المحتوى الرئيسى

إلى من يهاجمون الغزال

07/11 08:17

سعود الاحمد

إنها رسالة إلى أولئك الذين يسعون إلى قوقعة وتحجيم الإبداع الوطني ومبادرات الطموحين وإحباط المجتهدين والمتطوعين الذين نذروا وقتهم ومستقبلهم ليقدموا للعالم صناعة سعودية.. ينتظر لها (بإذن الله) أن ترى النور وأن تتطور وتصبح صناعة سيارات منافسة عالميا.. ورسالة رد على بعض من كتبوا ضد صناعة السيارة السعودية غزال 1 وغزال 2، واستخدموا عبارات تشكك في فعالية دور الجامعات السعودية في تأهيل الصناعة.. متناسين أن الجامعات هي المعقل الأول للمعرفة في جميع دول العالم.

وبهذه المناسبة.. أروي شيئا من قصة نجاح سيارات هيونداي. واسم هيونداي (بالمناسبة) يعني باللغة الكورية «العصري».. ذلك الاسم الذي صعد كالصاروخ في سماء صناعة السيارات متجاوزا أسماء عريقة. أقلها بلغ عمره المائة عام، وهيونداي ما زالت في عقدها الثالث من عمرها. فماذا فعل رواد صناعتها، الأخوان «سي» و«يونغ شونغ».. بعد أن أسسا بمشاركة شركة «فورد» في عام 1967 شركة «هيونداي موتور»، وفي العام التالي، وقع الأخوان شونغ عقدا مع «فورد» لإنتاج سيارتي كورتينا وغراندا الكورية.. على أمل صناعة سيارات تكون للسوق الكورية. وقد تحقق لهما ذلك في ديسمبر (كانون الأول) عام 1975 عندما تمت صناعة أول سيارة كورية باسم «بوني» الكورية.. وبعد نجاح التجربة في سيارة «بوني».. ها هي اليوم هيونداي اليوم تغطي أسواق العالم بملايين السيارات.. إنها همم الرجال وعزائمهم التي لا تنثني.

وبمناسبة أصحاب الهمم.. رحم الله الدكتور محسون جلال ورحم الله رفيق دربه الدكتور غازي القصيبي، ومن شاركهما في نقل هياكل مصانع الصناعات الأساسية قبل أكثر من ثلاثة عقود.. ما التفتوا لنقد المحبطين، وإلا ما كانت وجدت الهيئة السعودية للصناعات الأساسية. يوم أن حددوا للعاملين في «سابك» رواتب كان المجتمع يراها خيالية.

ورسالتي لكل من ساهم ومن يساهم في مشروع سيارة غزال.. أقول نحن متفائلون بكم جميعا.. ونعتبر مبادرتكم خطوة في الاتجاه الصحيح لتوطين وتطوير تقنية صناعة السيارات شاء من شاء وأبى من أبى. وهي المبادرة الوطنية الأولى من نوعها التي جمعت بين المهني والأكاديمي والطالب على طريق توفير هذا المنتج التقني الهام. إنها محاولة جادة لبناء قاعدة صناعية للسيارات في السعودية.. وبناء يستظل به باقة من الطاقات البشرية الوطنية المؤهلة للمشاركة في هذا المنتج المحلي.

وأتمنى أن نرى قريبا هذه الصناعة تنتج سياراتها بكميات تجارية.. نتمنى أن نجدها تملأ الأسواق الخليجية والعربية.. وقبل ذلك أتمنى أن يصدر لصالحها قرارات حكومية ملموسة.. كأن تعطى امتياز سيارات الأجرة في الداخل. أو الاحتياجات الحكومية من السيارات بما يحقق متطلبات بعض الجهات ويتناسب مع مواصفاتها.

وختاما.. سؤالي لمن لا يؤيدون الدعم الحكومي لهذه الصناعة: ألا تعتقدون أن مثل هذه النفقات ستعود على الاقتصاد والمواطن بالنفع، على المدى القصير والطويل؟!

* نقلا عن "الشرق الأوسط" اللندنية

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل