المحتوى الرئيسى

عدنا إلى الميدان

07/10 08:18

عدنا إلى الميدان.. وعاد الميدان هو الميدان.. اتفقنا أن «الثورة أولاً».. إيد واحدة بلا انقسامات.. وعاد الميدان إلى بهاء يوم 25 يناير.. لا أحد يريد لنفسه.. ولا أحد يطلب غنائم.. عدنا إلى يوم بدر، لا يوم أُحد.. والفارق كبير بين «بدر» و«أُحد».. فى «بدر» كان المسلمون يقولون «أحد أحد».. وفى «أُحد» انصرف المسلمون إلى الغنائم، وتركوا الميدان.. وهكذا كان ثوار 25 يناير!

الرسالة وصلت إلى الحكومة والحاكم العسكرى: الثورة لن تموت.. فالشعب يريد، ومازال يريد.. التطهير والتغيير والعدالة.. فماذا فعلت حكومة ثورتنا؟.. وماذا فعل مجلسنا العسكرى؟.. حكومة ثورتنا كانت تعتقد أن الميدان راحت أيامه.. وألف رحمة ونور عليه.. ومجلسنا العسكرى ظن أن الميدان خلاص.. ولذلك سحب الدبابات والمجنزرات والجنود.. تصور أن الميدان نام!

فلا الحكومة أحسنت الظن بالميدان، ولا المجلس العسكرى.. ويوم الجمعة كان الإنذار الثانى.. مليونية من المليونيات، وجمعة غضب حقيقية، ليست للتصوير.. تستغرب حكومة الميدان والمجلس العسكرى.. وتنهض المقارنات من جديد، بين ميدان التحرير واستاد القاهرة.. كيف كانت الحكومة تتخوف من تأمين مباراة الأهلى والزمالك، مهما كان الجمهور.. بينما لا يحتاج مليون إلى تأمين؟!

مئات الآلاف فى كل الميادين، يحتشدون ويهتفون، وينصرفون دون حوادث مروعة.. بلا شرطة وبلا جيش.. بلا دبابات ولا مجنزرات، ولا جيوش الأمن المركزى.. اتفقنا ونجحنا، وانتبهنا إلى محاولات التمزيق.. تشبعنا بثقافة التظاهر.. عرفنا قيمة أن تكون مظاهراتنا سلمية، وأن تكون مليونياتنا سلمية.. العالم يتعلم.. يتابع الميدان.. فالميدان يعود إلينا من جديد!

الثورة مستمرة والثورة أولاً.. فوق أى انقسامات، وفوق أى اعتبارات.. يهتف الثوار «إيد واحدة».. لا فرق بين ثائر وآخر.. لا منغصات من هنا، ولا من هناك.. مصر أولاً.. لا شعارات متضاربة.. عدنا إلى أيام ما قبل 11 فبراير.. قبل أن ينصرف الثوار إلى الغنائم.. وقبل أن نصبح جماعة من مقاتلى أُحد.. عدنا إلى حالتنا الأولى يوم بدر.. يوم كان الميدان هو الميدان!

مشهد الميدان يخض.. هدير الثوار يخض.. الهتافات تخض.. تغيير وتطهير ومحاكمة رموز الفاسدين.. فهل استوعبت حكومة الثورة الدرس من الميدان؟.. لماذا تتأخر دائماً فى القرارات؟.. لماذا يسافر رئيس الوزراء كأنه يهرب من الميدان الذى استمد منه شرعيته؟.. لماذا لا نفهم كيف تفكر حكومة ثورتنا؟.. لماذا نشعر بأنها ليست على قدر ثورة؟.. وليست على قدر ميدان التحرير؟!

متى تستوعب حكومة الثورة الإنذار الجديد؟.. هل تستوعبه بعد ثورة أخرى؟..

هل تكون الحكومة هدفاً للثورة فى جمعة قادمة؟.. هل تتصور الحكومة أنها يمكن أن تعيش على خلافات التيارات السياسية؟.. من الجائز أن يكون العيش على الخلافات فى الظروف العادية.. وهكذا كانت تفعل حكومات ما قبل الثورة.. الآن غير مقبول أى شىء من هذا.. لأن الميدان صاحى!

الميدان كان هو البرلمان الشعبى.. هو الذى أعطى الثقة لرئيس وزراء حكومة الثورة.. وهو الذى يحاسبه ويراقبه.. ولا أدرى ماذا يفعل الدكتور عصام شرف فى دعوة الثوار له بالعودة إلى الميدان؟.. إما لكى يجدد فيه الثقة، وإما لكى يعطيه الكارت الأحمر، والطرد من الميدان.. وإحنا يا جدع قاعدين فى الميدان!

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل