المحتوى الرئيسى

السياسيون الشبيحة في الأردن!

07/10 15:05

باتر محمد علي وردم

في سوريا يستخدم مصطلح «الشبيحة» لوصف الجماعات والعصابات الخارجة على القانون والمحتمية بالنظام ومؤسساته الأمنية والتي تقوم بإرهاب وترويع المواطنين والمتظاهرين وترتكب جرائم القتل والاختطاف وكافة ما يندى له الجبين من سلوكيات. وفي الأردن ينتشر شعبيا مصطلح «الشبيحة» لوصف مجموعة من الأشخاص المتفاخرين بأنفسهم والذين يعشقون الظهور ونشر الإدعاءات حول أنفسهم والرفع من شأنهم الخاص والتقليل من الآخرين، وهم لا يستخدمون السلاح ولا يقتلون ولكنهم يزعجون كل من حولهم بهذه النرجسية والإدعاءات الفارغة!

في السياسة الأردنية العديد من الشبيحة الذين تجدهم في كل منبر معارضة وفي كل مسيرة وفي كل مؤتمر صحافي وفي كل بيان حزبي وغير حزبي وفي كل موقع إعلامي يهرفون بما لا يعلمون ويدعون الحكمة النهائية ولكنهم في واقع الأمر مأزومون بالغرور وباحثون عن لعب أي دور سياسي يجلب لهم الأضواء والكاميرات. وقد قامت مجموعة من أمهر هؤلاء الشبيحة بإصدار بيان في الأيام الماضية يقدم فيه الدعم السياسي لأخوانهم من الشبيحة في سوريا، مدعين أن الحركات الشعبية في سوريا هي نتيجة مؤامرة صهيونية خارجية لتفكيك دولة ونظام الممانعة والمقاومة، وهم بالتالي يضعون أنفسهم في خدمة الجلاد وليس الضحية وهو الشعب السوري الباحث عن الانعتاق من ثنائية الفساد والاستبداد.

أحد هؤلاء الشبيحة كان مناضلا يساريا من مهامه المشاركة في خطف الطائرات ومناصرة القضية الفلسطينية وفور انتهاء مهمته بدأ في نشر الديمقراطية بين الشباب في الأردن ولكنه لم يقنع أحدا وانتهى به الحال إلى إصدار بيان كتبه بنفسه وتحت اسم التجمع الشبابي الذي أنشأه وقام فيه بتقديم الدعم لنظام القذافي وأثار امتعاض كافة المنضمين لهذا التجمع والآن يضيف دعم النظام السوري لقائمة إنجازاته في مناصرة قضايا الشعوب!

عضو ثان في هذه المجموعة حاصل على شهادة الدكتوراة من واحدة من أعرق الجامعات الأميركية ولكن كل عمله السياسي هو العداء للولايات المتحدة وبطريقة متطرفة جدا. عند عودته إلى الأردن نشط في إعضاء محاضرات ضد خطر العولمة على «الإنسانية» ولكنه اتهم كافة حركات مناهضة العولمة السلمية بأنها ضعيفة الشأن وأن الحل الوحيد هو المقاومة المسلحة. وقد قدم قبل 4 سنوات تصورا مثيرا حول رأيه في كيفية المقاومة المسلحة في برنامج الاتجاه المعاكس بقناة الجزيرة مطالبا انتحاريي تنظيم القاعدة بتفجير مفاعل ديمونا للخلاص من إسرائيل، وربما كل كائن حي على مسافة أميال من المفاعل!

ناشط آخر كان عضوا فعالا في شباب 24 آذار وتلقى بعض الهراوات من الشرطة ونظم عدة مؤتمرات صحافية وعدة لقاءات لفضح هذا العنف الممارس ضد المتظاهرين السلميين في الأردن ولكنه في نفس الوقت يدعم قتل المتظاهرين السلميين في سوريا وقطع حناجر من يهتفون ضد النظام.

لم يكتف هؤلاء بتأييد النظام القمعي بل ايضا مارسوا التدليس بإضافة أسماء شخصية سياسية أردنية أخرى من تيار المعارضة الأردنية لم تكن حاضرة للاجتماع ولا مؤيدة للطروحات الموجودة في البيان كما أفادت هذه الشخصية في توضيح صدر يوم أمس.

نقول لهؤلاء أنتم أحرار في تأييدكم للنظام السوري ولكن أرجوكم أرحمونا وانسحبوا أنتم ورأيكم المأزوم من ساحة الإصلاح السياسي في الأردن واتركوها لمن يؤمن حقا بالقيم الإنسانية والديمقراطية واحترام الرأي الآخر ونبذ العنف بكل اشكاله.

*نقلا عن "الدستور" الأردنية

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل