المحتوى الرئيسى

صالون نون الأدبي ووضع المرأة في الأدب الإنجليزي

07/08 17:48

وضع المرأة في الأدب الإنجليزي: أمثلة من المسرح والنثر

1- "أفرا بين" وظهور الرواية الإنجليزية

2- "فرجينيا وولف" و "جودث شكسبير"

من فتحية إبراهيم صرصور - غزة

عند الخامسة من بعد عصر الثلاثاء الموافق الخامس من يوليو اجتمع عدد من رواد صالون نون الأدبي؛ أدباء ونقاد ومثقفين، في جلسة تتناول وضع المرأة ككاتبة في الأدب الإنجليزي: أمثلة من المسرح والنثر

1- "أفرا بين" وظهور الرواية الإنجليزية

2- "فرجينيا وولف" و "جودث شيكسبير"

بدأت الأستاذة فتحية صرصور اللقاء مرحبة بالحضور الذي يحرص على التواجد لما في صالون نون وجلساته من قيمة أدبية، ومعلومة ثقافية، ثم قالت: يقول جون درايدن "ومن يبحث عن اللآليء عليه أن يغوص في الأعماق." ونحن في صالون نون غصنا نسبر أغوار الأدب العربي، بحثنا فيه عن صور المرأة وإبداعاتها، نقبّنا في تاريخها الأدبي والثقافي منذ فجر التاريخ ولازلنا نواصل، ثم إننا لم نتوقف عند الأدب العربي، بل توجهنا للأدب الغربي حيث بحثنا فيه عن المرأة فكانت لنا جولات مع عدد من الأساتذة والموضوعات؛ منها:

اللغة والمرأة في الأدب الغربي – د. أسعد أبو شرخ

ملامح من الأدب الأمريكي في بداية القرن العشرين قصيدة العزلة للشاعرة ويلكس "نموذجا" – الأستاذة نبيلة اسبيتان

كتابات المرأة في الأدب الإنجليزي – جورج إليوت نموذجا – رائدة ثابت

الكتابة النسائية في الأدب الغربي، الكاتبة الأمريكية إدورا ويلتي نموذجا - د. أكرم حبيب

الروائية البريطانية أفرا بين؛ إبداعها وتحديات عصرها" د. سعيد عبد الواحد

مفهوم الواقعية في بعض روايات جورج إليوت – د. أيمن الحلاق

واليوم في جلستنا الثانية من السنة العاشرة من عمر الصالون المديد نبحث في أعماق الأدب الإنجليزي عن المرأة ووضعها، يحدثنا عنه الأستاذ رفعت رفيق العرعير، الحاصل على بكالوريوس في آداب اللغة الإنجليزية من الجامعة الإسلامية بغزة في العام 2001م، وماجستير الأدب المقارن من جامعة لندن في العام 2007م.

يعمل محاضرا في الجامعة الإسلامية منذ تخرجه، ويدرِّس مساق في الأدب الأوروبي المقارن – والكتابة الإبداعية.

من اهتماماته:

- الكتابة الإبداعية، وكتابات الشباب الفلسطينيين.

- الأدب الفلسطيني والأدب الإسرائيلي.

وإن كان شكسبير رأى أن المرأة أنواع أربعة فقال: إن المرأة العظيمة تُلهم الرجل العظيم.. أما المرأة الذكية فتثير اهتمامه بينما نجد إن المرأة الجميلة لا تحرك في الرجل أكثر من مجرد الشعور بالإعجاب.. ولكن المرأة العطوف.. المرأة الحنون.. وحدها التي تفوز بالرجل العظيم في النهاية..

فلنستمع للأستاذ رأفت وهو يشرح لنا نظرة النقد للمرأة المبدعة والكاتبة.

بدأ الأستاذ رفعت حديثه مرحبا بالحضور؛ متسائلا عن مدى اهتمامهم بالأدب الإنجليزي واللغة، ثم قال هناك تساؤلات تطرح دائما في محافل الأدب عموما وباللغات جميعها، وهي تتعلق بوضع المرأة ككاتبة:

1- هل المرأة عاجزة عن الكتابة كالرجل؟ هل السؤال هذا صحيح أصلاً؟

2- هل تختلف المرأة في أسلوبها وطريقة تناولها للموضوعات الأدبية عن الرجل؟ ولماذا نتوقع من المرأة أن تكون نسخة كربونية عن الرجل؟

3- هل تفتقر المرأة إلى القدرات الفكرية واللغوية والمعرفية للتعبير عن نفسها وعما يدور في مجتمعها؟

4- هل هناك خصائص لغوية في الإنتاج الأدبي تميز الرجل عن المرأة؟ بمعني هل نستطيع تمييز إذا ما كان الكاتب رجلاً أو امرأة من خلال قراءة النص فقط؟

5- لماذا يتربع الرجال على عرش الإنتاج الأدبي ويحتكر الإنتاج المسرحي بشكل شبة كامل؟ هل ذلك قصور في النساء وعدم مقدرة على المزاحمة أم هو احتكار من قبل النقاد الذين كانوا في أغلبهم ولفترة كبيرة من الرجال؟

ثم قال: إن أهم مائة عمل أدبي في الأدب الإنجليزي كان 90% منها للرجل.

لذا نتناول اليوم قضايا وأمثلة جوهرية أعادت النظر في موضوع تقييم الأدب نتحدث عن:

1- أفرا بين وبذور الرواية الإنجليزية "أورونوكو" وتحديها للتيار السائد في الكتابة من حيث طرح فكرة الاستعمارية والاستعباد بطريقة فريدة فيها نقد شديد للأمبراطوريات الأوربية.

2- جورج إليوت وتحديها للعرف السائد في الكتابة، حيث كانت كتاباتها ضربة قاضية للاعتقاد السائد؛ أن المرأة لا يمكنها أن تنتج أعمالا أدبية بجودة ما ينتجه الرجال، فشكلت حرجا للنقاد الرجال الذين امتدحوا أعمالها على أنه من إنتاج رجل.

3- فرجينيا وولف ودورها الرائد في حركة النهضة النسوية وإحياء وبعث ما تم دفنه بفعل التيار الرجالي السائد، حيث افترضت في مقال لها "A ROOM OF One,s OWN" " حيث افترضت وجود أخت ألمعية لشكسبير وأسمتها جودث شكسبير، قالت أنه لن تكتب كشكسبير، ورغم تألقها ونبوغها انتهى بها المطاف بالانتحار، وذلك بسبب عادات وممارسات الأسرة والمجتمع والحركات الأدبية تجاه النساء، وكانت وولف من أهم من أعاد إحياء دور أفرا بين في الأدب الإنجليزي.

وتقول فرجينيا وولف إن المرأة لا يسمح لها أن تنافس الرجل في مجال الإنتاج الأدبي مهما بلغت من القدرة والإبداع.

4- جي كي رولنج أشهر كاتبة على الإطلاق وصاحبة سلسلة "هاري بوتر" اضطرت لعدم استخدام اسمها الكامل، وإخفاء هويتها ليُظن أنها رجل، وهذا يدلل على أن الممارسات ضد المرأة ككاتبة لا تزال موجودة لكن على نطاق مختلف.

5- لعل شكسبير أهم من هاجم هذه القضية في مسرحياته: (ان المرأة ليست كفاء الرجل الفكرية، ولا تمتلك العمق والفكر الذي يتمتع به الرجل) في مسرحيته الرائعة تاجر البندقية من خلال شخصية بورشيا، وتفضي القصة لتاجر يهودي اسمه شايلوك اشترط على المدين إن لم يتمكن من السداد أن يدفع رطلا من لحم جسده، هنا تنتحل بورشيا - التي هي بالأصل رجل يقوم بدور امرأة - شخصية رجل محامي، وتقضي بضرورة الالتزام بالشرط الجزائي، لكنها تقول لشايلوك اقتص رطلا بالتمام دون زيادة، ثم اشترطت عليه ألا يُريق نقطة دم واحدة لأن الشرط لم يتضمن ذلك. فاستطاعت بذكائها التغلب على مكر ودهاء رجل مثل شايلوك وجعلته يتنازل بل جعلته هو المغرم.

ثم قال: إن الاعتقاد الراسخ هو أن أروع وأعظم ما كتب كان يتمحور في أربع عناصر أساسية هي المكونة للعمل تتمثل بأن يكون الكاتب: 1- رجل 2- مسيحي 3- أوروبي 4- أبيض.

ثم تساءل هل يجوز أن نقارن رجل بامرأة ونحن نعرف أن المرأة تختلف عن المرأة، والرجل يختلف عن الرجل؟

صحيح أن كتابة المرأة تتسم فيها العبارات بالقصر، لكن للكل كاتب روحه ومنهجه في الكتابة.

وإدوارد سعيد دعا لإعادة النظر في الأدب الإنجليزي في تناوله للآخر، وقال لابد من دراسة النص بنظرة منطقية استقرائية.

ثم تحدث عن خطأ مَنْ يقيم النص بعد الولوج لحياة الكاتب والمؤثرات التي شكلت حياته لأنه هنا سيبني نقده بناء على ما عرفه من خلفية الكاتب أو المبدع، ثم أشار للمدرسة التفكيكية في النقد والتي تدعو لموت المؤلف؛ أي أن على الناقد تناول النص فيعيد قراءته مرّة أخرى بعيدا عن مقصدية الكاتب.

وعن تجربته مع طالباته قال: لقد أعطيتهم نصين، أحدهما كتبت عليه اسم شاعر إسرائيلي، فوجدتهن يعظمن النص الآخر على حساب النص الذي كتبه الإسرائيلي علما بأن النصين لذات الشاعر، بل هو نص واحد شطرته نصفين، فكانت خلفية المعرفة بالكاتب هي المسيطرة على أسلوب النقد.

وتحدث عن تجربة عبر الانترنت حيث ورد عددا من النصوص وطُلب تصنيفها بحسب الكاتب، أي النصوص كتبتها أنثى وأيها كتبه رجل، فلم تكن الإجابات دقيقة حيث حصل معظم المتسابقين على معدلات تتراوح ما بين 3% و 5% بينما هو حصل على معدل 7%.

بعد أن أنهى حديثه في المحاور التي أعدّت للقاء، شكرت الأستاذة فتحية الأستاذ رفعت، ثم قالت أود التحدث في نقطتين: الأولى أنه عندما ناقشنا صور المرأة في الآداب الغربية قديمها وحديثها وجدنا أن المرأة مضطهدة ولم تمنح مساحة من الحرية، وكان الإسلام أول من كرّم المرأة ومنحها حقوقها.

ثم إن لدينا كثير من الشباب يقولون أن التحيز للمرأة أكبر منه للرجل لذا فإنهم يشتركون بأعمال أدبية يكتبون عليها أسماء فتيات، إلى أن تتوطد علاقتهم مع الكتابة ومع النقاد فيعلنون عن أسمائهم الحقيقية.

والأمر الآخر الذي أود التحدث يتعلق بفرجيينيا وولف التي حاولت إعادة النظر في عملية التقييم الأدبي لتنتزع للمرأة حقها في الاعتراف بإبداعها، وجدتها مع ذلك تقرّ بأن أخت شكسبير لن تكتب مثله، ولن يُسمح لها أن تنافس الرجال في الإبداع، وجعلتها في النهاية تنتحر؛ فهل كان هذا إقرار منها بما وضعت العقلية الغربية قواعده وأسست له في الفكر الجمعي بدونية المرأة؟.

ثم إن فرجينييا نفسها انتحرت بأن وضعت كمية من الحجارة في جيوب ثوبها وألقت بنفسها في النهر ليصعب إنقاذها وماتت وهي في التاسعة والخمسين، وهي السنّ التي كانت قد بلغت معها للنضج الأدبي، فهل كانت تسقط شخصيتها ونفسيتها على جودث شكسبير؟

بعدها فتحت الباب لتسجيل المداخلات وكانت المداخلة الأولى من الأستاذ محمد طه شاهين الذي شكر الأستاذ على ما قدمه من مادة أدبية دسمة، ثم تساءل قائلا: باعتبار أن الشعراء الميتافيزيقيين من أهم شعراء الإنجليز: ما مدى تأثر الشعراء الميتافيزيقيين في بريطانيا بالميتافيزيقا في الفلسفة الإغريقية، وخاصة الميتافيزيقا عند كل من أفلاطون وأرسطو، وهل كان هذا الاتجاه مناكفة أو معارضة على الفلسفة الوضعية التي كانت قد برزت بذورها حينذاك في بريطانيا؟

وأضاف أن علم النفس أثبت وظيفيا أن الفروق في القدرات النوعية والطائفية، حيث أن المرأة تتمتع بجوانب من الذكاء أكثر من الرجل، والرجل يتمتع بجوانب أخرى أكثر من المرأة.

والمداخلة الثانية كانت للأستاذ عبد الرحمن شحادة بعد أن شكر المحاضر، والمنظمين للمحاضرة من جماعة صالون نون الأدبي قال: لم يكن هناك تواجدا للناقدة في الأدب الغربي، ثم إن في الأدب العربي نجد عائشة التيمورية تكتب خمسة وعشرين عاما ومن يقرأ لها يظن أنها رجلا.

ريم جعرور قالت: نعلم أن المرأة في الأدب العربي معززة، ونادرا ما تضطهد لكنها أحيانا تسلط ضوء على اضطهادها وهذا بحد ذاته يعتبر نصرة لها. ثم ما قيمة المرأة الحقيقية في الأدب الإنجليزي؛ فمع معلوماتي البسيطة عن الغرب فإنه بكل بكل تلك المظاهر التي تسحر العقول فيما وصلوا إليه وادعائهم التحررية والديمقراطية إلا إن المرأة لازالت تضطهد في مجتمعاتهم أكثر من المجتمعات الشرقية التي أعزت المرأة بالإسلام، ولكن حين نسوه أنساهم الله أنفسهم فضلوا.

الأديب الناقد غريب عسقلاني كانت له مداخلة قال فيها: اشكر الأخ المحاضر الذي وضعنا في عالم الكاتبات جورج إليوت وأفرا بين وفرجينيا وولف في سياق التعريف بالرائدات المبدعات النساء في مجالات الأدب والثقافة. ولكن علينا أن ننظر إلى زوايا نظر أخرى قد تثري موضوع النقاش, حول المرأة المفكرة ودورها في الفكر الإنساني:

- هل كان الرجل هو الذي أعاق هذا الدور أم هو طبيعة تطور المجتمعات البشرية في العالم وسطو القيم الدينية والموروث الجمعي للشعوب ودرج تطورها الاقتصادي وملكيتها لأدوات الإنتاج وهل هذا كان صفة ملازم لكل الشعوب

- وهل كان هنا في ذات الفترة التي تناولها المحاضر انبعاث مفكرات في مناطق أخرى وهل دور إليوت في مجتمعها يوازي عائشة التيمورية وقوت القلوب الدمرداشية ورائدات العمل النسوي في فلسطين ومصر ولبنان.

- وهل برعت في ظل الدولة الإسلامية حيث حفظ حقوق المرأة مبدعات أثرن في بلورة الحيا من حولهن ولنذكر رابعة العدوية مثلا ومي زياد وفدوى طوقان

- سؤال حول فرنسا بعد الحرب العالمية الثانية حيث شهدت تطورا في مفاهيم الحرية وفتحت آفاقا جديدة: كم سيمون دي بفوار أنجبت فرنسا وهل كانت في قامة سارتر رفيق عمرها ولماذا؟؟

الأمور يجب أن تناقش على ارضية أخرى مثل:

- مراحل تطور المجتمعات البشري

- تلاقح الأفكار وتأثير التواصل والاتصال

- سطو الموروث والمعتقد الديني على الحياة

- والفروق البيولوجية والنوعية بين الرجل والمرأة

- مفاهيم التوازي والتكامل بين الرجل والمرأة للوقوف على مناطق الفعل والإبداع لكليهما.

أخيرا: أثمن جهد المحاضر وأشكر له انه فتح بابا ثريا للحوار وأطلق الأسئلة في فضاء ثري وجميل.

الدكتورة مي نايف قدمت جزيل الشكر للحضور على تواصلهم مع جلسات صالون نون، وجعلت الشكر موصولا للأستاذ رفعت العرعير ثم قالت: أرى أن العيب في المتلقي، فلو كان المتلقي متدربا لأجاد التمييز بين كتابة المرأة والرجل، فهناك فروق في المفردات، بنية الجملة، الطريقة التي تكتب بها المرأة.

ثم قالت بالنسبة لما قالته الأستاذة فتحية بأن الإسلام أعطى المرأة مساحة من الحرية، فأن أرى الأمر بخلاف ذلك، حتى الشعراء الرجال أمثال شاعر الرسول حسان بن ثابت وكعب بن زهير، أثبتت الدراسات أن شعرهم المكتوب بعد الإسلام كان أضعف بكثير من شعرهم المكتوب قبل ذلك.

قبل أن تعطي الأستاذة فتحية حق الرد للأستاذ رفعت قالت: أود أن أرد على عجالة بالنسبة لموضوع حرية المرأة، فعلاوة على ما حصدته المرأة من مكاسب وحريات وحقوق كفلها لها الإسلام فإننا نرى الخنساء تكتب الشعر قبل الإسلام ولم يحجر الإسلام على حقها في الكتابة بعد أن أسلمت، ثم إن سكينة بنت الحسين تفتح صالونا أدبيا قبل أربعة عشر قرنا ونيف هذا مؤشر لما تمتعت به من حرية إبداع، ومشاركة الرجال في المعارك أيضا أمر يوازي المساواة بالرجل التي يطالب بها العالم الغربي اليوم.

بعدها بدأ الأستاذ رفعت بإجمال الردود على الأسئلة فقال: بالنسبة لسؤال الأستاذ شاهين؛ لا علاقة بين الشعراء والميتافيزيقا، لقد سمّوا بالشعراء الميتافيزيقيين وظل اسما للتعارف وليس للصفة، فالمسرح العبثي تعارف على ما كبث ومجموعته، لا لأنهم يكتبون في أمور عبثية؛ وإنما لأن النقاد أطلقوا عليه هذا الاسم، وأعتقد أن هدفهم من هذه التسميات تشويه الأدب. لا علاقة للفلسفة أو الميتافيزيقيا بالشعراء إلا إذا كانوا يقصدون بالميتافيزيقيا أنه شعر يتضمن فكر.

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل