المحتوى الرئيسى

اطمئنوا.. حتمًا لن ينجحوا

07/14 13:19

بقلم: د. حسن الحيوان

هناك مراكز قوى مالية وإعلامية مدعومة من الغرب لإعاقة التحول الديمقراطي بمصر.. نحن أمام تيارين:

 

الأول: وطني (مسلم أو مسيحي) مع الإرادة الشعبية، وتلاحم الجيش والشعب، وتفعيل نتيجة الاستفتاء بإجراء الانتخابات البرلمانية بأسرع ما يمكن، مع الحفاظ على عجلة العمل ومصالح المواطن اليومية.

 

التيار الثاني: غير الوطني (مسلم أو مسيحي) ضد كل ذلك، ويعمل على تنحية المجلس العسكري لحساب مجلس رئاسي تابع للهيمنة الغربية العلمانية، ويعمل لإعاقة الأمن والاقتصاد، يغلق مجمع التحرير، ويقطع الطرق السريعة، ويهدد بإغلاق قناة السويس، ويدعو للاعتصام المدني متحديًا حركة الحياة الطبيعية.

 

- هؤلاء ربائب النظام السابق، رموز التيار الثاني لن ينجحوا.. لماذا؟!

 

- الاعتصام المدني ضد المصلحة الوطنية؛ لدرجة أننا لم نقم به أيام مبارك؛ فهل يعقل الآن بسبب عدم الرضا الكامل عن أداء الجيش والحكومة؟!

 

- نتحدى وجود أي بديل للجيش لتولي سلطة الفترة الانتقالية,.. الجيش الذي دفع مصر بعيدًا عن أوضاع كارثية مثل ما يحدث في ليبيا واليمن.

 

- المطالبة بمجلس رئاسي أو الدستور أولاً كلام غير منطقي ويستهدف التشتيت فقط, فبدون برلمان حر يمثل الشعب كيف يتفق 80 مليونًا على أعضاء هذا المجلس الخمسة أو التسعة مثلاً؟ وكيف نصل لتحديد أعضاء الجمعية التأسيسية التي تتولى عمل وصياغة الدستور الجديد؟! دور الشعب بدون برلمان سيكون صفرًا، ودور الإعلام والهيمنة العلمانية سيكون هو المسيطر على توجيه كل الأمور، وهو المطلوب لهؤلاء.

 

- مطالبة الحكومة بأي قرارات مصيرية أمنية أو اقتصادية أمر يستهدف زعزعة الثقة بين الجيش والحكومة من ناحية وبين الشعب من ناحية أخرى, البدهي أنها حكومة انتقالية تتولَّى قرارات أزمة وقرارات تشغيلية، ولا تتولى قرارات بنيوية تأسيسية إستراتيجية؛ لأنها ليست حكومة منتخبة، هذه الحكومة استطاعت تسيير السفينة ونتمنَّى أن نصل إلى برِّ الأمان بالانتخابات البرلمانية، استطاعت انتظام المدارس والجامعات حتى الامتحانات واستمرار دوري كرة القدم الذي يعدُّ اختبارًا أمنيًّ شديدًا، وإجمالاً لم يحدث تدهور أمني ولا اقتصادي كما كان متوقعًا بعد أي ثورة شعبية، فضلاً عن الإيجابية في ملفات حصار غزة ومياه نهر النيل, هناك بعض التقصير، لكن النتيجة مقبولة بكل المقاييس والأوضاع الأمنية والاقتصادية في تحسن تدريجي، لكنهم يسوقون للعكس، من خلال كل وسائل الإعلام التي يمتلكونها.

 

- حتمًا لن ينجحوا، ونتحداهم أن يقوموا بالدعوة للاعتصام المدني, لن يستجيب لهم إلا أتباعهم المنتفعون؛ لأن المسافة بين هؤلاء الرموز وبين الشعب شاسعة جدًّا، وهي نفس المسافة بين الإعلام وواقع المجتمع، ولقد وجهت الدعوة متحديًا لبعضهم بالتقدم لأي انتخابات حرة خارج نطاق أسرتهم الصغيرة أو مؤسساتهم التي يمتلكونها، مثل البرلمان والشورى والنقابات والمحليات والنوادي الرياضية؛ أي اتحادات أو هيئات!! إنهم ينشطون فقط من خلال الإعلام.

 

- حتمًا لن ينجحوا؛ لأنهم ضد الحرية وضد الهوية الحضارية للشعب, ضد الحرية؛ لأنهم ضد الجيش الذي ينحاز لإرادة الشعب ولأنهم ضد نتيجة الاستفتاء الحر الذي أقره الشعب, وهم ضد الهوية الشعبية؛ لأنهم يهاجمون الإسلام والتيار الإسلامي الملتزم بالأداء الديمقراطي والذي يمثل هوية الشعب.. التكامل والتلازم وثيق جدًّا بين الحرية والتي لا بد أن ينتج عنها الاختيار الشعبي الحر للهوية الحضارية، الشعب يريدها إسلامية وهم يريدونها علمانية.

 

- مصر ذات الثقل الإستراتيجي والحضاري تستطيع بالحرية والهوية الشعبية إعادة موازين القوى الإقليمية والعالمية للأوضاع الطبيعية الحضارية، بدلاً من الازدواجية والعنصرية, ثورة مصر ليست بالبساطة حتى تنتظر قوى الهيمنة الغربية العلمانية نتيجتها دون تدخل مباشر من خلال أتباعهم لإعاقة تحول مصر للحرية والهوية الشعبية؛ حتى لا نستطيع بناء نهضة واستقلالية في مواجهة الهيمنة الغربية.

 

- لا بد أن نقف جميعًا وقفةً تاريخيةً، وألا نكون قد قمنا بالثورة لإزالة رأس النظام السابق ثم قمنا بتسليم مصر لأتباعه.

 

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل