المحتوى الرئيسى

هل كان حميدان التركي بريئاً؟

07/09 04:34

علي سعد الموسى

قصة التشابه بين قضية ستروس - كان رئيس صندوق النقد الدولي؛ وبين قضية حميدان التركي هي الفارق ما بين الضوء والظل. كلاهما يشترك في الظلم الفاضح للادعاء العام وللقانون الأميركي. الأول أعدم الاتهام الجائر مستقبله السياسي وحطم شخصيته العامة، فما الذي سيفيده اعتذار القاضي منه لربع ساعة، وما هي الكرامة التي ستعود إليه بعد أن نطق القاضي في نيويورك أن صاحبة الاتهام من ربّات السوابق، وأنها اعترفت بأن الابتزاز كان المحرك الأساس، وأنها اختارت ضحيتها لطبيعة ثقله الإداري والسياسي.

أما فوارق الضوء والظل ما بين ستروس والتركي فسأختصرها فيما يلي: ففي حين يصارع حميدان التركي وحيداً بلا إعلام أو أضواء؛ فإن الإعلام نفسه هو من أحرق ستروس بمثل ما هو ذات الإعلام الذي كشف براءته.

كلاهما ضحية لامرأتين، والفارق أن الإعلام فتش ونبش كل تاريخ الغينية السمراء وفضح سوابقها أمام الرأي العام، وأظهرها عارية من كل الحقائق، ووضعها تحت الضغط القانوني لتنهار معترفة في نهاية الأمر. وعلى العكس؛ ظل حميدان التركي في موقع الحلقة الأضعف رغم سذاجة التهمة، ورغم سلوكه البريء، الذي شهد به العشرات من معارفه وأساتذته في قاعة المحكمة. وبمثل ما فضحت قضية ستروس - كان هيكل الادعاء العام الأميركي بمثل ما نسأل حيثيات القصة المؤلمة الحزينة لحميدان التركي؟ قضيتان تشبهان بعضهما البعض حذو القذة بالقذة، مع الاختلاف الجوهري في النهايات.

عاملة منزلية تسهر ليلها الأخير في حفلة اجتماعية محافظة لنادي الطلاب السعوديين في كلورادو، ثم تنهض في الصباح إلى مكتب الادعاء العام، ولأن المتهم مثلها من المغمورين فقد اكتفى القضاء بأقوالها لإعدام حياة فرد بريء، لا مثلما نظن بل تماماً كما نؤمن. قصة – الظل – هي من أعدم براءة هذا المسكين، وقصة ستروس - كان هي البرهان الموازي على براءته. إمبراطورية الإعلام هي من كشف براءة ستروس - كان، وفي المقابل فإن مجرد أقوال عاملة منزلية كانت وحدها كافية لأن يلبس حميدان التركي كل أركان التهمة.




* نقلاً عن "الوطن" السعودية

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل