المحتوى الرئيسى

سلامات

07/10 23:58

الفريضة الرئاسية

تصريحات مرشحي الرئاسة وأطروحات مؤتمرات الوفاق كما توصيات ندوات الحوار وتطلعات كوادر المستقبل جميعها لا تنبيء ولا تبشر بما يمكن أن يعطي ولو بصيص أمل لغد أكثر إشراقا من هذا الواقع المؤلم.

فليس بين من أعلنوا ترشحهم للرئاسة حتي الآن من تحدث عن برنامج للمصالحة داخل المجتمع الذي طغت عليه لغة الانتقام وعلي حواراته نبرة التشدد والعزل والفرز والتجنيب لسبب ودون سبب, متجاهلين أن الغالبية العظمي من الجماهير تنشد الاستقرار أملا في مرحلة جديدة علي كافة المحاور الاقتصادية والسياسية والاجتماعية.

ويحدث ذلك علي الرغم من أن المصالحة داخل المجتمع أصبحت تمثل أولوية قصوي سواء مع الرأي العام الصامت وهو الأغلبية أو مع رجال الأعمال الذين أصبحوا في حالة توجس وقلق غير مسبوقة أو بين التيارات المختلفة والتي فاق عددها أي تصور بعدما سيطرت سياسة الاستقطاب الحاد علي مجمل سلوك هذه التيارات وهو الشرك الذي وقع فيه الحزب الوطني الحاكم سابقا علي قاعدة من ليس معي فهو ضدي مما كان له أكبر الأثر في تدهور النظام ككل.

وإذا كنا لن نأخذ العبرة من الماضي فأولي بنا أن نتواري بهذا التشدد بعد أن ضج القاصي والداني من الحالة الراهنة التي لا تبدو لها أية ملامح رئاسية أو تشريعية أو دستورية في ظل الجدل الحاصل الآن وتتويج ذلك بالحكم القضائي بحل المجالس المحلية إضافة إلي الصدامات الغوغائية التي لا تتوقف فيما يشير إلي أن القادم أسوأ إذا لم تتغير لغة الخطاب هذه.

وإذا كان البعض يراهن علي الأصوات الثورية ويخشي الحناجر الفضائية حين يتحدث عن طرح المصالحة, فالمؤكد أن فوزا رئاسيا بنسب ضئيلة لن يفرز بأي حال مقعدا رئاسيا قويا في ظل هذا الهراء الحاصل الآن وذلك لأن مرحلة مرتبكة كهذه يجب أن يحصل معها رئيس مصر علي ما يشبه الإجماع وهو ما لا يمكن أن يحققه أي من المرشحين الحاليين في ظل عبث الطرح للحصول علي تصفيق اللحظة أو الموقف.

يجب أن نعترف أن المجتمع الآن منقسم علي نفسه إلي عشرات الفرق والنحل وأن لغة المال قد بدأت تلعب دورا مشبوها أكثر من أي وقت مضي وأما عن الكارثة الكبري وهي الدعم الخارجي فحدث ولا حرج وهي جميعها أمور تتطلب شخصية قيادية تلتف حولها معظم الأطياف وذلك لن يتأتي بمزايدات خطابية قد ترضي فئات بعينها إلا أنها لا تمثل بالطبع جموع الشرائح المجتمعية.

مطلوب إذن رئيس من طراز فريد يفرض لغة لم الشمل ويؤسس لمستقبل قائم علي التسامح بعيدا عن الأيديولوجيات التي ستواجه بالرفض منذ اللحظة الأولي وينأي بنفسه عن الطوائف التي سوف تجد مقاومة من كل حدب وصوب, ويرفع شعار المصالحة كفريضة رئاسية يتحتم أداؤها وما عدا ذلك فهي سنن سوف يأتي ذكرها بحكم الواقع, ومن لا يستطيع التمييز بين الفرض والسنة فالواجب تركه للتسكع في أي ميدان شاء.

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل