المحتوى الرئيسى

وثيقة الأزهر الشريف.. الدور الحاسم في الدولة الحديثة!!

07/14 13:40

وثيقة الأزهر

الشريف..

الدور الحاسم في الدولة

الحديثة!!

محيط : نور الهدى محمد

ندوة وثيقة الأزهر

أثارت وثيقة "مستقبل مصر" التى أصدرها الأزهر الشريف

مؤخرا بالتعاون مع عدد من المفكرين وقادة الرأى والمثقفين عددا من التساؤلات وردود

الأفعال المتباينة بين مؤيد ومعارض ومتحفظ ،خاصة وأن هذه هى المرة الأولى التى

يتقدم فيها الأزهر بمثل هذا الاتجاه الجديد فى سياسته بعد عقود غاب فيها عن

المشاركة السياسية الفاعلة.

أكدت الوثيقة أن الإسلام لا يعرف الدولة الدينية

الكهنوتية ،رافضةً إنتشار ظاهرة التكفير فى المجتمع المصرى بداية من تكفير المسلمين

لبعضهم البعض وإنتشار التصنيف الدينى بين سلفى وإخوانى وشيعى وسنى وصولاً إلى تكفير

غير المسلمين .
كما إستند مثقفون ومفكرون إلى وثيقة الأزهر فى مطلبهم بضرورة أن

يكون المستقبل لمصر متمثلاً فى دولة وطنية ديمقراطية قوية تكون بعيدة عن الدولة

العلمانية ،والتى يمكن أن تجلب ديكتاتورا أو دولة دينية يمكن أن تأتى بحاكم يدعى

أنه ظل الله فى الأرض.

دكتور سالم عبد الجليل وكيل وزارة الأوقاف


وعلى ضؤ إصدار وثيقة "مستقبل مصر" ،نظم المركز الدولى للدراسات

المستقبلية والاستراتيجية أمس الأربعاء مؤتمرا حول دور الأزهر الشريف ورؤيته للدولة

الحديثة ،وذلك بمشاركة نخبة من العلماء وقادة الفكر من مختلف الرؤى

والتوجهات.
ارتكز المؤتمر حول ثلاثة محاور رئيسية فى مقدمتها مدى أهمية وثيقة

"مستقبل مصر" فى تشكيل الحياة السياسية القادمة ،والرؤى الخاصة للتيارات المختلفة

حول إيجابيات وسلبيات الوثيقة ،إضافة إلى مدى إعتبار الوثيقة إيذانا بدور سياسى

جديد للأزهر الشريف خلال المرحلة المقبلة.

الإسلام والدولة

المدنية

أكد الدكتور سالم عبد الجليل وكيل أول وزارة الأوقاف

لشئون الدعوة أن كلمة "مدنية" ليست كلمة جديدة على الإسلام حتى أن سور القرآن

الكريم يطلق عليها "مكية" و"مدنية" نسبة إلى مكة والمدينة ،حيث استطاع الإسلام

تأسيس أعظم دولة فى التاريخ تجمع بين المادية والروحية وهى المعادلة الصعبة التى

عجزت كافة الحضارات السابقة واللاحقة عن تحقيقها ،مشيرا إلى أن الرسول صلى الله

عليه وسلم أطلق على "يثرب" (المدينة) ليصبح المجتمع المدنى ،أو العهد المدنى فى

مقابل المجتمع المكى أو العهد المكى ،فانطلقت دولة المدينة تؤسس للمساواة والمواطنة

وتراعى حقوق الإنسان دون تمييز على أساس عرقى أو دينى ،كما تجلى خلالها مبدأ الشورى

فى السلم والحرب حتى فى ظل النبوة التى تتمتع بالوحى والعصمة ،مؤكدا أن الإسلام لم

يعرف فى تشريعاته ولا حضارته ما يُعرف فى الثقافات الأخرى بـ "الدولة الكهنوتية"

التى تتسلط على الناس.

دكتور سمير مرقص رئيس مؤسسة المصرى


من جانبه ،أوضح الدكتور اسماعيل الدفتار أستاذ علم الحديث بجامعة الأزهر وعضو

مجمع البحوث الإسلامية ،أن الإسلام عُنى منذ بدايته بفكرة التحكيم  فى إدارة

السياسة العامة والعلاقات بين الناس ،حتى أن القرآن الكريم أشار فى الكثير من آياته

إلى وجود حكومة تتمثل فى الحاكم أوالوالى لضبط أمور الحياة ،حيث يقول الله تعالى :"

يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ

وَأُوْلِي الأَمْرِ مِنْكُمْ " ]آية رقم 59 سورة النساء[ ،وقوله تعالى  :

"وَلاَ تَأْكُلُواْ أَمْوَالَكُم بَيْنَكُم بِالْبَاطِلِ وَتُدْلُواْ بِهَا إِلَى

الْحُكَّامِ لِتَأْكُلُواْ فَرِيقًا مِّنْ أَمْوَالِ النَّاسِ بِالإِثْمِ

وَأَنْتُمْ تَعْلَمُونَ "] آية رقم 188سورة البقرة [.
كما أشار إلى استناد

الرسول صلى الله عليه وسلم على مبدأ التحكيم والشورى حتى أنه كان حينما يخرج من

المدينة المنورة ،يُنيب والى أو حاكم ليقوم على شئون الناس.

الوثيقة والتحول

السياسى

دكتور محمد أبو زيد عميد الدراسات الإسلامية سابقا

رأى الدكتور سمير مرقص رئيس مؤسسة المصرى لمواطنة

والحوار وأحد معدى وثيقة "مستقبل مصر" ،أن إصدار الوثيقة يتواكب مع مراحل التحول

السياسى التى تمر بها مصر ،والتى تكثر خلالها المبادرات الحوارية من أجل إزالة

الغموض والإلتباسات حول الكثير من القضايا التى عانت من الصمت على مدى عقود

،معتبرها محاولة للمصالحة التاريخية لحالة الخصومة التى شابت العلاقة بين الدين

والسياسة على مر السنين من أجل توحيد كافة الرؤى نحو المستقبل.

وفى الإطار ذاته ،أشار صلاح فضل عضو المجلس الأعلى

للثقافة إلى أن الوثيقة تنفرد عن غيرها فى التصدى بالشرح لمفهوم علاقة الدولة

بالدين ،انطلاقا من روح الفكر الإسلامى المستنير الذى تبناه الأزهر فى الوثيقة وصدق

عليه مثقفو مصر ،وهو ما ينبغى أن يكون حاضرا لدى القائمين على صياغة الدستور خلال

المرحلة القادمة ،خاصة وأنها تؤسس لمبدأ المواطنة وتضع التنمية الاقتصادية والبحث

العلمى على قمة أولوياتها.

ردود أفعال متباينة

دكتور صلاح فضل عضو المجلس الأعلى للثقافة

رحب الدكتور قدرى حفنى أستاذ علم النفس السياسى بجامعة

عين شمس بإطلاق الأزهر الشريف لوثيقة "مستقبل مصر" ،نظرا لكونها جاءت نتاج حوار

اتسع لمثقفى ومفكرى مصر ولم يكن قاصرا على العلماء والمشايخ ،وهو ما يفتح الطريق

لاستعادة إزدهار الأمة ،الذى وصلت إليه حينما حددت رؤية موحدة لعلاقتها بدينها

وعلاقة هذا الدين بالحياة.

وأضاف أن طرح الوثيقة خلال هذه الفترة التى تمر بها

مصر ،يعمل على المساعدة فى التخلص مما أسماه بـ "وهم الإجماع" الذى سيطر على فكر

الشعوب ولم يتحقق بشكل فعلى إلا وكان وراءه قهرا لأحد الأطراف. 

ورأى الدكتور صلاح فضل عضو المجلس الأعلى للثقافة أن

إصدار الوثيقة كان أمرا ضروريا خلال المرحلة الحالية لإبراز دور الأزهر الشريف لحسم

القضايا الملتبسة لدى الرأى العام من أجل قطع الطريق على سؤ التفسير للقضايا

المتصلة بالدين ،والتى تروج لها جماعات حالية ،بما يهدد وحدة المجتمع المصرى

وتماسكه.  

فى المقابل ،رأى الدكتور محمد أبو زيد الفقى عميد كلية

الدراسات الإسلامية والعربية جامعة الأزهر سابقا أن الوثقية فى مبادئها لم تعمل على

تأصيل هوية الدولة العربية وذاتيتها المتمثلة فى الإسلام ،وهو ما يعمل على إخراج

مصر من قوائم الدول العربية والإسلامية ،الأمر الذى يؤدى إلى زيادة الإنقسام فى

الداخل وتنشيط جماعات التكفير والهجرة ،وخلق فرص مواتية لإسرائيل فى الخارج لإبداء

رغبتها فى بسط سيطرتها عبر سياسة الاحتلال باعتبارها دولة دينية تقوم على أساس دينى

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل