المحتوى الرئيسى

امتحـــــان ثــــــورة الميــــــدان بقلم : محمد ابو طبق

07/13 22:03

يبدو من المنطق أن عجلة الاحتجاجات والمسيرات الشعيبة بدأت تطفو الى الواجهة من جديد واصبح فى تقدير العديد من الناس ان تلك الاحتجاجات والتظاهرات ، ستسهم فى مزيد من الاظطرابات بين الثوار فى ميدان التحرير وبين الجيش ممثلا بالمجلس العسكري الاعلي وهذا من شانه أن يخلق تدهورا امنيا خطيرا داخل مصر سينعكس تدريجيا على جميع مناحي الحياه المصرية ..

فلربما اصبح ان هناك سؤال يدور بالأذهان مباشرة حول سرعة تطور الاحداث الاخيرة ، فيعتقد البعض أن الشرارة الاولي لتلك الاحداث خرجت بعد احداث " مسرح البالون " وما عقبها من اشتباكات ، ولكن ... ان اردنا أن نبحث عن السبب الرئيسى لتلك الاحداث ، لا نستطيع ان ننكر ان مجريات " مسرح البالون " هي من اثرت اوقدت تلك الاحتجاجات بسرعة ، ولكنها ليست هي السبب الرئيسى فى تلك الهبة من جموع الثوار في ميدان التحرير وبعض المدن الاخري كالاسكندرية والسويس ، وقد يرجئ البعض السبب الى امور عدة ساهمت فى حالة الغضب السائدة فى الشارع المصري واهمها :

- "الغموض فى سير المحاكمات" لقادة النظام السابق المتهمين من قبل شباب الثورة وجموع الشعب المصري انهم ارتكبوا جرائم وسرقات ومتاجرة بحق الشعب المصري ووجود فجوة بين مطالب الثورة وسرعة تنفيذها والمطالبة بإقامة محاكمات عادلة وعلنية لهم.

- تبرأت عدد من الوزراء ومسؤولى الحزب الحاكم السابقين وعدد اخر من الضباط الذين شاركوا باطلاق النار على المتظاهرين فى فترة خلع النظام السابق والاكتفاء بتسريحهم من الخدمة العسكرية ، وهذا لا يكفى بنظرهم لانهم يعتبرونه التفاف وقفز على دماء الشهداء الذين ضحوا بانفسهم ليعيش غيرهم بكرامة وحرية وعدالة اجتماعية .

- المطالبة بسرعة تطهير جهاز الشرطة من العناصر الفاسدة، وإلغاء قانون تجريم التظاهر والاعتصام، وكذلك وقف إحالة المدنيين إلى المحاكم العسكرية.

- " صلاحيات عصام شرف " فهل هو رئيس وزراء يتمتع بكامل الصلاحية في موقعه ، ولم ينفذ مطالب الثورة التي اقسم علي تلبيتها بميدان التحرير ، ام انه مجرد رئيس وزراء منزوع الصلاحيات ، ينفذ ما يطلب منه .

فخلاصة القول وبدون شك بعد تلك التطورات الاخيرة ، لقد أصبح هناك حاجة ملحة للوقوف كلٌ عند مسؤولياته ، من جانب المجلس العسكري ومن جانب الثوار بميدان التحرير ووضع المصلحة العليا للبلاد فوق طاولة الحوار ، حتي لا يؤدي ذلك للوصول الى منزلق تهوي به الاحداث بالبلاد على منعطف لا يتمناه الجميع ، ولعل المجلس العسكري الاعلى الان مطالب، رغم كل التحديات و المصاعب و المعوقات التى يواجهها ان يخوض نقاش سياسى هام مع ائتلاف شباب الثورة وان يحاول تهدئة الشارع المصري بتحقيق مطالبه المشروعة ، ولعل الموافقة من قبل المجلس على السماح بالتصوير وعلانيـة المحاكمات لرموز النظام السابق كانت اول الخطوات الايجابية التى من شأنها ان تخفف حالة الاحتقان التى تعصف بالبلاد هذه الايام ، فالمجلس العسكري الاعلي يتفهم جيدا حرص المتظاهرين وشباب الثورة على مصلحة البلاد وحصرها فى ميدان التحرير وعدم اللجوء لمواقع اخري كوزارة الداخلية وغيرها .

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل