المحتوى الرئيسى

«البعث» أمام الأميركان!

07/12 03:53

محمد بن إبراهيم الشيباني

سوريا دولة التصدي والصمود! هذا التهريج شبعنا منه، وهو الذي كانوا يروجونه طيلة الأربعين عاماً الماضية على الأمة العربية، وشعبها السوري في الداخل، وابتزاز دول الخليج العربي به، حتى انتفخت أموال أسرة النظام وقرابتهم ومجموعة مجرمي حزبهم من أموالنا الحرة، واليوم ظهر الحق وزهق الباطل، فقد تعرى هذا النظام وبانت سوأته تماماً حتى ورقة التوت، التي يتحدثون عنها لم تعد تغنيه عن عريه أو تستر عليه، والشعب السوري البطل ماض في انتفاضته: إما النصر وإما الشهادة، وقد نال- بإذن الله سبحانه وتعالى - ذلك، أي الشهادة، وسينال النصر في القريب، لأن شعاراته كلها استعانة بالجبار الناصر.

«أسد عَليّ وفي الحروب نعامة» مثل عربي انطبق يوم الجمعة 2011/7/8 على «البعث» الأثيم، فهو لا صوب إسرائيل في العقود الماضية، ولا صوب سيارة السفيرين الأميركي والفرنسي، فقد ذل جيش التصدي والصمود أمامهما، فعندما اعترضت دبابات الجيش الموكب، قال رجل الحماية الأميركي «ابعدوا قبل أن نفجر دباباتكم في الحال»! ولم يقاوموهم، ففتحوا الطريق من دون تردد، لأنهم يعرفون نار الأميركان، فهي ليست كنار الشعب السوري الأعزل، الذي يذبح منذ شهور! وخذ التبريرات التافهة من بثينة شعبان وأشكالها من الناطقين باسم الحزب، أو قل «بغبغاواته»، التي أضحكت العالم على الهواء! هذه هي حقيقة البعث السوري الذي ينبغي أن تفهمه إيران وحزبها الرابض على صدر الشعب اللبناني ذلة في ذلة، فوالله لو مر موكب السفيرين في الجنوب اللبناني أو في شوارع طهران لما استطاع أحد أن يمسهما بسوء أو يقذف حبة طماطة أو بيضة عليه!

السفيران لم يأتيا من خارج القطر السوري، ولا نزلا بطيارتهما الهليكوبتر في ساحة من ساحات حماة، وإنما سارا بموكبهما وبإذن من الحكومة، ومن يقل إنه أسد أو زلمة يحترم شواربه، فليحاول أن يردهما أو يقف في طريقهما! وهذا المشهد قد زاد من حماسة الشعب وأعطاه قوة في السير إلى مقصده من إسقاط النظام، حيث رأوا جُبنه وذلته أمام موكب عادي لسفيرين وليس أمام جيوش وطائرات تقصف من عل!

أيها العسكري السوري، أما شبعت من قهر، ظلم، تعذيب، قتل أهلك واخوانك وتخريب بيتك، بيارتك؟ ألا يكفي ما أسرفته في الشهور الماضية؟ ألا تقف وقفة رجل وتلقي بسلاحك عن اخوانك؟ ألا تفكر ملياً في ما تفعل؟ تب إلى ربك ، طهّر نفسك وحررها من قيد هذا الحزب الخرب الذي بدأت أيامه الأخيرة تظهر لكل العالم، فما بالك؟ ما زلت غافلاً، غائباً تحلم بانتصار البعث، ابدأوا ومن الآن حتى لو كلفكم ذلك حياتكم، فشعبكم يموت ومنذ شهور بالعشرات حتى وصل الرقم إلى أكثر من ألفي قتيل وآلاف الجرحى! فهل تستجيب لنداء العقل، الدين، العروبة، الإنسانية، العزة العشائرية؟ نأمل ذلك ونعلم أنك قادر على ذلك، ونحن بانتظارك. والله المستعان.


* نقلاً عن "القبس" الكويتية

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل