نحترم كل دولة وخصوصيتها للوصول إلى نتائج ملموسة".

وعبر باروسو عن أسفه الشديد لمن راحوا ضحية الأحداث الأخيرة فى مصر، وقال "شاهدت ما حدث فى التحرير بداية العام، وأخذنى لأفكر فى شبابى، كنت فى 18 عندما شاهدت الديمقراطية تعود إلى بلادى، عندما كنت طالب حقوق عرفت أن الديمقراطية هى الطريق الوحيد للحصول على حقوقى، كنت أرفض مقولة إن الديمقراطية تناسب ثقافات معينة فقط، حاربنا لإثبات حرية بلادنا، دول مثل إسبانيا واليونان فعلت نفس الشىء، وفى هذه الآونة أصوات سلبية تقول إن جنوب أوروبا لن تستطيع أن تبنى ديمقراطية قوية، وانظروا الآن إلى قوة الديمقراطية لدينا.. البعض قالوا إن الدول ما بعد الاشتراكية لن تستطيع احتضان الديمقراطية الجديدة، وأنا أرفض فكرة أنه بسبب الاختلافات الثقافية أن الدول ذات الغالبية الإسلامية لن تستطيع تحقيق الديمقراطية هذا جهل كبير، من يفكر هكذا أمر غير مقبول أخلافيا.. النساء والرجال يمكنهم التصرف بحرية واتخاذ قراراتهم بأنفسهم وألا يظلوا عبيدا لآخرين يتخذون لكل من لا يريدون أن يصدقوا أن الميادين العربية يمكن أن يكون بها دعوات للحرية والكرامة أقول إن هذا ليس مقبولا أخلاقيا".

وأكد باروسو حول التزامات الاتحاد الأوروبى لمصر قائلا "التزاماتنا المادية سترتفع لـ7 مليارات يورو لدول الجوار فى السنوات القادمة، بالإضافة إلى 6 مليارات يورو يمكن أن تتاح فى صورة قروض، من البنك الأوروبى للاستثمار، وهذا ما أكده لى رئيس البنك فى جولة أخيرة بمصر، قائلا لى "إن مصر إحدى الدول الرائدة فى المنطقة".

وأكد باروسو أن الانتقال الديمقراطى وبناء المؤسسات سيعمل على مكافحة الفساد بأسهل الطرق.

وتابع باروسو قائلا "ندرك أن التحول إلى الديمقراطية يعتمد على مزيد من فرص العمل والمزيد من الاستثمارات الأجنبية، مؤكدا أن مصر من أكبر الشركاء التجاريين فى المنطقة، وهناك أيضا زيادة كبيرة لمضاعفة المجال التجارى بمصر بعد أن دخلت فى حيز تنفيذ اتفاقية الشراكة عام 2014.

وحول التقدم الذى أحرزته مصر وتونس فى ثورتهما، قال بارسو إن مصر وتونس مازال أمامهما رحلة صعبة تجاه التحول الديمقراطى، وتحتاجان لمساعدة ودعم أكبر من جميع الدول الديمقراطية الأخرى.

وحول الوضع فى ليبيا قال باروسو "نقدر الشعب الليبى، وأنا مع قرار مجلس الأمن لحماية المدنيين من خلال فرض حظر جوى، فهى أحد الطرق المناسبة لدعم الشعب الليبى، وإذا لم يتم تطبيق هذا القرار كنا سنرى الكثير من المذابح، بسبب نظام يقمع المتظاهرين.

وأكد بارسو أن الاتحاد الأوروبى سيسعى لإعادة الأموال المسروقة من ليبيا، مؤكدا على دعمه لهذه الخطوات.

وحول الوضع فى سوريا قال بارسو "لدينا مزيد من القلق أيضا بخصوص الشعب السورى، وقمنا بزيادة العقوبات على سوريا مرتين، لكن وعود الأسد بالإصلاح ضعيفة، ولا نقبل بالقمع السياسى مع طرق الحوار السلمى الذى يقترحها بشار الأسد.

وشدد باروسو على الأخذ بعين الاعتبار لنهاية الصراع الفلسطينى الإسرائيلى ووضع حد لمعاناة الدول العربية التى سيكون أمامها دور قوى لتحقيق السلام والأمن، وإعادة حقوق الفلسطينيين كى تكون لهم دولتهم المستقلة، مشيرا إلى أن مصر ستحتل المقدمة فى المصالحة، ويمكن أن تساهم بشكل كبير فى تحقيق السلام بين فلسطين وإسرائيل، ومع وجود نبيل العربى، أمين عام جامعة الدول العربية، هناك فرصة لحل سلمى لهذا الصراع بدلا من العنف.

وبالنسبة لتخوف العرب تجاه أوروبا، قال باروسو "الغرب ليس بريئا من كل الأخطاء، فالغرب قد يتعامل بصورة مختلفة مع العرب، لكن بما أنى أتحدث نيابة عن أوروبا، أقول إنه لا يمكن أن أرى فى أى مكان من العالم نوعا من الالتحام بين الحرية والمجتمعات المفتوحة والاقتصاد المفتوح والنموذج الاجتماعى المثالى، ونحن لدينا فكرة النموذج الاجتماعى لأوروبا أو ما يسمى "اقتصاد السوق المجتمعى"، مضيفا "هناك بعض المبادئ التى تدعم رفاهية الدول، وأعتقد أن أوروبا بكل أخطائها مازلت قادرة على ضم أى شخص فقير فى العالم، أى تدعم جميع الشعوب الذين يحتاجون إليها.

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل